خطة من أربعة محاور تُنفذ في وقت واحد لإرباك صنعاء
المساء برس – تقرير خاص – يحيى الشرفي| اغتيال الدكتور راجي حميد الدين رئيس جامعة إقرأ في العاصمة صنعاء باستخدام دراجة نارية تعيد إلى الأذهان حوادث الاغتيال التي كانت منتشرة وبنفس الطريقة في العاصمة وكبريات المدن قبل سيطرة “أنصار الله” على العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر.
لم تمضِ ثلاث ساعات على عملية الاغتيال حتى انتشرت نقاط التفتيش وأطقم الأمن العام والأمن المركزي ورفعت غرفة العمليات بوزارة الداخلية وأمن العاصمة أقصى درجات الاستعداد الكامل، هذا بالإضافة إلى حالة الطوارئ التي عملت فيها أجهزة الاستخبارات، حدث هذا فقط لمجرد عملية اغتيال واحدة فقط، أراد الذين دفعوا لتنفيذها إرباك المشهد الأمني في صنعاء بالتزامن مع تصعيد من نوع آخر بدأ منذ الخميس الماضي الهدف منه كان عمل صدمة لسلطات صنعاء التي استقبلت الصدمة بكل سلاسة وردتها للطرف الآخر بقوة.
التوقيت الذي حدث فيه الاغتيال يتزامن مع التحرك العسكري للتحالف في أكثر من جبهة.
في تعز سعى التحالف إلى تصعيد المعارك العسكرية في الجبهتين الشرقية والغربية، وسبق ذلك إعلانه إطلاق ما وصفها “بعملية استكمال تحرير تعز”، وفي الحقيقة كان ذلك مجرد ترويج في وسائل الإعلام هدفه تحفيز المدنيين للانخراط والقتال في صفوف التحالف.. وهو بالفعل ما حدث، إذ يقاتل المدنيون بدون سلاح فعّال وبدون قيادة عسكرية وبدون خطة هجوم، فكانت النتيجة عدم تحقيق أي تقدم مقابل خسارة 400 فرد بين قتيل وجريح، ومستشفيات تعز التي لم تعد تتسع لاستقبال مزيد من الجرحى تشهد بذلك.
ما حدث في تعز يكشف أن التحالف يستغل دماء أبناء تعز بهدف تقديمهم في مواجهة قوات صنعاء ليس للسيطرة على تعز بل لإشغال قوات صنعاء عن أي جبهات أخرى أو إرباك صنعاء سياسياً وعسكرياً لتحقيق أي اختراق في أي جبهة.
في جبهة الساحل الغربي حاول التحالف التقدم باتجاه الخوخة فوقعت قواته في كمين نصبته قوات صنعاء المنتشرة في الجبهة، وخسرت فصائل التحالف خسائر بشرية وعدد من الآليات العسكرية وفي محاولة تقدم أخرى على الساحل الغربي حاولت الفصائل المسلحة التابعة للتحالف التقدم نحو مديرية حيس من محافظة تعز وفشلت.
ولأن التحالف يعتمد فقط على الإعلام وبث الشائعات نشر ناشطون في موقع التواصل الاجتماعي شائعات أن قوات هادي اقتحمت مديرية حيس جنوب الحديدة ليتبين لاحقاً عدم حدوث أي تقدم يذكر.
بالتزامن مع التصعيد العشوائي للتحالف في تعز والساحل الغربي سعت قوات هادي في محافظة مأرب إلى التصعيد في جبهة صرواح وبدأت بالإعدد لهجوم على سلسلة جبال هيلان، غير أن قوات صنعاء نفذت هجوماً استباقياً أدى إلى مقتل العميد علي المرادي قائد جبهة المشجح بالإضافة إلى 4 مساعدين ومسلحين آخرين وتدمير آليتين مدرعتين وإحراق عدة أطقم.
محاولة اختراق الأمن في صنعاء والتصعيد العسكري في أكثر من جبهة وبنفس التوقيت عدّه مراقبون أنه محاولة من التحالف لإرباك صنعاء قبل أي تحركات سياسية معلنة قد تحدث خلال الأيام القادمة.
وتعتقد السعودية والإمارات وحلفاءهما أن إحداث إرباك عسكري وأمني في توقيت واحد سيحقق نتيجة ملموسة، وبالنظر إلى طبيعة الأحداث وكيفية تعاطي سلطات صنعاء معها يجد المتابع أن أصحاب القرار في صنعاء وأدوات السلطة هناك أثبتت أنها جاهزة لكل تصعيد مفاجئ للتحالف، إذ أن كل جبهة لا تتأثر بما يحدث في الجبهات الأخرى فأي تصعيد على أي جبهة لا يؤثر على الجبهات الأخرى كما أنه لا يؤثر على الوضع الداخلي بالنسبة للأمن، وهو ما لوحظ بالفعل إذ عقب اغتيال الدكتور راجي حميد الدين شهدت العاصمة صنعاء استنفاراً أمنياً عالياً، فسرعان ما انتشرت أجهزة الأمن ونقاط التفتيش في معظم شوارع العاصمة، هذا بالإضافة إلى الدوريات الأمنية التي تتجول على مدار الساعة.