إلى هذه الدرجة النظام الأمني للحوثيين معقّد وصعب الاختراق
المساء برس – تقرير خاص| كشف تقرير خبراء الأمم المتحدة بشأن اليمن المقدم مؤخراً لمجلس الأمن أن النظام الأمني لسلطات صنعاء وحركة أنصار الله بما فيها أمن المعلومات معقّد للغاية وصعب الاختراق، بالنظر إلى اعتماد الخبراء الأممين في استقاء معلوماتهم من نفس المصادر التي ترفع بمعلوماتها على شكل تقارير رصد يومية إلى الرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي المقيم في الرياض والتي هي الأخرى تستقي معلوماتها من مصادر غير موثوقة ولا ترتبط بجماعة أنصار الله ولا قريبة من مراكز القرار في سلطات صنعاء.
وتُظهر المعلومات التي وردت في تقرير خبراء الأمم المتحدة أنها تتطابق في كثير من الأحيان مع ما يتم رفعه إلى حكومة هادي من معلومات يتم استقاؤها من مصادر غير موثوقة لدرجة وصلت بأن بعض الشائعات التي يتم إطلاقها في مجموعات التواصل الاجتماعي في تطبيقات التليجرام والواتس اب وإعادة ضخها لمواقع التواصل الفيس بوك وتويتر، وردت كمعلومات ضمن تقرير الخبراء كما سبق وأن تم رصدها في أحد التقارير اليومية المرفوعة إلى الرئيس هادي المتعلقة بالوضع في الشأن الداخلي.
وحسب مصدر رفيع في سلطة صنعاء، يتحفظ “المساء برس” على ذكر اسمه، فإن أجهزة المخابرات التابعة لحكومة الإنقاذ على علم بما يتم رفعه من تقارير تتعلق بالوضع الداخلي في مناطق سيطرة سلطات صنعاء، مضيفاً أنهم استغربوا حين وجدوا تطابقاً في معلومات كثيرة وردت في تقرير خبراء الأمم المتحدة مع المعلومات تم الاطلاع عليها في أوقات سابقة وردت في تقارير الرصد التي يرفعها مخبروا حكومة هادي، معلقاً على استخبارات هادي بالقول: “استخبارات تنشط في الواتس والتليجرام فقط وترفع بمعلوماتها المجمعة من وسائل التواصل الاجتماعي على أنها معلومات من الميدان ويتلقون مقابل ذلك رواتب باهضة وهو مضحك ومحل سخرية، وهذا يجعلنا نفتخر أن نظامنا الأمني والمعلوماتي لم يُخترق”، مضيفاً أن ما أثار اندهاشهم هو أن “حتى لجنة الخبراء الأممين لم تستطع الحصول على معلومات حقيقية ودقيقة من صنعاء وهي حاولت قبل ذلك أن تحصل على بعض المعلومات بطرق رسمية لكن لم تجد أي استجابة من صنعاء بسبب مواقف الأمم المتحدة تجاه بلادنا ووقوفها إلى جانب التحالف، ويبدو أن اللجنة لجأت لمصادر أخرى للحصول على المعلومات ومن الواضح أن هذه المصادر هي ذاتها التي تستقي منها سلطات هادي الاستخبارية معلوماتها والتي تجمعها في الأصل من مجموعات الواتس والتليجرام”.
وأضاف المصدر إن سلطات صنعاء على علم بما يتم رفعه من معلومات إلى هادي وحكومته “خصوصاً المعلومات المتعلقة بالوضع الداخلي في مناطق سيطرتنا وعلى علم بما يتم ضخه من شائعات في وسائل التواصل الاجتماعي ونقوم برصدها يومياً، ومن الطبيعي ألا تتمكن سلطات هادي من اختراقنا وهذا ليس مستغرباً لكن المثير هو ألا تتمكن من هي أكبر من هادي وسلطاته أيضاً من الاختراق وهذه شهادة نعتز ونفتخر بها وتثبت أننا نعمل بشكل صحيح وأن الدولة الحقيقية موجودة في صنعاء”.
وأفاد المصدر أن حرب الشائعات التي بدأت تمارسها دول التحالف ضد اليمن وأنصار الله والتي زادت في الآونة الأخيرة وتحديداً منذ الفترة التي سبقت أحداث صنعاء بين المؤتمر وأنصار الله، “بدلاً من أن تنعكس آثارها على الوضع في مناطق سيطرة حكومة الإنقاذ وسلطة المجلس السياسي، انعكست على الطرف الآخر بل وانعكست على الأمم المتحدة وهذا ما تبيّن من تدقيق تقرير الخبراء الذي لوحظ أنه عند الحديث عن الوضع في مناطق سيطرة المجلس السياسي يتم استخدام عبارات مطاطية وغير دقيقة ولا موثقة بالأرقام الحقيقية أو الأسماء والشهادات التي توثق تلك العبارات والتوصيفات وهذا يعتبر عيباً في صياغة التقارير لأنها لا يجب أن تحتوي على عبارات مطاطية تحتمل أكثر من تفسير وهو ما يعني أنه لا يوجد لديهم معلومات حقيقية فحاولوا التهرب عبر استخدام العبارات والتوصيفات التي تتحدث عن وضع عام وليس حالات محددة” مبرراً حديثه بالقول إنه لو كانت لجنة الخبراء تمتلك معلومات حقيقية عمّا ذكرته في تقريرها لأوردت مع هذه المعلومات الأرقام أو الأسماء المعززة لما تقوله وحددتها بالمكان والزمان والأرقام والأسماء كما فعلت على سبيل المثال عند الحديث عن فارس مناع ونجله “رغم أن تلك المعلومات لا زالت قاصرة” حسب وصفه، مؤكداً “إلا أنها لم تسرد أي معلومات حقيقية معززة بأرقام وأسماء لعدم حصولها على دلائل واضحة تؤكد صدقية هذه المعلومات وهذا يعود إلى المصادر التي دعمت اللجنة بالمعلومات العامة والتي لا تتضمن لا دلائل ولا أسماء ولا توصيفات دقيقة تثبت ذلك”.
وحالياً لا يكاد يخلو يوم من ظهور شائعات جديدة يتم بثها عبر مجموعات الواتس اب والتليجرام وإعادة نشرها في مواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك وتويتر والترويج لها وتهويلها وقد انخرطت في الترويج لمثل هذه الشائعات قناتي العربية والحدث السعوديتين وقناة “سكاي نيوز عربية” الأمريكية والممولة من الإمارات، وحسب مصدر في المؤتمر الشعبي العام بصنعاء فإن غرفة عمليات خاصة تم إنشاؤها بتمويل إماراتي وكادر مؤتمري من الموالين للإمارات معظمهم ممن خرجوا من صنعاء ويتواجدون حالياً في عدن يعملون على بث هذه الشائعات ويجري تناقلها وإعادة صياغتها على شكل منشورات أو أخبار عبر خلايا يعملون كـ”ذباب إلكتروني” كما يُعرف إعلامياً.