الرياض وأبوظبي تقيّم مواقف الأحمر بحوار صحفي ملغّم لمعرفة مع من يقف
المساء برس – رصد خاص| نفى اللواء علي محسن الأحمر نائب الرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي أن يكون له علاقة بتنظيم الإخوان المسلمين مؤكداً أنه من مؤسسي حزب المؤتمر الشعبي العام.
جاء ذلك في مقابلة أجرتها معه صحيفة “عكاظ” السعودية في أول تصريحات صحفية له بعد أحداث عدن الأخيرة التي انتهت بإنهاء القوة العسكرية التابعة لهادي والإصلاح على حساب الموالين للإمارات.
وعلق الأحمر حول أحداث عدن الاخيره بالقول “كنا نتمنى ألا يحدث، نحن مع المطالب الشعبية السلمية المشروعة، ومع الحوار ولسنا مع استخدام القوة لتحقيق مكاسب سياسية”.
وأضاف الأحمر “تجاوزنا أزمة عدن بتعاون مع الأشقاء في الرياض”، لكنه تكلئ عن الإجابة حول سؤال ماذا إذا كان قد تواصل مع عيدروس، وكشف الرجل في نفس الإجابة عن موقفه من عيدروس وشلال بالقول: “عيدروس الزبيدي وشلال علي شايع، نحن نريد أن نكون مع بعض لتحرير اليمن من الانقلابيين”.
أما بخصوص قطر فقال الأحمر “قطر واعلامها تقوم بدور تحريضي غير مهني في اليمن ضد التحالف”.
وفيما يخص صالح علق محسن أن صالح “أضاع فرصة إنهاء الاحتجاجات وقبل الشراكة مع المعارضة”، وأضاف “صالح رفض مصافحتي وهناك انتهت وساطة المصالحة بيني وبينه التي قادها السفير السعودي السابق لدى اليمن”، وفيما يخص مقتل صالح قال محسن “صالح قتل واستطاع الحوثيون إخماد الانتفاضة التي دعا لها ولكن التذمر لا يزال قائماً بعد مقتل صالح، والجماهير متذمرة، والحوثيون يستخدمون عنفا مفرطا ولكن العاقبة بالنهايات وسينتصر أهل اليمن على الانقلابيين”. مضيفاً أن حزب المؤتمر الذي تركه صالح يقوده الآن “الرئيس هادي” حسب قوله، وحين سألته الصحيفة عن تعليقه حول من يقول بأن محسن هو من سيقود المؤتمر أجاب اللواء بالقول: هناك من يطرح برغبته في أن يقود الحزب فلان أو فلان، وفلان يطرح آخر، ولكن المصلحة الأساسية التي نريدها لليمن وللمؤتمر أن نكون جميعاً تحت قيادة الشرعية ندعو الكل تحت قيادة الشرعية
وأردف الأحمر أنه تواصل مع “احمد وعمار” وقام بتعزيتهما في مقتل صالح.
وعرج الأحمر بحديثه حول تأخر حسم المعركة حيث قال: “نحن نسيطر على 85% من الأراضي اليمنية والمنافذ البحرية والحسم قادم، وما جعل الحوثي يستمر بالحرب هو أنه يستخدم إمكانيات الدولة كلها” حسب قوله.
وقال الأحمر كانت هناك انتفاضة شعبية بعد دخول التحالف مأرب والجنوب ولم يحالفها الحظ، مشيراً أن هذه هي الانتفاضة الأولى، وأضاف قائلاً: “كنا منسقين مع جزء من المؤتمر وغيره في الداخل وكانت الناس قد بدأت تتحرك ولكن ما الذي حصل؟ حصلت حادثة قاعدة العزاء، قضت على 15 قائداً ذهبوا في مسحة واحدة فأجهضت الانتفاضة الثانية، ثم جاءت الانتفاضة الثالثة التي أعلنها علي عبدالله صالح”، معلقاً على فشلها بالقول إن السبب يعود لوجود “جانب إعلامي حوثي إيراني يستهدف خلخلة تماسك التحالف والشرعية لإيجاد شكوك”.
