عدن.. تفاصيل يوم ثان من الموجهات
المساء برس – تقرير خاص – محمد عارف| يوم أمس الأحد أنتهت مهلة المجلس الإنتقالي الذي منحها لهادي من أجل أقالة حكومة بن دغر المتهمة من قبل المجلس بالفساد ، رافق أنتهاء المهلة إشتباكات عنيفة شهدها محافظة عدن خلفت عشرات القتلى والجرحى في يومها الأول .
تجدد الإشتباكات
لليوام الثاني التالي على التوالي تعيش محافظة عدن أجواء حرب حقيقية جراء الاشتباكات العنيفة التي أندلعت يوم أمس الأحد بين قوات هادي وقوات الإنتقالي حيث تجددت المواجهات بين الطرفين منذ الساعة الثانية بعد منتصف الليل وأستمرت حتى المغرب من مساء اليوم الاثنين في عدة مناطق بمحافظة عدن ، وبحسب مصادر طبية فأن حصيلة الإشتباكات اليوم وصل إلى 9 قتلى وأكثر من 134 جريح ، ليصل بذلك أعداد الضحايا خلال اليومين إلى 25 قتيل و600 جريح .
وتركزت إشتباكات اليوم في محيط جبل حديد بكريتر ومحيط إدارة الأمن شمال شرق مديرية خور مكسر وحيط اللواء الرابع حماية رئاسية ، وبحسب مصادر محلية فأن الطرفين أستخدموا الأسلحة الثقيلة خلال المواجهات ، في الوقت الذي يتبادل فيه قوات هادي وقوات الإنتقالي أخبار عن السيطرة ، فتحدثت مصادر صحفية تابعة لهادي أن قوات الحماية الرئاسية سيطرت على أحياء شمال شرق مديرية خور مكسر وصولا إلى أدراة الأمن بعد إشتباكات عنيفة ، ادت تلك الاشتباكات إلى جرح قائد اللواء الأول مشاه التابع للإنتقالي أبو ماجد الشعيبي من جهتها تحدثت مصادر تابعة للإنتقالي ” أن قوات الحزام الأمني سيطرت على إدارة الأمن بالاضافة لحصار معسكر اللواء الثالث حماية رئاسية المرابطة في حصن جبل حديد ، ونفت مقتل الشعيبي .
ونقل موقع عدن الغد خارطة المواجهات في المدينة حيث قال ” تقاسم الطرفين المرتفعات الجبيلة في كريتر والمعلا وخور مكسر , وأندلعت اشتباكات عنيفة بحي العريش حيث استطاعت قوات هادي السيطرة على مقرقوات الحزام الأمني هناك إلى ذلك دخل معسكر اللواء 39 التابع للإنتقالي مدرع بخور مكسر المعارك بقيامه بإطلاق عدة قذائف صوب معسكر اللواء الأول مشاه بجبل حديد و لايزال الهدوء ساريا في مديريات المنصورة والشيخ عثمان والبريقة والشعب هذا وساد الهدوء مديية دار سعد عقب انسحاب قوات الحزام الأمني منها، وتستمر سيطرة قوات الحزام الأمني على الجزء الغربي الشمالي من مديرية المنصورة وصولا إلى البريقة وجولة كالتكس فيما تسيطر قوات تابعة لوزارة الداخلية على حي ريمي والدرين ، وتسيطر كتئاب المحضار على مديرية الشيخ عثمان وهي تقف موقف الحياد .
وتحدث مصدر عسكري للمساء برس أن هناك تعزيزات عسكرية قادمة من مأرب بقيادة قيادات عسكرية جنوبية إلى عدن لمساندة هادي ، هذا وقال موقع عدن الغد أن هناك مجاميع سلفية جنوبية أنسحبت من جبهة المخاء وهي بطريقها إلى عدن من أجل مساندة هادي ، وبحسب مراقبون فأن استقدام تلك القوات العسكرية من المخاء ومأرب يدل على ضعف قوات هادي في المحافظة ،أو أن هادي قرر الدخول في مواجهة لأنه ما زال يمتلك أرواق يمكنه اللعب بها منها الواجهة العسكرية .
إلى ذلك تسببت المواجهات بإنهاء مظاهر الحياة في المدينة ، وتسببت ايضا بإستهداف ممتلكات المواطنيين وصولا إلى خزانات المياة حيث أصدرت مؤسسة المياه بعدن بيان تناشد فيه الأطراف المتحاربة لتجنب استهداف خزانات المياه في المدينة حيث شمل القصف خزانات المياة المتواجدة بجبل حديد والذي يغذي أربع مديريات في المدينة وهي خور مكسر وكريتر والمعلا والتواهي وحذرت المؤسسة ان استهداف خزانات المياة سيكون له أثار وخيمة على الاربع المديريات .
هادي يهدد والإنتقالي يلعب بمسارين
بعد دعوته يوم أمس لوقف إطلاق النار فورا ، هادي يخرج اليوم بكلام عكس ذلك حيث خرج مهددا بأنه سيعمل على مواجهة أي تمرد بحزم وعدم التهاون مع أي محاولات وتحت أي غطاء كان ، واضاف إقتحام لمعسكرات و مؤسسات الدولة والانتشار في الشوارع والأحياء، في سلوك عبثي مرفوض رسميا وشعبيا ودوليا جاء ذلك خلال بيان اصدرة عقب أجتماعه في الرياض بمستشاريه وقادة الأحزاب عصر اليوم في أجتماع خصص لمناقشة التطورات في عدن .
