السعودية تجوّع اليمن لأنها “لم تستطع هزيمة مقاتليه الحفاة” موقع كندي
المساء برس – ترجمة: أسماء بجاش| قال موقع “موندليزاسيون” الكندي إن اتهامات كثيرة توجه للغرب بالتواطؤ في الكارثة الإنسانية التي تسبب بها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في اليمن.
وأكد الموقع أن السعودية خسرت حربها في اليمن لافتا في مقال كتبه مون أوف بـعنوان “إبادة جماعية ووسائل إعلام متواطئة” إن كثيرا من المراقبين من بينهم على سبيل المثال، المؤرخ البريطاني والمحلل المتخصص في الشؤون الخارجية للمملكة المتحدة مارك كورتيس يروون أن جميع الأهواء والنزوات, حتى تلك الاكثر فتكاً التي تعتلي الساسة في الغرب, قد تم تمريرها إلى المملكة العربية السعودية من قبل العالم الغربي المتعطش لبيع كل ما يتباها به من ترسانة عسكرية بوتيرة هائلة وفي نفس الوقت السعي إلى احراز مكاسب كبيرة.
وما دامت المملكة العربية السعودية مستمرة في ابرام صفقات بيع الاسلحة فهي محمية من الاتهامات التي قد تواجهها فيما يخص ارتكاب جرائم حرب: يقول المقال.
أخبار كاذبة:
المقال استشهد بعدد من العناوين الإخبارية على حجم التضليل الذي تمارسه وسائل الإعلام الغربية إزاء الأحداث في اليمن من بينها عناوين وردت على صحيفة ديلي ميل البريطانية ووكالة الأناضول التركية وإذاعة صوت ألمانيا وجميعها تقول أن الرياض تعلن إعادة فتح الموانئ أمام المساعدات الإنسانية إلى اليمن.
وقال الكاتب في مقاله الذي ترجمه الخبر اليمني: اعلنت المملكة العربية السعودية عن إعادة فتح جميع الموانئ والمنافذ التي تسيطر عليها أمام جميع المساعدات الإنسانية, وذلك استجابة لتحذيرات بشأن وقوع اليمن في شرك المجاعة الوشيكة, إلا أن الرياض اعادت إغلاق تلك المنافذ والموانئ بعد تعرضها لهجوم صاروخي, موجهة اصابع الاتهام للحوثيين.
واستدرك: العناوين المذكورة أعلاه كاذبة ولا تمت للواقع بصلة: “الحكومة السعودية تعاود فتح بعض الموانئ والمطارات اليمنية”.فتلك الموانئ تقع في الاصل في المناطق الجنوبية الواقعة تحت سيطرة القوات السعودية التي اخذت على عاتقها مجابهة جماعة الحوثي في المناطق الشمالية الشرقية من اليمن, إذ يقطن تلك المناطق -الشمالية الشرقية- ما يقرب من 70% من إجمالي عدد السكان وبالتالي ستظل تلك المناطق خاضعة للحصار الشامل الذي تفرضه القوات السعودية.
وكشف كاتب المقال عن محاولة وزارة الدفاع الامريكية ” البنتاجون” بسط سيطرتها على الميناء الرئيسي والوحيد – ميناء الحديدة – للمناطق الشمالية الشرقية والذي سيظل بطبيعة الحال مغلق, بيد أن العمليات القتالية الدائرة في المنطقة اسفرت عن تدمير الارصفة التابعة للميناء وبالتالي تدمير الطريق الوحيد لإمداد ما يقرب من 20 مليون شخص, بالإضافة إلى تدمير مطار صنعاء الدولي.
وأشار إلى أن التحالف لم يكتفي التحالف السعودي – الأمريكي – البريطاني عند هذا الحد فحسب, بل عمل ايضاً على منع هبوط أي رحلات للإمدادات الطبية الجوية التابعه للأمم المتحدة.
