ما العرض الذي قدمه السيسي لـ “قابوس” بخصوص اليمن؟
المساء برس – تقرير خاص| عرض الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على السلطان “قابوس بن سعيد” سلطان سلطنة عمان، خلال زيارة الأول للسلطنة، وثيقة لحل الأزمة في اليمن سياسيا، بحسب ما علمته صحيفة “الجريدة” الكويتية.
ونقلت الجريدة عن مصدر خاص أن السيسي أطلع السلطان قابوس، على تفاصيل مبادرة تمهد لإنهاء الصراع في اليمن، وتسمح بإجراء محادثات سياسية بين الأطراف المتصارعة.
وقال المصدر إن “مصر تطمح إلى عرض وثيقة تتضمن مبادئ لحل الأزمة اليمنية، بينها وقف القتال والدخول في هدنة يعقبها السماح بإدخال المساعدات الإنسانية، ثم الجلوس على طاولة المفاوضات ومناقشة القضايا الخلافية”.
وأضاف أن “الوثيقة تلزم الحوثيين بوقف إطلاق الصواريخ البالستية على المملكة العربية السعودية، وعدم التعرض للملاحة في مضيق باب المندب، والابتعاد عن إيران بما يسمح باستقلالية قرارهم”.
وذكر المصدر أن “مصر تقترح على الحوثيين ترك سلاحهم ودمجهم تدريجيا في صفوف قوات الجيش اليمني، موضحا أن الوثيقة المصرية المقترحة تسمح بإشراك أطراف دولية في المفاوضات بينها مجلس الأمن والأمم المتحدة”.
وأشار المصدر إلى أن “القاهرة متمسكة بأن تكون جميع الاتفاقيات بين الأطراف المتنازعة في اليمن مكتوبة”، مشيرا إلى أن الرئيس السيسي حرص على ضرورة تقريب وجهات النظر بين سلطنة عمان ودول الخليج، وإزالة أي خلافات في وجهات النظر، فضلا عن العمل معا على إنهاء الخلافات العربية العربية.
أمن مصر أم انتخابات السيسي
يرى البعض أن تحرك السيسي نحو عُمان وطرح مبادرة جديدة لوقف الحرب في اليمن له تفسيرين اثنين لا ثالث لهما، الأول: أن يكون السيسي مهتماً بالشأن اليمني من ناحية الأمن الإقليمي وأمن باب المندب الذي إن تأثر بما يحدث فسينعكس ذلك سلباً على قناة السويس التي ستتوقف عن العمل بكل تأكيد، والثاني: أن يكون هذا التحرك يأتي من باب الإعداد لحملة الانتخابات التي يعتزم السيسي ترشحه لرئاسة مصر لولاية ثانية وإن البحث عن حل في اليمن يحفظ أمن المنطقة وأمن باب المندب قد يعزز من توسع قاعدته الشعبية في الداخل المصري التي بدأت تتأثر بعد مواقفه الأخيرة تجاه إسرائيل وتجاه تعاطيه مع ملفات المعارضة الداخلية.
التحرك الثاني لمصر
هذا التحرك لمصر هو الثاني بعد تحرك مشابه وسرّي تم بعد بدء عاصفة الحزم بأيام قليلة في أبريل 2015 حيث كشفت مصادر حينها لـ”المساء برس” عن إتصالات مكثفة بين السيسي وقابوس وجهود سرية تفضي إلى مبادرة مصرية عُمانية لإنهاء عمليات عاصفة الحزم.
وحصلت “المساء برس” حينها على معلومات مهمة جداً من مصدر موثوق عن جهود وتحركات مصرية عُمانيه تهدف الى إنهاء العمليات العسكرية في اليمن والولوج في حل سياسي يرضي كافة الأطراف، وبحسب المصدر فإن مبادرة جديده يتم التشاور حولها وهناك إتصالات سرية مع أطراف متعدده في اليمن وعمان ومصر بهذا الشأن، غير الجهود لم تنجح بسبب تدخلات خارجية من السعودية دفعت لإفشال أي جهود لحلول سلمية.
قبل زيارة السيسي مبادرة إيجابية من صنعاء
قبل أن يقوم الرئيس المصري عبدالفتاح السياسي بزيارته لسلطنة عمان كان زعيم جماعة أنصار الله عبدالملك الحوثي قد دعا جميع الأطراف اليمنية، وعلى خلفية أحداث عدن الأخيرة، دعاها إلى مراجعة مواقفها والتعقل والعودة للحوار على أساس الشراكة والحرية واستقلال اليمن.
وقال الحوثي في حديث على تلفزيون “المسيرة” قبل عدة أيام: “انصحهم أن يستذكروا ويتعقلوا والخير هو ان تتجه كل قوى الداخل للحوار والتفاهم على مبدأ العيش المشتركة على مبدأ الشراكة، الحرية والاستقلال لهذا البلد”.
وقبل ذلك كان القيادي في الجماعة ورئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي قد أكد أن “أنصار الله” مع أي دعوات للعودة لطاولة الحوار ووقف الحرب من جميع الأطراف مع منع أي اعتداء من أي دولة أجنبية وأن تبقى مسائل الخلاف محل استفتاء شعبي للفصل فيها.
وقال الحوثي في تغريدة على حسابه في موقع “تويتر”: “نحن مع العودة لطاولة الحواروتشكيل لجنة مصالحةوطنيه والاحتكام لصندوق الانتخابات لانتخاب رئيس وبرلمان يمثل كل القوى باليمن ووضع ضمانات دوليةببدءإعادة الاعمار ومنع اي اعتداء من دول اجنبية على اليمن وجبر الضرر وإعلان عفو عام وإطلاق المعتقلين لكل طرف ووضع اي ملف مختلف عليه للاستفتاء”.
وفي تأكيد على وجود دور عُماني إيجابي تجاه اليمن كتب الحوثي في صفحته، بالتزامن مع الزيارة الأخيرة للسيسي إلى عمان، كتب قائلاً: “نشكر سلطنة عمان على مواقفها المشرفة ونتمنى لها المزيد من الازدهار وتكليل خطواتها بالنجاح والتوفيق”.