علي محسن يغيّر موقفه ويؤيد الانتقالي في اجتماع للجنة الثلاثية
المساء برس – تقرير خاص| قالت مصادر مطلعة قريبة من مكتب الرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي أن اللواء علي محسن الأحمر “نائب هادي” غيّر موقفه من المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً وأصبح واقفاً في صف التحالف مع الانتقالي وضد هادي وحزب الإصلاح.
وقالت المصادر في حديث خاص لـ”المساء برس” أن علي محسن حضر مؤخراً اجتماعاً للجنة الثلاثية التي تم تشكيلها منتصف العام الماضي وخوّل لها إدارة شؤون المناطق الخاضعة لسيطرة التحالف ويشارك فيها علي محسن من جانب اليمن بالإضافة إلى ممثل عن السعودية وآخر عن الإمارات، قالت المصادر إن محسن أبدى موقفاً متحيزاً نحو ما قام به المجلس الانتقالي بدعم من الإمارات بالسيطرة على المقرات والمعسكرات باستثناء قصر “معاشيق”.
وأفادت المصادر أن الوضع المعلّق في عدن بعدم حسم الوضع سياسياً وعسكرياً يعود لخلافات طرأت على المشهد بين علي محسن الأحمر الذي بدأ ينحاز للسعودية والإمارات من جهة وعبدربه منصور هادي ومن خلفه قيادات حزب الإصلاح من جهة ثانية.
وكان علي محسن قد كشف عن مواقفه الجديدة المنحازة نحو الرياض وأبوظبي والمجلس الانتقالي الجنوبي في حوار صحفي أجرته معه صحيفة “عكاظ” السعودية أمس الأول نفى فيه وجود أي علاقة له مع جماعة الإخوان المسلمين وقال إنه من مؤسسي المؤتمر الشعبي العام، كما قال عن الأوضاع في عدن “كنا نتمنى ألا يحدث، نحن مع المطالب الشعبية السلمية المشروعة، ومع الحوار ولسنا مع استخدام القوة لتحقيق مكاسب سياسية”.
كما وصف الأحمر تجاوز أزمة عدن أنها حدثت بفعل جهود التحالف، قائلاً: “تجاوزنا أزمة عدن بتعاون مع الأشقاء في الرياض”، لكنه تكلئ عن الإجابة حول سؤال ماذا إذا كان قد تواصل مع عيدروس، وكشف الرجل في نفس الإجابة عن موقفه من عيدروس وشلال بالقول: “عيدروس الزبيدي وشلال علي شايع، نحن نريد أن نكون مع بعض لتحرير اليمن من الانقلابيين”، وهي مواقف عدّها مراقبون أنها إفصاح عن وقوف الرجل وإعلانه الانضمام لحلف الرياض وأبوظبي ورغباتهما.
كما ألمحت الصحيفة لمحسن “بأن بعض اليمنيين يقولون أن ثمة من لهم يد مع الحوثي ويد مع الشرعية في النهار يقول كلاماً وفي الليل يتغير ويقول آخر” وهو ما كان اتهاماً غير مباشر لمحسن نفسه بهذا التعاطي مع الأحداث، وسألته الصحيفة عن المعلومات التي لديه بهذا الخصوص، فأجاب محسن بأن هذا الكلام غير صحيح وأضاف “ومع هذا كله قد يوجد ولكنه بحكم النادر والنادر لا حكم له، ليس صحيحاً أن تحكم على الناس بهذا الشكل أن يكونوا في الصباح مع التحالف وفي المساء مع الحوثي هذا كلام غير صحيح نهائياً”، أعاد الصحفي السؤال مرة أخرى بالقول “البعض من يقول ذلك؟” فرد عليه محسن “هذه كلها دعاية غير صحيحة ونرفضها” وهو ما يبدو معه أن الرجل فهم المغزى من سؤال الصحفي وفهم أنه هو المقصود بهذا السؤال.
وفيما يبدو أن محسن وعبر هذا الحوار حسم موقفه مع الرياض وأبوظبي، فحين سألته الصحيفة عن حزب الإصلاح: هل هم فاعلون في قتال الحوثي، اكتفى الأحمر بالقول “يشاركون، نحن الآن حسمنا مسألة المقاومات الشعبية واعتمدنا جيشاً وطنياً”، وكررت الصحيفة السؤال مرة أخرى بصيغة مختلفة بالقول “ثمة اتهامات لحزب الإصلاح بأنه لا يزال غير فاعل في الميدان وأنه على الأرض لم يعمل شيئاً، ويتلبس بنتائجكم؟” فأجاب محسن بالقول: “من يقاتل في الميدان لا يقاتل تحت مسمى الإصلاح ولا اشتراكي (…) نحن نقاتل تحت مسمى الجيش الوطني والشرعية وقيادات التحالف، والأحزاب السياسية بما فيها الإصلاح داعمة للشرعية”، ثم ردت عليه الصحيفة بالقول: “كأنك تدافع عنهم؟” فقال محسن: “لا أدافع عنهم ولا أسبهم، أنا دوري قيادي”،وفي سؤال سابق كان قد أجاب الأحمر بأنه من مؤسسي حزب المؤتمر الشعبي العام.
كما وصف الأحمر علاقة اليمن بكل من السعودية والإمارات والكويت والسودان بالممتازة بينما وصف العلاقة مع عمان بـ”الطيبة”، أما قطر فقال محسن “قاطعناها منذ بداية مقاطعة دول التحالف”.
وفي ختام الحوار أرفقت الصحيفة نبذة عن علي محسن وحاولت تلميعه في إشارة إلى أن ثمة دور تهيئة السعودية للرجل بعد مواقفه المعلنة عبر هذه الصحيفة.