صنعاء تبعث برسائل مشفّرة بخصوص ما يتم التخطيط له في الخارج
المساء برس – تقرير خاص – يحيى الشرفي| أمس الإثنين أعلنت صنعاء عن اتخاذ الجهوزية الكاملة لتحرير مدينة عدن من الذين يقاتلون ويسفكون دماء الأطفال والنساء من قبل فصائل التحالف.
جاء هذا على لسان رئيس المجلس السياسي صالح الصماد أثناء حضوره ورشة عمل لضباط القوات المسلحة أقيمت في العاصمة صنعاء تحت عنوان “قدسية الانتماء للقوات المسلحة وشرف الدفاع عن الوطن”.
الصماد قال إن “واجبات القوات المسلحة واللجان الشعبية تكمن في هذه المرحلة الخطيرة”، كاشفاً أن “أحقية الدفاع عن الأراضي المحتلة بجنوب الوطن وجب علينا إعداد العدة والعتاد لإنقاذ الإنسانية والأطفال والنساء الذين يقتلون وتسفك دماؤهم على أيدي المرتزقة الخونة من قبل الفصائل المأجورة المتناحرة في شوارع عدن”.
واعتبر الصماد أن الأحداث الأخيرة التي تشهدها المحافظات الجنوبية وتحديداً في مدينة عدن “تندرج ضمن مخططات العدوان التآمرية لقوى العدوان الأمريكي الصهيوني وعملائهم النظام السعودي والنظام الإماراتي كون من يسمون أنفسهم بالمدافعين عن الشرعية هم اليوم يقصفون قصر المعاشيق بطائراتهم”.
وقال الصماد أن حرب التحالف الذي تقوده السعودية هي في الأساس بنيت على الحرب الإعلامية واصفاً بأنها “الأشد خطورة بعكس ما تشهده ميادين الوغى وساحات المواجهة من انتصارات ساحقة لأبطال الجيش واللجان الشعبية”.
تصريحات الصماد عدّها مراقبون أنها دلالة على اطلاع أصحاب القرار في صنعاء على ما يجري الترتيب له بين الإمارات والسعودية وفقاً لرغبات أمريكية بريطانية وربما فرنسية، بعد أن يسيطر المجلس الانتقالي الجنوبي الموالي للإمارات على عدن والقضاء على ما تسمى “الشرعية” هناك.
معلومات خاصة حصل عليها “المساء برس” كشفت أن صراعاً سياسياً محتدماً يجري خارج اليمن بهدف الوصول إلى تفاهمات بعناوين عريضة للمشهد اليمني مستقبلاً وأن هذه التفاهمات ترسم ملامح الوضع وقت المفاوضات السياسية القادمة وأطرافها، بالتزامن مع ضغوطات عسكرية ميدانية تهدف لخلق واقع جديد والقبول بتنازلات سياسية وجغرافية مقابل وقف الحرب.
المعلومات الواردة تكشف أيضاً أن الصراع السياسي غير المعلن يتعلق أيضاً بباب المندب ومن سيديره وسط مساعي إماراتية لفصل مديريتي باب المندب والمخا جنوب تعز وضمها إلى الجنوب، وهو ما يفسر تصريحات صالح الصماد بأن صنعاء “تتخذ الجهوزية الكاملة وتعدّ لتحرير مدينة عدن من الاحتلال”.
في الوقت ذاته كشفت مصادر سياسية في صنعاء لـ”المساء برس” أن تفاهمات غير معلنة تجري حالياً بين أبوظبي والرياض بهدف التخلص من طرف “الشرعية” أولاً، ومن ثم الانتقال إلى التخلص من حزب الإصلاح ورفع يده عن المحافظات التي يسيطر عليها وتسليمها للشماليين الذين تحتضنهم أبوظبي وتعسكر لهم في محافظات جنوبية، وأن أحداث محافظة عدن هي بداية التنفيذ، مشيرة أن العام الجاري سيشهد تصعيداً عسكرياً كبيراً من قبل التحالف يعقبه مفاوضات سياسية تشارك فيها الأطراف المسيطرة على الأرض بعد تقليص المساحة الجغرافية التي تسيطر عليها سلطات صنعاء، في إشارة إلى المخطط الإماراتي القديم الذي دفعت بالرئيس الراحل لتنفيذه وفشل مطلع ديسمبر الماضي.
ومن المؤكد أن لا حزب الإصلاح ولا سلطات صنعاء ستسمح للإمارات بتنفيذ مخططها حتى وإن كان هذا المخطط يستهدف خصوم صنعاء من حزب الإصلاح.