التحالف يحوّل عبدربه منصور هادي إلى “رئيس مع وقف التنفيذ”
المساء برس – تقرير خاص: يحيى الشرفي| لم يعد لعبدربه منصور هادي أي فائدة حتى من حلفائه في الأحزاب السياسية التي أيّدته ووقفت إلى جانبه بعد أن استدعى الرياض للتدخل عسكرياً في اليمن ضد خصومه اليمنيين، وحتى بالنسبة للرياض وأبوظبي فهما لا يريان في هادي أي فائدة سوى استخدام وتسويق وصفه كـ”رئيس منتخب وحيد” لتنفيذ مخططهما في اليمن بما يتوافق ومصالحهما وقبل ذلك بما تمليه واشنطن وتل أبيب ولندن.
وجدت الرياض وأبوظبي في هادي مطية لجرائمهما في اليمن يحملانه تبعات ما يحدث، بكونه هو من طلب هذا التدخل، على الرغم من أن التدخل العسكري حدث دون علمه حسب اعترافه شخصياً وفي مقابلة تلفزيونية في السعودية.
هادي سلّم للتحالف كل شيء، ومكنّهم من التحكم بقراراته وحتى إقامته وإذا حاول اليوم الرفض أو الاعتراض على أي توجه للتحالف بشأن اليمن فلن يكون بمقدوره فعل ذلك بسهولة فالرجل أصبح في حكم “الموضوع تحت الإقامة الجبرية” وربما اتصالاته أصبحت تحت نظر غرفة عمليات تحدد متى وماذا يقول ومن يقابل وبماذا يصرح.
خلف هادي كان الإصلاح الذي يمثل البطانة الكبيرة التي يحكم هادي عبرها ويعتبرها سلطة ومسؤولين وقادة عسكريين يقودهم اللواء علي محسن الأحمر الذي عيّنه نائباً له، فتحوّلت السلطة من هادي إلى الإصلاح وعلي محسن، وهاذان حاولا التحكم بالسلطة وتوجهها، وسعيا لبناء إمبراطورية مالية هائلة من الأموال التي تقدمها السعودية دعماً “لسلطة هادي المفترضة” بينما تركا العمل على الأرض في المناطق التي أصبحت تحت سيطرتهم.
أصبحت الساحة فارغة بعد دخول الإمارات عدن، كانت بطانة هادي تلهو في الرياض وجدة والقاهرة واسطنبول وعواصم بعض الدول الأوروبية، بينما كانت الإمارات تعمل بوتيرة متسارعة على بسط نفوذها وسيطرتها على كل شيء.
تنبهت بطانة هادي “الإصلاح ومحسن”، لتحركات الإماراتيين فسارعوا إلى تعزيز قوتهم العسكرية في الجنوب والحفاظ على بقائها هناك حتى لا تترك الفرصة للإمارات بالتمكن من كل شيء، في تلك الأثناء لم يكن بإمكان هادي الحديث أو الاعتراض على الإمارات، كيف يفعل ذلك وهو من استدعاها لنجدته؟، وهنا بات هادي رئيساً مع وقف التنفيذ برغبة إماراتية، فيما لا تزال علاقات محمد بن سلمان بهادي جيدة.
لكن، ولأن هادي سلم كل شيء للسعودية ومكّنها من كل أوراقه، أصبح الرجل مسلوب القرار، ولهذا لم تكن تلتفت إليه حين كان يعترض على بعض التصرفات الإماراتية في الجنوب، في الوقت ذاته كان محمد بن زايد يستغل وضع هادي من جهة، ووضع محمد بن سلمان الذي يسعى لخلافة والده دون أن يكون له خبرة سياسية سابقة تكفي لتحقيق طموحه، وهكذا أصبح محمد بن زايد هو “مرآة” محمد بن سلمان في كل تحركاته خصوصاً في اليمن، أليس هذا ما أكده وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتية أنور قرقاش؟!!.
اليوم لم يعد هادي يتحكم بمناصريه السياسيين من حزب الإصلاح الذين تجنبوا الظهور مؤخراً، نتحدث هنا عن قيادة الحزب والجنرال محسن، بينما قواعد الحزب باتت توجه أنظارها نحو التمرد الذي تقوده القيادية الناشطة توكل كرمان والتي فيما يبدو ستسحب البساط من تحت اليدومي والآنسي ومن يقف خلفهما قريباً، كأول امرأة يمنية تقود حزباً ذو أيديولوجية دينية ولكن بقواعد وسطية معتدلة.
بالنظر إلى الأحداث الأخيرة في عدن والتي تكشّفت أحداثها خلال اليومين الأخيرين نجد أن التحالف “الرياض وأبوظبي” هما من أدارا المعارك بين قوات الانتقالي الموالية للإمارات وقوات الحماية الرئاسية الموالية لهادي، وما قيل في الإعلام أنه تم السيطرة على مواقع قوات هادي كان في حقيقة الأمر استلام وتسليم، مع رسم خطوط حمراء لمقاتلي الانتقالي فيما يتعلق بالمعاشيق وبعض المباني الهامة التي وجه التحالف بالاكتفاء بمحاصرتها فقط دون اقتحامها.
النهاية والوضع الذي يعيشه عبدربه منصور هادي اليوم هي طبيعية، فهذه نتيجة ومآل أي تيار سياسي أو شخصية سياسية يرتهن للخارج دون الإبقاء على جزء من الكرامة والحرية والسيادة، لكن السؤال: هل استوعب حزب الإصلاح ومن معهم من الأحزاب ممن لا يزالون يعقلون آمالهم على الخارج، هذا الدرس الذي كان ضحيته هادي؟.