تقارير CNN الأمريكية تؤكد ما كشفناه “تدخل أمريكي مباشر في اليمن”
المساء برس – خاص| بثت قناة سي ان ان الأمريكية تقارير ميدانية من الجبهات العسكرية في اليمن وظهر مراسل قناة سي ان ان في جبهة نهم نيك روبرتسون وإلى جواره قوات مارينز أمريكية، الأمر الذي يكشف مشاركة ميدانية للقوات الأمريكية في اليمن بشكل غير معلن مسبقاً.
مساعد ناطق الجيش اليمني التابع لحكومة الإنقاذ العقيد عزيز راشد قال في تصريح صحفي إن ظهور عدد من جنود مشاة البحرية الأمريكية (المارينز)، برفقة مراسل قناة “CNN” في جبهة نهم، شرق العاصمة صنعاء، دليل على المشاركة الأمريكية في حرب اليمن.
وأكد راشد أن قناة “CNN” بثت صوراً، لجنود “مارينز” أمريكيين في جبهة نهم، معتبراً أن ذلك “ليس إلا مقدمة لمراحل مقبلة، وربما لمشاهد جماعية لتواجد المارينز في جبهات قتال يمنية”، مشيراً أن هذا التواجد لا يزال استخباراتياً “لكن بث القناة الأمريكية لمثل هذه التقارير وإظهار الجنود وتواجد المراسل في الجبهات العسكرية برفقة قيادات عسكرية يمنية موالية للتحالف هو بمثابة جس نبض لليمنيين بمدى تقبلهم أو رفضهم لتواجد قوات أمريكية في بلادهم”، في إشار إلى أن واشنطن تريد معرفة كيف ستكون ردة فعل اليمنيين حين يعلمون بوجود قوات أمريكية ولو رمزية تشارك في معارك القتال على الأرض داخل بلادهم وبناءً على ردة الفعل هذه يمكن لها أن تقرر هل ترسل قوات أمريكية إضافية مقاتلة بفاعلية على الأرض أم لا.
راشد قال إنهم يعلمون أن للأمريكيين بصمات واضحة في جبهات البقع (الخضراء) والساحل الغربي، مشيراً أن واشنطن تحاول إخفاء مشاركة قواتها في اليمن لتفادي ردة فعل المواطنين الأمريكيين، حيث سبق أن أثارت قضية التدخل الأمريكي في العراق وأفغانستان حفيظة الشعب الأمريكي وغضبه ضد السلطة.
ما كشفته القناة الأمريكية “CNN” سبق أن كشفه “المساء برس” ففي مطلع يناير الماضي كشفت مصادر يمنية مطلعة مقيمة في العاصمة المصرية القاهرة، عن تحركات إماراتية وأمريكية عسكرية غير معلنة تجري حالياً بشكل مكثف بالتزامن مع التصعيد العسكري في العمليات الميدانية في الساحل الغربي لليمن.
المصادر كشفت أيضاً لـ”المساء برس” أن الإمارات طلبت من الأمريكيين التدخل العسكري المباشر في اليمن وأن طلبها حظي بقبول من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع اشتراطه تمويل العمليات العسكرية البرية والبحرية والجوية، ولكن بعد موافقة الكونجرس الأمريكي.
وأضافت المصادر، التي طلبت عدم كشف هويتها، أن الإماراتيين يعملون حالياً على إقناع أعضاء الكونجرس الموافقة على عملية عسكرية أمريكية مباشرة إلى جانب قوات التحالف في اليمن، لافتة إلى أن أبوظبي تستخدم قوى ضغط مؤسسية لتحقيق ذلك، وأن العديد من أعضاء الكونجرس لا يزالون يرفضون حتى اللحظة مطالب الإمارات في حين استطاعت التأثير على البعض الآخر من الأعضاء وضمان موافقتهم على قرار التدخل الأمريكي المباشر في اليمن.
