ما يحدث في حضرموت الآن تديره استخبارات دولة عربية القاعدة بمهمة جديدة
المساء برس – تقرير: يحيى محمد| فجأة، اكتشف «التحالف» أن وادي المسيني غرب المكلا بمحافظة حضرموت هو أكبر معقل لتنظيم «القاعدة»، وفجأة أيضاً قرر أن يوجه قوات «النخبة الحضرمية» للقضاء على التنظيم ومداهمة معقله الرئيسي في حضرموت، بعد أن كان محظوراً على «النخبة»، من قبل الإماراتيين، تنفيذ أي عملية عسكرية ضد المناطق التي يسيطر عليها التنظيم في المحافظة بعد خروجه من المكلا في 2016.
في تقرير سابق، كشف تقرير صحفي نشره “المساء برس” نقلاً عن موقع إخباري عربي، منتصف يناير الماضي، عن معقل تنظيم «القاعدة» في حضرموت، بعد أيام من تعرض أحد المواقع العسكرية التابعة للواء بارشيد لهجوم بقذيفتي هاون. الموقع العسكري كان أصلاً في منطقة ميفع حجر غرب المكلا، وهي منطقة لا تبعد كثيراً عن وادي المسيني (أكبر معاقل «القاعدة»)، وقد انتقلت إليه عناصر التنظيم بعد خروجها من مدينة المكلا مطلع أبريل 2016 دون أن تخوض أي معارك عسكرية ضد القوات الموالية للإمارات، على الرغم من ترويج الوسائل الإعلامية الإماراتية حينها لخوض عملية عسكرية ضد التنظيم وتطهير حضرموت من «القاعدة»، علماً بأن عملية التطهير (المزعومة) حدثت بين عشية وضحاها.
“مسرحية مشابهة تتكرر”
منذ الخميس الماضي، بدأت قوات «النخبة الحضرمية» الموالية للإمارات بعملية عسكرية، لـ«تطهير المناطق التي يتواجد فيها تنظيم القاعدة وعناصره، والتي يستخدمها لشن عمليات إرهابية تضر بالأمن الاجتماعي»، ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية «وام» أن «قوات النخبة الحضرمية مسنودة بقوات سعودية وإماراتية تمكنت من السيطرة على وادي المسيني والسيطرة على مداخله الرئيسية»، بالإضافة إلى أن العملية أدت إلى مقتل أحد عناصر التنظيم وجرح آخرين، حسب تصريح أحد المسؤولين العسكريين باسم قوات «الشرعية» مؤخراً، وهو ما يدعو إلى التساؤل: كيف يمكن لعملية عسكرية أن تحدث في غضون ليلة واحدة وتنتهي بالنجاح رغم أنها تستهدف أكبر معقل لتنظيم «القاعدة» والذي يحتوي مخازن أسلحة تم نهبها في 2015م وأموالاً بالمليارات منهوبة من البنك المركزي في المحافظة تمكن التنظيم من القتال لأشهر؟ وكيف لهذه العملية أن تحدث دون وقوع خسائر بشرية باستثناء مقتل فرد واحد من التنظيم؟
(معقل جديد لـ«القاعدة»)
بات من المسلّم به أن تنظيم القاعدة والجماعات الإرهابية المتطرفة تعمل جنباً إلى جنب “مع وتحت” قيادة قوات التحالف “السعودي الإماراتي” التي تستخدمها أحياناً للقتال ضد “أنصار الله” وأحياناً أخرى، ذريعة لتبرير سيطرتها العسكرية على أكثر من منطقة استراتيجية في المحافظات الجنوبية.
ومن هنا يمكن إدراك أن القضاء فعلياً على تنظيم القاعدة لا يمثل مصلحة للقوات الأجنبية في اليمن، ما يعني أن ما يُشاع من عملية ضد معاقل التنظيم في حضرموت هذه الأثناء، مجرد ضجيج إعلامي لا أكثر، حتى وإن شهدت هذه الأحداث عمليات عنف كتفخيخ العناصر الإرهابية مبنى مركز الأمن العام والشرطة، في وادي عمد الذي يشهد اشتباكات بين النخبة الحضرمية الموالية للإمارات وعناصر القاعدة حسب الأنباء الواردة.
في هذا الشأن كشفت مصادر موثوقة عن تأمين أحد أجهزة الاستخبارات العربية الناشطة في المحافظة «وجهة جديدة» تأوي عناصر تنظيم «القاعدة» التي ستخرج من وادي المسيني غرب المكلا.
وأضافت المصادر، في تصريحها لـ”المساء برس” والذي تطابق مع ما نشره موقع «العربي»، أن الصحراء الشمالية الشرقية لمحافظة حضرموت بدأت تتواجد فيها أعداد كبيرة من الشباب القادمين من محافظات أخرى، برغم بُعد المنطقة عن مركز التكتل السكاني لأبناء حضرموت، لكونها منطقة نائية تتوزع في وديانها المتباعدة أعداد قليلة من السكان المحليين.
“إتصالات سرّية ومعسكرات وجهات استخبارية”
وتكشف المصادر أيضاً عن وجود شبكة اتصالات سرّية بين عدد من المشائخ والشخصيات القبلية في مناطق صحراء ووادي حضرموت الشمالية الشرقية، مشيرة إلى أن هذه الشبكة «مرتبطة بجهات يُعتقد أنها تعمل لصالح المخابرات السعودية والمخابرات الإماراتية»، نظراً لما تشير إليه الاتصالات السرية فيما بينهم. بالإضافة إلى ذلك، تكشف المصادر أن المشائخ وبعض الشخصيات القبلية شمالي شرق المحافظة تقوم بعمليات إيواء المئات من عناصر «القاعدة» القادمين من مناطق أخرى، معظمهم قدموا من عزان وبالحارث في شبوة، وتقوم بتسليحها وتمويلها.
وأكدت المصادر أن هذه العناصر على ارتباط وثيق بتنظيم «القاعدة في جزيرة العرب»، أو ما يُعرف في اليمن بتنظيم «أنصار الشريعة»، وقد أُنشئت لهم معسكرات شمال شرق حضرموت في مناطق نائية وبعيدة عن السكان، وأن هناك من يقوم بإمداد هذه المعسكرات بالعتاد والتموين الغذائي، مشيرة إلى أن اختيار مكان بقاء هذه العناصر ومعرفة «التحالف» بذلك، بالإضافة إلى وجود جهات قبلية تموّل هذه العناصر وتمدها يومياً بالغذاء والمؤن، يشير إلى وجود مخطط لـ«التحالف» ينوي تنفيذه في خلال الفترة المقبلة، غير مستبعدة أن يكون المخطط يستهدف الجغرافية اليمنية.