من جهتها حملت حكومة بن دغر المجلس الإنتقالي المدعوم من دولة الامارات تبعات الاحداث التي تشهدها مدينة عدن ، وتدعو الى ضرورة معالجة أسباب التوتر التي أدت للتمرد ومنع تكرار هذه الأحداث مستقبلاً في عدن والمناطق المحررة حسب البيان الذي اصدره بن دغر .
وفي الضفة الأخرى يلعب الإنتقالي في مسارين ، الأول المسار العسكري فقواته مازالت منتشرة في الشوارع ومتسمرة في المواجهات والمسار الثاني المسار الشعبي الذي قال في بيانه يوم أمس أن السلمية هي منهجيته في التعبير عن رفضه للحكومة ، حيث أستمر في دعوة الجماهير الجنوبية إلى الإحتشاد إلى ساحة العروض في المدينة لمواصلة التصعيد الشعبي ضد حكومة بن دغر ، وبحسب مصادر محلية ” فأن المئات أحتشدوا صباح اليوم في ساحة العروض ، دعما للإنتقالي ورفضا لحكومة بن دغر .
ردود الأفعال .
بعد يوم أمس الدامي خرجت ردود الافعال المتباينة فيما يحدث في عدن ، ففي أول تعليق للإمارات المتهمة الأبرز بدعمها للإنتقالي حيث علق وزير خارجية دولة الإمارات لشؤون الخارجية انور قرقاش على الاحدث بقوله إن موقف الإمارات في أحداث جنوب اليمن واضح ولا عزاء لمن يسعى للفتنة ، واضاف قرقاش في تغريدة له على التويتر أن موقف الإمارات مبدأي في دعمها للتحالف العربي الذي تقوده السعودية باليمن.
أما ولد الشيخ أحمد المبعوث الأممي السابق لليمن فدعا إلى تهدئه الاوضاع حيث قال “أدعو كافة الاطراف في عدن الى تهدئة الاوضاع وممارسة اقصى درجات ضبط النفس والاحتكام للحوار والممارسات السلمية كأساس وحيد لحل الخلافات بين الأطراف”.
من جهة أخرى دانت تسعه احزب يمنية ما يحدث في عدن وحملت المجلس الانتقالي مسؤولية الصراع العسكري الدائر، الاحزاب اليمنية وبينها حزب الإصلاح والمؤتمر والتنظيم الوحدودي الناصري وحزب الرشاد وأحزاب أخرى حيث أعتبرت أن ما حدث انقلاب واضح على الشرعية اليمنية وتقويض المؤسسات الحكومية وهي خطوات ترفضها الأحزاب .
في الضفة الأخرى أصدر الحزب الاشتراكي اليمني بياناً منفصلا عن بيان باقي الأحزاب اليمنية دعا فيه هادي الى احتواء الموقف وتطبيع الحياة في عدن ، وإستيعاب الانتقالي في الحكومة .
التحالف ولعب الأدوار .
ناشد بن دغر ليلة أمس التحالف للتدخل لايقاف نزيف الدم وخصوصا الإمارات ، لكن التحالف كان له إستراتيجية ضبابية للتعاطي مع ما يحدث ، فقبل تعليقه على الأحداث خرجت صحف سعودية تصف مع يحدث بأنه تمرد ، حيث كتبت صحيفة عكاظ التابعة للرياض الصادرة اليوم الاثنين مانشيت بالخط العريض “تمرد في عدن ” رافق حديث صحيفة عكاظ كلام مختلف قاله اعلاميين ومحليين سياسيين سعوديين حيث وصفوه الحكومة بالفاسدة والفاشلة في المقابل أعتبرت الصحف الإماراتية أن ما حدث أنتصار للمجلس الأنتقالي ، حيث قالت صحيفة العرب الإماراتية أن الإنتقالي قرر حسم المعركة ضد حكومة هادي الفاشلة .
وبين تمرد الصحف السعودية والصحف الإماراتية خرج اليوم الناطق الرسمي للتحالف ليعلق على الاحداث في موقف ضبابي ايضا ، حيث قال في متمر صحفي عقده اليوم بالرياض ” أن التحالف يطالب الاطراف المتحاربة بالتهدئة وايضا يطالب حكومة هادي النظر للمطالب الشعبية ، في إشارة واضحة لتأييد الأنتقالي في مطالبه بإقالة حكومة بن دغر وأضاف ناطق التحالف حينما سئل أن ما يقوم به المجلس الإنتقالي يعتبر إنقلاب على الشرعية ، رفض الأجابة لكن في سياق حديثه، قال بأن المجلس الإنتقالي مكون سياسي وأجتماعي .
هذا الموقف الضبابي للتحالف بقيادة السعودية يؤكد حقيقة واحدة بأن السعودية قررت إسقاط حكومة هادي بعد أن اعطت الضوء الاخضر للإنتقالي بذلك بحسب مراقبون وهذا ما يؤكد ما نشره المساء برس ليلة أمس ، لكن يبقى القول الفصل للأيام القادمة لنرى ما ستتجه إليه الأمور