لا توجد أي شرعية وما يحدث في عدن يهدد الملاحة الدولية
المساء برس – تقرير: يحيى الشرفي| هناك تغريدة للمبعوث الدولي إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ فيها عبارة خطيرة يجب قراءتها بتمعن وبعد نظر.
يرى مراقبون أن على سلطات صنعاء إبلاغ مجلس الأمن أن ما يحدث في عدن جنوب اليمن يثبت عدم وجود أي سلطة على الأرض وأن القرار اليمني مستلب في المناطق الخاضعة لسيطرة التحالف وهذا ما يعترف به رئيس حكومة المنفى احمد عبيد بن دغر.
حرب العصابات التي تعيشها مدينة عدن هي بالفعل ما تهدد الملاحة الدولية، لكونها حرب تديرها أطراف على علاقة بتنظيم القاعدة والجماعات الإرهابية، ولنا في قيادات المجلس الانتقالي وعلاقتهم بعناصر تنظيم القاعدة عبرة.
ما يحدث في عدن يثبت أن ما تسمى “الشرعية” ليست لها أي سيطرة على الأرض وأنها بالفعل مجرد شرعية فنادق في القاهرة والرياض وأنقرة واسطنبول وأبوظبي، من يسيطر في عدن هي جماعات متطرفة إرهابية تستغل أبناء المحافظات الجنوبية ومظلومية الجنوب لتعمل لحساب الخارج، وهي تريد إيصال الوضع إلى فوضى عارمة حتى تدفع بالمجتمع الدولي إلى فرض قوات دولية بذريعة حماية خطوط الملاحة.
وضع السواحل اليمنية تحت الوصاية الأجنبية عبر قوات دولية كان قد بدأ من الحديدة لكن إرادة أصحاب القرار في صنعاء رفضت ذلك رفضاً قاطعاً وهي أساساً قادت حرباً ضد سلطات هادي بهدف حماية اليمن من التدخلات الخارجية أبرزها الأمريكية والبريطانية التي تعمل لصالح إسرائيل التي تسعى لتعزيز نفوذها في المنطقة ومنها إيجاد نفوذ لها في باب المندب.
حين فشل الغرب في السيطرة على الحديدة ووضع السواحل اليمنية الغربية تحت الوصاية الدولية، ذهب إلى تفجير الصراع في عدن عبر أدواته التي كانت هي الحاكم الفعلي ممثلة بأدوات الإمارات “المجلس الانتقالي والفصائل المسلحة المناطقية التي أنشأتها الإمارات على غرار الكيانات العسكرية التي كانت موجودة في عهد الاحتلال البريطاني أيام السلطنات.
في عدن تسيطر العناصر الإرهابية على مناطق هامة تدعي الشرعية أنها تسيطر عليها، وهذا بحد ذاته يعد خطراً يهدد الملاحة الدولية، وهذا بالفعل ما تسعى إليه الإمارات التي قد تدفع بواشنطن للقول بأن الوضع قرب باب المندب خطير ويجب اتخاذ إجراءات دولية لحماية خطوط الملاحة الدولية، وهذا ما حذرت منه القوى المعارضة لهادي والإصلاح في صنعاء منذ العام 2014 والذي بموجبه تحركت لوقف توسع تنظيم القاعدة وداعش في المحافظات الجنوبية.
من يدّعون اليوم شرعيتهم لحكم الشعب هم مجرد أدوات تنفذ بها السعودية والإمارات مؤامرة ضد اليمن تهدف لتفتيته وتقسيمه بالتزامن مع السيطرة المباشرة وغير المباشرة على السواحل اليمنية وباب المندب الممر الاستراتيجي الهام في الشرق الأوسط.
سلطات صنعاء تحكم ثلاثة أرباع سكان اليمن، وهذا باعتراف رئيس حكومة المنفى أحمد عبيد بن دغر، ورغم الحصار المفروض عليها والحرب التي يشنها التحالف ضد سلطات صنعاء والمحاربة الاقتصادية الكبيرة، إلا أنها خلال ثلاث سنوات استطاعت أن تثبت بالفعل أنها سلطة جديرة بإدارة البلاد، فمن يستطيع أن يحكم أكثر من 20 مليون مواطن في مثل هكذا ظروف وشهدت مناطقه سيطرة أمنية حازمة واستتباب أمني لم يسبق أن حدث من قبل بل والصمود في وجه تحالف من 17 دولة يقصف بمختلف أنواع الأسلحة، يستطيع أن ينهض باليمن نهضة شاملة لو وقفت الحرب ورفع الحصار.
فشل الجميع وأثبت الجميع عمالته للخارج، وثبتت صنعاء وأثبتت أنها تمتلك القرار ولا ترتهن لأي جهة خارجية كما يدّعي التحالف وأدواته في الداخل، الواقع يشهد ومن يكذّب ذلك يخدع نفسه وهو يدرك أنه يخدع نفسه لكنها خديعة مدفوعة الأجر.