وقال إن المطالبات بإشراف الأمم المتحدة على ميناء الحديدة ستعزز المأساة حيث سيضع ذلك الكثير من العراقيل على الحركة في الميناء.
واثر اعلان الرياض عن فرض حصار كامل على البلد بصورة سلبية، كما يقول التقرير إذ تضاعفت أسعار المواد الغذائية والغاز على الفور, ناهيك عن عدم تقاضي موظفي الخدمة المدينة رواتبهم منذ ما يقرب من 15 شهراً, باختصار, فالناس في هذا البلد لم يعد بمقدورهم تأمين حياة افضل لأطفالهم.
‴ اقدمت نورا رشيد على بيع ماشيتها التي تقتات عليها عائلتها من أجل دفع تكاليف نقل ابنتها البالغة من العمر أربعة سنوات والتي تزن سبعة كيلوغرامات فقط إلى مركز التغذية في مستشفى السبعين في العاصمة صنعاء, أضف إلى ذلك, احتياج باقي اطفالها لرعاية الطبية، ولكنها قالت أنها غير قادرة على دفع كامل التكاليف اللازمة للرعاية الطبية, كما اشارت ايضا إلى عدم دفع الحكومة للرواتب, ففي الغالب، يسعى الناس في القرية إلى اقتراض المال من الاشخاص الذين يعملون لدى الحكومة, ولكن الان نظرا لعدم دفع الأجور، لم يعد امامنا أي خيار ‴.
ومن جانبها, حذرت الأمم المتحدة من أن هذا الحصار سيكون السبب في وقوع البلد في شرك المجاعة, فهذه الأزمة لم تكن أثرا مؤسفا لهذه الحرب, بل أُستخدمت كسلاح:
ويؤكد: إن عملية فرض الحصار على المدنيين سيؤول بالفعل إلى وقوع البلد في شرك المجاعة, فهذا ما هو إلا عمل متعمد من قبل الرياض الغاضبة جراء فشلها المهين في احراز نصر عسكري في هذه الحرب.
“تقارير الأمم المتحدة أن 10 ألف مدني فقط هم الذين قتلوا في حرب اليمن مضحكة”
ووفقا لتقارير وسائل الإعلام، فإن10آلاف مدني فقط قتلوا خلال عامين ونصف العام منذ اندلاع الحرب.
ونوه المقال إلى, ان هذا الرقم يبعث على الضحك, إذ لم تنشر الأمم المتحدة أو غيرها أي تقارير مفصلة عن صحة هذه الأرقام وعرض مقارنة بين تاريخي تقريرين للأمم المتحدة
وعلى سبيل المثال لنقارن بين تواريخ ومحتويات هاذين التقريرين: الاول الذي نشرته قناة الجزيرة في 31اغسطس 2016نقلا عن مسؤولون في الأمم المتحدة سقوط ما لا يقل عن 10آلاف مدني في الصراع الدائر في اليمن:
“اشارت التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة إلى أن عدد الضحايا الذين قتلوا فى الحرب الاهلية المستمرة في اليمن منذ 18شهرا ارتفع حاليا إلى 10آلاف شخص, ومن جانبه اشار جيمي ماكغولدريك منسق المساعدات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة من العاصمة صنعاء إلى أن التقديرات الجديدة تستند إلى معلومات رسمية من المراكز الطبية اليمنية”.
بينما ذكر التقرير الثاني الذي نشر على نفس القناة في 17 يناير 2017, نقلا عن مسؤولون في الأمم المتحدة أن عدد قتلى الحرب في اليمن يتجاوز 10آلاف مدني:
“قال مسؤول في هيئة الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية في اليمن أن عدد القتلى في النزاع الدائر في اليمن منذ ما يقرب من العامين قد بلغ 10آلاف قتيل و 40الف جريح, ومن جانبه اشار جيمي ماكغولدريك منسق المساعدات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة إلى أن هذه الأرقام تستند على لائحة الضحايا التي جمعتها مرافق الرعاية الصحية”.
