طبيعة الصراع الحاصل اليوم في عدن
المساء برس – وما يسطرون – زكريا الشرعبي| عاد الصراع بين السعودية والإمارات إلى ذروته في المحافظات الجنوبية اليمنية وفشلت كل الصفقات بين المحمدين في احتواء مطامع كل منهما.
وصول السفير السعودي محمد سعيد آل جابر إلى عدن وإعلان فتح السفارة السعودية هناك في وقت تمنع فيه الامارات هادي من العودة اعتبر بنظر أبو ظبي قفز على صلاحياتها، وسارعت زيارة آل جابر إلى ميناء عدن(الذي تعطله الإمارات لصالح ميناء دبي) ودفع الرياض بقوة كبيرة إلى المهرة للسيطرة على السواحل الشرقية، بموقف أبو ظبي لتدفع برجالها إلى الخروج لإعلان الثورة على حكومة بن دغر كيافطة توارب تحتها الأهداف الحقيقية للإمارات.
هناك نار كانت تشتعل بين أبو ظبي والرياض تحت رماد التحالف ضد قطر، وها هي تظهر اليوم لتؤكد مطامع دول العدوان بكل موقع ذو أهمية في اليمن، ومساعيهم لرسم خريطة صراع مناطقية طائفية بين مختلف فئات المجتمع.
لقد بدا الدعم الأمريكي واضحا لبيان الزبيدي من خلال ظهور بعض الناشطين المرتبطين بمراكز البحث الأمريكية والتي تستخدم لتطويع الرأي العام لقبول السياسة الأمريكية كفارع المسلمي الذي كتب في إحدى تغريداته أن بيان عيدروس ضد حكومة “بن دغر” خطوة في الاتجاه الصحيح، وهو ما يعني بلا شك أن تواجد طارق صالح في عدن ليس سببا، وأن الحديث عن إعداده للقيام بدور في هذه الحرب مجرد شائعات على مواقع التواصل الاجتماعي، فأمريكا التي تدير المتحالفين وصراعاتهم وتنهج وفق عملية حسابية 1+1=2 ستمنح طارق صالح دورا هو ليس أهلا له، إلا إذا كانت ستدفع به إلى جبهة يتنازع فيها مع حزب الإصلاح ويرفع كل طرف فيها بالإحداثيات عن مكان تواجد الطرف الآخر.
أما لماذا تقف امريكا إلى جانب أبو ظبي ولا تقف إلى جانب الرياض رغم أن كليهما أداتان وظيفيتان فالأمر يتعلق بالأدوار التي رسمتها الولايات المتحدة لكلا الطرفين منذ بدء العدوان، وسيظهر لمن يتتبع ممارسات الإمارات أن الدور المنوط بها هو تشتيت المجتمع واللعب على متناقضاته واستطاعت في يوم وليلة ان تسلب ثقافة الكثير وتضع مكانها ثقافة طائفية ليست مما يعرفه الجنوبيون. عوضا عن ذلك فهي تسعى إلى تنفيذ تقسيم اليمن أو الأقلمة كما ورد في وثيقة الدستور المطبوخة قبل 3 أعوام ونيف في أبو ظبي، فأنشأت حزاماً أمنيا في عدن وانشأت نخبة شبوانية ونخبة حضرمية على أسس غير مشتركة وبقيادات غير مرتبطة بمركز يمني وكذلك على الصعيد السياسي، وضعت لحضرموت هيئة مؤتمر جامع ولعدن مجلس انتقالي واجتثت الاصلاح بالكامل من الجنوب، ثم اتجهت لتهيئ أجزاء من شبوة ومأرب والبيضاء لأتباع صالح، وجزء من مارب والجوف لحزب الإصلاح، فيما تقسم مدينة تعز إلى 3 أقسام يدير أتباعها فيها قسم بشكل علني رسمي وقسم آخر بواسطة الجماعات الإرهابية وبالتحديد في حوض الأشراف بقيادة المدعو وسيم القدسي وقسم سيبقى للإصلاح.
هذا فيما حملت السعودية ورطة قيادة تحالف العدوان وتمويله في مختلف الجوانب.