موقع إخواني في حوار: “إنشاء معهد دماج خطأ والحوثيون جزء من نسيج اليمن”
المساء برس – متابعة خاصة| أجرى موقع “ميدل ايست اونلاين” الموالي لتنظيم الإخوان المسلمين حواراً صحفياً مع الشاعر اليمني علوان الجيلاني والذي تحدث عن أن إنشاء معهد دماج السلفي في منطقة دماج بمحافظة صعدة معقل الزيدية كان خطئاً كبيراً واستفزازياً للزيدية.
وقال الجيلاني في الحوار المنشور في الموقع “في الثمانينيات أقيم معهد الدماج قرب صعدة في عقر دار الزيدية، ومعهد دماج سلفي بامتياز، هذا خطأ كبير، وقد كتبت في ذلك الوقت مشيرا إلى هذا الخطأ الكبير، لا يجب أن تستفز الناس وتنشأ مراكز سلفية في عقر دارهم، مركز سلفي وهابي يتحدى الزيدية في عقر دارها، فانتفضت الزيدية ولجأت إلى مساجدها ومدارسها وبدأت تبني نفسها من جديد وتستعيد وعيها بنفسها وبدأت تحارب”.
وأكد الشاعر اليمني أن “الحوثيين من الناحية التاريخية هم جزء من النسيج الاجتماعي اليمني المتشابك بكل عقده ومعطياته وثقافته إيجابياتها وسلبياتها”.
وقال الجيلاني إن التيارات العقائدية الدينية المتمثلة بـ”الزيدية والشافعية والصوفية” لا تشارك في هذا الصراع الدائر اليوم، معتبراً أن ما يحدث اليوم هو صراع بين جماعات “أيديولوجية عقائدية تمثلت بالسلفيين والإخوان المسلمين والحوثيين”، وأضاف بقوله: “الإخوان المسلمون هم على الخط منذ الأربعينيات وهم أول من نفذ عملية اغتيال في اليمن عندما قتلوا الإمام يحيي، فهذه الأيديولوجيات هي من تتصارع الآن وتدمر اليمن”.
وعن تعزيز سلطة التيار الديني المتشدد في عهد الرئيس الراحل صالح وكيف أثّر ذلك على المثقف اليمني قال الجيلاني: “عندما تستأسد السلطة وعندما تطالب كمثقف بقيمة تذكرة 500 دولار لكي تسافر لحضور مهرجان أو مؤتمر أدبي، تمنع عندك التذكرة، أو تقدم اقتراحا لتقيم مؤتمرا أدبيا وتحتاج إلى مبلغ مالي مثلا 10 آلاف دولار لدعم المؤتمر فيمنع عنك، في الوقت الذي تقيم فيها جماعة دينية معسكرا صيفيا لأتباعها فيتبرع لها رئيس الدولة وحده بـ 20 أو 30 ألف دولار، هنا من الذي أضعفك أنت أم اضطهادك من قبل السلطة، السلطة همشت المثقفين ومنحت التيارات الدينية مساعدات وإمكانيات بلا حدود، هذا غير أن التيارات الدينية اليمنية مدعومة من الخارج حيث سمحت السلطة بتدفق الأموال لها من الخارج، وسمحت لها بأن تطور نماذجها وأن تعممها في المجتمع، صودر صوت المرأة ووجودها وحضورها وغطيت تماما، صوردت المساجد والأضرحة والزوايا والبنى التقليدية الزيدية والشافعية منذ نهاية السبعينيات، وصودرت بعد ذلك حرية الناس عن الحديث عن عقائدهم وتمظهراتها من وقت الميلاد إلى وقت الموت، وتم التوغل في المؤسسات الثقافية وتم هدم دور السينما والمسارح وتحويلها لأماكن لدعوات هذه التيارات المؤدلجة، تم القضاء على المكتبات حيث تم شراؤها وتحويلها إلى مكتبات دينية، والمطابع والأندية والأماكن المختلفة نفس الأمر”.
وأضاف: “أقاموا الحواجز بين النساء والرجال في كل مكان، كل ذلك تم برعاية الدولة وقوانينها، أنت كمثقف عندما تخرج للشارع يمكن أن يعترضك ضابط ـ تلبية لاتصال من أحد قادة هذه التيارات ـ ويهينك أمام الناس ويلفق لك تهمة ويدخلك إلى الحبس، أيضا عندما يأتي ثلة من جماعة دينية ليهدموا ضريحا وأنت واقف تدافع عن هذا الضريح، فتأتي الأطقم والدبابات لتساند وتدعم الهادمين، ما الذي سيكون بوسعك أن تفعله أنت كمثقف؟ عندما يخرج رجل له ثقل كبير في الدولة ويكفر في يوم واحد 350 مثقفا يمنيا، ويقول إنهم مجرد جرثومة كفرية، ما الذي بإمكانك أن تفعله كمثقف؟ تستبعد من المنابر ومن المؤسسات والسلطة والوظيفة وكل شيء، وهم يأخذون كل شيء ويتحكمون في سلطة القرار”.
وأشار الجيلاني أن الصوفية والتصوف هو الحل في اليمن، ويعتبر الجيلاني أحد معتنقي الطريقة الصوفية.
وعلى غرار ما قاله الجيلاني شن ناشطون في حزب الإصلاح هجوماً عليه في صفحات التواصل الاجتماعي ووصفوه بـ”المتحوث”، معتبرين أن الصوفية أو من يدافع عنها هي عبارة عن وجه آخر “للحوثية الناعمة”، حسب وصف أحدهم في منشور له ورصده “المساء برس”