فتلك الارقام التي لا ترتقي إلى مستوى الحقيقة كما يصف المقال, قد تم تأكيدها من قبل مسؤولون في الأمم المتحدة خلال شهري اغسطس ويناير على التوالي, بينما تستمر هذه الحرب الضروس العبثية والتي ما تزال على نفس الوتيرة.
وتؤكد قناة الجزيرة بغباء أو ربما بسخرية في تقريرها الثاني لأول مرة حسب روايتها ارتفاعا كبيرا في عدد الوفيات في اليمن بينما تكرر الرقم نفسه.
فمنذ يوليو 2017، قام التحالف السعودي الأمريكي بشن أكثر من 90 الف غارة جوية عسكرية في الاجواء اليمنية, وبالتالي هل يفترض بنا تصديق أن 10 آلاف مدني فقط قتلوا بسبب هذه الغارات والهجمات المدفعية بالإضافة إلى عمليات القنص والهجمات الانتحارية؟ وهذا لن يتناسب مع التقارير الغربية عن الحوادث الجماعية خلال هذه الحرب.
100 الف مدني هو العدد المرجح لعدد المدنيين الذين سقطوا في هذه الحرب, وبالتالي فهو العدد الأكثر احتمالا بكثير من العدد الثابت 10 آلاف مدني.
شن طيران التحالف العربي بقيادة الرياض مطلع نوفمبر المنصرم غارة جوية استهدفت من خلالها سوق في محافظة صعدة الواقعة شمال البلد, حيث أسفرت هذه الغارة عن سقوط ما لا يقل عن 29 شخص, وبالتالي لم تستكنف اليمن عن الاخذ بثارها, حيث شنت هجوماً صاروخاً استهدف مطار في العاصمة السعودية الرياض, فهذا الهجوم كان بمثابة ردا على ذلك الهجوم السعودي المميت الذي استهدف محافظة صعدة.
خرافة الدعم الإيراني
ومن جانبها اشارت الرياض إلى أن هذه الصواريخ التي أطلقها اليمنيون جاءت من طهران، دون تقديم أي ادلة تؤكد صحة هذه الخرافة.
كما اشار مسؤول رفيع في سلاح الجو الأميركي في منطقة الشرق الأوسط أن بقايا تلك الصواريخ تحمل علامات إيرانية.
فهذا التصريح يدعوا لريبة: “لقد وجد السعوديون علامات على حطام تلك الصواريخ تشير إلى انها ايرانية الصنع”.
ووفقاً لمجموعة “جين” للمعلومات البريطانية – شركة مخابرات مفتوحة المصدر تركز على الدفاع والأمن والنقل والشرطة- أن هذه الصواريخ هي في الأصل صواريخ صنعت في كوريا الشمالية تم تعديلها من قبل القوات المسلحة اليمنية من ذوي الخبرة.
وبالتزامن مع تلك الادعاءات السعودية، تظهر ادعاءات غريبة في وسائل الإعلام الأمريكية.
كما لم تكتفي الرياض عند هذا الحد فحسب، بل عملت على الاشارة إلى أن مقاتلون من الافغان الشيعة (اللواء الفاطمي) أو من حزب الله اللبناني يشاركون في العمليات القتالية الدائرة في اليمن.
فهذه المزاعم ونحوها غير قابلة لتفسير، فجغرافية الارض التي تكلمت عنها صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في مقالها لا تأكد تلك الادعاءات.
“الحوثيون لا يفتقرون للجنود..يوجد الملايين في المناطق المحاصرة يكرهون السعودية”
كيف ولماذا سيأتي الشيعة الأفغان، الذين لا يتكلمون اللغة العربية، إلى اليمن؟
يوجد الملايين من اليمنيين العاطلين عن العمل في المناطق المحاصرة، ناهيك عن كون هؤلاء يضمرون الكره للمملكة العربية السعودية ومن المؤكد ايضاً أن جماعة الحوثي لا يفتقرون للجنود.