وأكد الأحمر أن اللواء الصبيحي وشقيق هادي مازالوا في سجون الحوثيين.
وفيما يخص الصواريخ اليمنية قال الأحمر إن الجيش اليمني لم يكن يمتلك صواريخ بهذا المدى، في إشارة إلى الصواريخ التي تقصف بها قوات صنعاء الرياض، مشيراً أن الصواريخ التي كانت موجودة لدى القوات اليمنية لم يكن يتجاوز مداها 500 كيلو متر، أما الصواريخ المستخدمة الآن فيعترف محسن أن مداها 1400 إلى 1500 كيلومتر، متهماً إيران بأنها من عملت على تطوير هذه الصواريخ، حد تعبيره.
وألمحت الصحيفة لمحسن بأن بعض اليمنيين يقولون أن ثمة من لهم يد مع الحوثي ويد مع الشرعية في النهار يقول كلاماً وفي الليل يتغير ويقول آخر، وسألته الصحيفة عن المعلومات التي لديه بهذا الخصوص، فأجاب محسن بأن هذا الكلام غير صحيح وأضاف “ومع هذا كله قد يوجد ولكنه بحكم النادر والنادر لا حكم له، ليس صحيحاً أن تحكم على الناس بهذا الشكل أن يكونوا في الصباح مع التحالف وفي المساء مع الحوثي هذا كلام غير صحيح نهائياً”، أعاد الصحفي السؤال مرة أخرى بالقول “البعض من يقول ذلك؟” فرد عليه محسن “هذه كلها دعاية غير صحيحة ونرفضها”.
كما نفى أن يكون له علاقة بتنظيم الإخوان المسلمين أو يدعم حزب الإصلاح لكنه قال إن الحزب “متواجد في ميدان المعركة هم وغيرهم والمهم أن الجميع يقاتلون تحت لواء الشرعية”.
وحين سألته الصحيفة عن حزب الإصلاح هل هم فاعلون في قتال الحوثي، اكتفى الأحمر بالقول “يشاركون، نحن الآن حسمنا مسألة المقاومات الشعبية واعتمدنا جيشاً وطنياً، وكررت الصحيفة السؤال مرة أخرى بصيغة مختلفة بالقول “ثمة اتهامات لحزب الإصلاح بأنه لا يزال غير فاعل في الميدان وأنه على الأرض لم يعمل شيئاً، ويتلبس بنتائجكم؟” فأجاب محسن بالقول: “من يقاتل في الميدان لا يقاتل تحت مسمى الإصلاح ولا اشتراكي (…) نحن نقاتل تحت مسمى الجيش الوطني والشرعية وقيادات التحالف، والأحزاب السياسية بما فيها الإصلاح داعمة للشرعية”، ثم ردت عليه الصحيفة بالقول: “كأنك تدافع عنهم؟” فقال محسن: “لا أدافع عنهم ولا أسبهم، أنا دوري قيادي”،وفي سؤال سابق كان قد أجاب الأحمر بأنه من مؤسسي حزب المؤتمر الشعبي العام.
كما وصف الأحمر علاقة اليمن بكل من السعودية والإمارات والكويت والسودان بالممتازة بينما وصف العلاقة مع عمان بـ”الطيبة”، أما قطر فقال محسن “قاطعناها منذ بداية مقاطعة دول التحالف”.
وفي ختام الحوار أرفقت الصحيفة نبذة عن علي محسن وحاولت تلميعه في إشارة إلى أن ثمة دور تهيئة السعودية للرجل بعد مواقفه المعلنة عبر هذه الصحيفة.
في الوقت ذاته اعتبر مراقبون أن الحوار الذي أجرته الصحيفة مع محسن كان بمثابة اختبار سعودي وإماراتي لمواقف الرجل لمعرفة ما إذا كان مع التحالف أم مع حزب الإصلاح؟.