المصادر أضافت أيضاً، وفقاً للمعلومات المسربة التي وصلتهم، أن القادة العسكريين في البنتاجون “وزارة الدفاع الأمريكية” يدرسون حالياً إمكانية التدخل العسكري المباشر في اليمن بما يمنع وقوع خسائر بشرية ومادية، وأن أغلب القادة يفضّلون اقتصار التدخل المباشر في المناطق المفتوحة فقط دون التوغل البري في المناطق الجغرافية الجبلية، واقتصار التدخل المباشر في المرتفعات بالطيران الحربي الأمريكي، وأن المؤيدين لهذا التوجه يدركون ماذا يعني التدخل العسكري المباشر في اليمن ويدركون أيضاً الإمكانية القتالية لليمنيين، وأن قناعتهم بذلك من خلال تحليل مجريات الحرب في اليمن خلال الثلاثة الأعوام الماضية.
وكشفت المصادر في الوقت ذاته أن التدخل الأمريكي سيكون تحت عنوان محاربة “النفوذ الإيراني والمليشيا التابعة له في اليمن”، وأن نصائح أمريكية وُجهت للإماراتيين بضرورة تعميم مصطلح “مليشيا الحوثي الإيرانية” على كافة وسائل الإعلام وتكثيف هذا المصطلح خلال هذه الفترة، مشيرة إلى أن الإمارات أوعزت للسعودية بتعميم هذا المصطلح في كافة وسائل إعلام دول التحالف والوسائل الإعلامية الموالية لها في اليمن.
وخلال الفترة الماضية لوحظ تكريس مصطلح “مليشيا الحوثي الإيرانية” في كاف وسائل الإعلام التابعة والموالية للتحالف بما فيها وسائل الإعلام المحايدة نسبياً.
كما حصل “المساء برس” على معلومات خطيرة تفيد بأن خبراء أمريكيين وبريطانيين هم من طلبوا من التحالف مؤخراً منع دخول بعض المواد الاستهلاكية على رأسها “سيارات الشاص ذو الدفع الرباعي، وهياكل الدراجات النارية، والأسمدة الزراعية، والمواد الكربونية، والمواسير”، الأمر الذي يعني أن الطلب الأخير قد جاء بالتزامن مع التحركات الإماراتية لإقناع المسؤولين الأمريكيين وأصحاب القرار بالتدخل العسكري الأمريكي المباشر.
في السياق ذاته توقعت مصادر سياسية محلية أن يسبق أي تدخل عسكري أمريكي مباشر في اليمن تصعيد سياسي ضد جماعة أنصار الله وحلفائهم أمام المجتمع الدولي، لتبرير التدخل العسكري المباشر، غير مستبعدة في الوقت ذاته أن تسعى دول التحالف لعقد فترة مفاوضات سياسية وجيزة تفرض فيها شروطها السياسية السابقة بهدف الدفع بأطراف صنعاء لعدم القبول بها وبالتالي إظهارها على أنها ترفض الحل السلمي وتعرقل العملية السياسية.
مضيفة أنه من المتوقع أن يصاحب ذلك تغطية إعلامية واسعة موجهة للداخل اليمني وللمجتمع الدولي تهدف لتأليب الرأي العام الداخلي والمجتمع الدولي ضد أطراف صنعاء وعلى رأسهم “أنصار الله” واعتبار عدم قبولهم بشروط “الاستسلام” التي ستفرضها السعودية والإمارات على أنها جماعة لا تملك قرارها وأنها تتلقى توجيهات من إيران، الأمر الذي يعني أن التحالف سيضع الطرف المفاوض من أنصار الله وحلفائهم أمام خيارين “إما القبول بالاستسلام أو أنكم تتبعون إيران ورفضكم هو رفض إيراني وليس رفض يمني”.
الجدير بالذكر أن الجنرال علي محسن الأحمر نائب الرئيس المنتهية ولايته والخاضع للإقامة الجبرية في الرياض “عبدربه منصور هادي” قد التقى في 9 ديسمبر الماضي بقائد القيادة المركزية الأمريكية الفريق أول جوزيف فوتيل وذلك أثناء انعقاد قمة الأمن الإقليمي التي أطلق عليها “حوار المنامة 13″، وحسب ما نشرته وسائل الإعلام الموالية للتحالف من بينها وكالة “سبأ” للأنباء التابعة لحكومة المنفى الموالية للرياض، فقد تحدث محسن وفوتيل عن العلاقات اليمنية الأمريكية في المجال العسكري والدفاعي، وأضافت أن فوتيل أكد لنائب هادي استمرار دعم واشنطن “للشرعية”.