وفي المقابلة التلفزيونية التي اجريت مع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري بعد عملية اختطافه, اشار فيها إلى أن الرياض على استعداد لإطلاق سراحه في حال اعلان حزب الله عن وقف عملياته في اليمن.
كما استرسل رئيس الوزراء حديثه قائلاً: إن وجود حزب الله في اليمن هو السبب الرئيسي الذي أثار حفيظة المملكة العربية السعودية.
ولكن ليس هناك أي دليل لوجود حزب الله في اليمن.
ففي العام 2015، اشار دبلوماسي سعودي إلى أنه حصل على تقارير تؤكد وجود مدربين من حزب الله اللبناني في اليمن، بيد أنه لم يقدم أي أدلة على صحة كلامه.
وفي العام 2016، نشرت قناة “العربية” التلفزيونية التابعة للمملكة العربية السعودية شريط فيديو قصير زعمت فيه أن مدربا من حزب الله اللبناني يعمل على تدريب جماعة الحوثي, وكما جرت العادة لم يتم نشر أي معلومات تتعلق بالمكان أو تاريخ أو أي معلومات اخرى حول ذلك التسجيل.
عامان ونصف العام، مرت على بدأ الحرب على اليمن, لم يظهر خلالها أي تقارير ميدانية عن وجود أو مشاركة حزب الله في هذه الحرب, كما لم يتم الاشارة إلى وجود جنود لبنانين أو إيرانيين أو حتى افغان فيها, فالحوثيون ليسوا حزب الله, كما انهم ليسوا عملاء للحكومة الإيرانية.
“السلاح الذي يقدمه التحالف لأتباعه هو المورد الرئيسي للحوثيين”
ويتابع الكاتب: إن قوات صنعاء ” اعطت للآخرين قدرات تكتيكية وفنية جيدة, كما تمكنت جماعة الحوثي من الحصول على الأسلحة من مخزونات قديمة أو من خلال شراؤها من أسواق الأسلحة الرئيسية في البلد, إذ يتم شراء هذه الأسلحة من الباعة الذين يشترونها بدورهم من مجموعات مجهزة بسخاء من قبل السعوديين, فهذه القوات التي تسيطر عليها الرياض هي المورد الرئيسية لأعدائهم المعنيين.
“السعودية تعمل على تجويع بلد بأسره لأنها لم تستطع هزيمة مقاتلين حفاة”
والآن تعمل المملكة العربية السعودية على تجويع بلداً بأسره، وبدعم جريء من العالم الغربي “الإنساني”, إذ تم شراء البيروقراطية وقادة الأمم المتحدة والمتواطئين معهم, كما عمل الطاغية السعودي على خطف وابتزاز رئيس وزراء بلد من العالم الثالث.كل ذلك لأنها لم تستطيع هزيمة مقاتلين حفاه، فقد أقحم الرياض نفسه في حرب عبثية.
اخترع السعوديون فكرة تورط إيران في اليمن، وفي نفس الوقت لم تتوقف وسائل الاعلام التابعة لنظام السعودي عن تكرر وترويج هذه الادعاءات، في الوقت الذي لا تمتلك فيه أي دليل يدعم صحة ادعائها.
“اخترعت السعودية فكرة تورط إيران في اليمن، في الوقت الذي لا تمتلك فيه أي دليل يدعم صحة ادعائها”
ففي الوقت الذي يصارع فيه ملايين المدنيين في اليمن شبح الموت الوشيك، يفرش سياسيو الغرب السجاد الحمراء للأمير السعودي محمد بن سلمان ووالده الهرم مكررين نفس الادعاءات، كما سهل الساسة الغربيون كل السبُل والتأكيدات الوهمية للسعوديين على حساب أولئك الذين يعتبرونهم أعدائهم.
وفي المرة القادمة التي يأتي فيها هذا النوع من الكائنات، لُطفاً، وجهوا اليهم اصابع الاتهام.