مستجدات الأوضاع في عدن “التحالف يوجه الانتقالي بالتراجع”
المساء برس – تقرير خاص| تصاعدت منذ ساعات السبت الأولى حدة التوتر بين هادي وحكومته التابعة للسعودية والمجلس الانتقالي الجنوبي التابع للإمارات في محافظة عدن جنوب البلاد، وفي صنعاء يترقب الساسة والمواطنون التطورات في عدن لحظة بلحظة على أمل ألا ينفجر صراع يزهق أرواح المزيد من اليمنيين ليس دفاعاً عن البلاد من محتلين أجانب بل للدفاع عن محتلين اختلفوا فيما بينهم.
التحالف يدير الصراع تصعيداً وتهدئة
الملاحظ من الأحداث الأخيرة في عدن أن التحالف يشكل محوراً لإدارة تحركات كل طرف من حوله تصعيداً أو تهدئة ففي الوقت الذي منعت فيه الإمارات عودة هادي وحكومته إلى عدن سمحت الخميس الماضي بعودة نجله ناصر عبدربه منصور قائد ألوية الحماية الرئاسية، وفي الوقت الذي تدعم فيه الإمارات تيار المجلس الانتقالي ومسلحيه، سمحت بتقديم عدد من الدبابات والمدرعات لقوات هادي في المعاشيق حيث أخرجت من مقر قوات التحالف في منطقة الشعب 20 دبابة و30 مدرعة توجهت إلى منطقة المعاشيق بكريتر، وأيضاً فتحت المجال لفصائل المقاومة الموالية للإمارات بنشر آلياتهم المقدمة من الإمارات في بشكل مكثف في أحياء عدن أكثرها انتشرت في خور مكسر.
الرياض تدخل حلبة الصراع علانية
أصدرت الرياض بياناً نشرته صحيفة عكاظ السعودية قولها نحذر من المحاولات الانقلابية التي تستهدف حكومة بن دغر. في إشارة واضحة للانتقالي.
جاء هذا البيان بعد ليلة عصيبة عاشتها عدن جراء التجهيزات العسكرية للطرفين.
التزام الحياد
في حضم التصعيد والتصعيد المتبادل دعا سلطان يافع فضل بن محمد بن عيدروس العفيفي كافة أبناء يافع وشخصياتها وقيادات مقاومتها إلى التزام الحياد في الصراع الدائر حاليا بعدن.
ودعا العفيفي في بيان نشره موقع “عدن الغد” المواطنين والقادة “أن يلتزموا الحياد، ويكفي عدن والجنوب بشكل عام ماعانته من تجارب دامية مدمرة للذات ومدمرة لبنية المجتمع، ولم يتحقق شيء من كل الشعارات التي كانت ترفع قبل كل صراع، ولم تثمر هذه الصراعات إلا مزيداً من تقطيع أوصال المجتمع ومزيداً من تعميق الخلافات بين مختلف المناطق”.
جاء هذا البيان بعد تصريح مماثل له القيادي في الحراك فادي باعوم ليلة أمس الذي كتب في صفحته منشور قال إن ما يحدث في الجنوب لا يخدم القضية الجنوبية.
دعوات للتظاهر
حاول الانتقالي الخروج من مأزقه الذي أوقع نفسه فيه، فقام بدعوه أنصاره للاحتشاد في عدن يوم الأحد القادم للتظاهر ضد حكومة هادي، وبحسب مصادر صحفية فإن هناك وفود بدأت بالتوجه نحو عدن، وهي اليوم تحتشد في ساحة العروض وسط انتشار أمني مكثف لكلا الطرفين كلاً في مناطق سيطرته وتواجده.
هادي يكشر عن أنيابه
قوبلت دعوات الإنتقالي بالتظاهر من قبل هادي كما قوبلت مطالبة “بالتصعيد” حيث أصدرت وزارة الداخلية التابعة لهادي بيانا تمنع أي تجمعات أو اعتصامات أو مسيرات واعتبرت تلك الأعمال في هذه المرحلة أعمالاً تستهدف السكينة والاستقرار حسب قولها.
مراقبون اعتبروا هذا البيان تحدي واضح لهادي الذي بات الأقوى في الصراع سيما مع دخول السعودية الخط علانية وببعض من قوتها.لكن هذا مالا يقبله الانتقالي الذي كان خطابه شديد اللهجة إلا في حالة الإمارات قررت التخلي عنه وهو مايضعه في موقف صعب.
ويبقى المشهد في عدن في تصعيد مستمر قد يتطور إلى اشتباكات في أي لحظة وتبقى الساعات القادمة كفيلة بالإجابة عن ما سيحدث.
بن دغر يجدد التهديد ويبقي خطاً للتراجع
في اجتماع له اليوم في قصر المعاشيق خاطب رئيس الحكومة الموالية للرياض احمد عبيد بن دغر عدداً من الشخصيات السياسية والاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني وممثلين عن الحراك الجنوبي بأن حكومته لن تسمح بتكرار ٨٦ اخرى في عدن، وأضاف “ولن نسمح بالاضطراب في عدن، كما لن تكون الحكومة سبباً في هذا”، وهي إشارة تحمل دلالتين الأولى تأكيداً للتهديد الذي ورد في بيان وزارة الداخلية في حكومة بن دغر، والدلالة الثانية أن الحكومة مستعدة أن ترحل في حال كان بقاءها سبباً في الاحتراب، وبالتأكيد هذا الرحيل لن يكون إلا بتوجيهات من التحالف صاحب القول الأول والأخير.
التحالف يوجه الانتقالي بالتراجع
مساء اليوم السبت، التقت قيادة قوات التحالف بقادة المجلس الانتقالي الجنوبي، وذلك بعد ساعات من لقاء مماثل بين التحالف ورئيس الحكومة دغر في القصر الرئاسي في المعاشيق.
وقالت مصادر مطلعة ان قادة المجلس الانتقالي زاروا مقر قوات التحالف مساء اليوم في منطقة الشعب، وان اللقاء يهدف الى بحث التهدئة، ومنع الاحتكاك خلال الفعاليات التي سيقيمها المجلس الانتقالي غداً الاحد ضد الحكومة الشرعية، في وقت اعتبر فيه مراقبون أن التحالف يتعامل مع المجلس الانتقالي “كجندي بقاء” يتحرك للإمام أو للخلف حسب التوجيهات.
الحراك يرفض التحشيد للصراع ويسعى لطرد معسكر طارق
مكونات الحراك الجنوبي عقدت عصر اليوم لقاءاً مستعجلاً في عدن للوقوف على المستجدات السياسية الجارية وحالات الشحن والتعبئة بين كلا الطرفين، وخرج اللقاء بعدة نقاط أبرزها: رفض مكونات الحراك الجنوبي استخدام القضية الجنوبية في صراعات باطنها حب السلطة وظاهرها شعارات الحراك الجنوبي، ودعوة ما يعرف بـ”المقاومة الجنوبية وشعب الجنوب بكافة مكوناته إلى التصعيد واستخدام كافة السبل المتاحة لطرد معسكرات الحرس الجمهوري التي تم إنشاؤها شمال عدن بقيادة طارق عفاش”.