قوات هادي بتعز تتعرض لخيانتين في يوم واحد “الصاروخ واقتحام اللواء 17”
المساء برس – تقرير خاص| صاروخ قاهر 2M الباليستي الذي أطلقته قوات صنعاء صباح الإثنين على معسكر يتبع القوات الموالية للتحالف الذي تقوده السعودية في تعز، بالإضافة إلى تمكن وحدات عسكرية خاصة من قوات صنعاء باقتحام مقر السيطرة والقيادة التابع للواء 17، حدثان خلفهما خيانة من داخل صفوف الفصائل الموالية للتحالف.
يتضح ذلك من خلال اختيار قوات صنعاء لصاروخ بحجم قاهر 2M الباليستي وإطلاقه على معسكر داخلي ومن المعروف أن إطلاق هذا النوع من الصواريخ الباليستية غالباً ما يكون على هدف عسكري خارجي يتبع القوات السعودية أو القوات الإماراتية في إحدى المحافظات اليمنية التي تتواجد فيها تلك القوات.
الصاروخ الباليستي من نوع قاهر بنسخته المطورة تكون تكلفة تطويره باهضة الثمن ولهذا لا يتم إطلاق هذه الصواريخ إلا على أهداف عسكرية كبيرة وثمينة تساوي قيمة تكلفة تطوير هذا الصاروخ الباليستي، وبالعادة تكون تلك الأهداف قد سبق أن تم رصدها مسبقاً أكان بمعلومات استخبارية حقيقية أو عمليات رصد عسكري فوري من الميدان.
بالنسبة لقصف معسكر الخيامي فمن المستبعد أن تكون عملية الاستهداف قد تم إقرارها بناءً على معلومات رصد عسكري من الميدان بالنظر إلى بُعد المسافة بين المعسكر وخط التماس بين قوات صنعاء وقوات هادي، إذن لم يبقَ إلا الخيار الآخر وهو أن قوات صنعاء لم تتخذ قرار إطلاق صاروخ باليستي بحجم قاهر تو إم، إلا بعد أن تأكدت بالفعل من أن الهدف ثمين جداً، وهذا التأكيد جاء عبر معلومات استخبارية من الداخل وبعلم أطراف من الداخل تعمل لصالح قوات صنعاء.
وليس بالضرورة أن تكون هذه الأطراف متواجدة بالقرب من الهدف العسكري، غير أن ما هو أكيد هو أن مصدر نقل المعلومات كان دقيقاً في إعطاء الإحداثيات وضرب حساب عامل الوقت الذي سيستغرقه وصول الصاروخ إلى الهدف المعطى حسب الإحداثيات.
الساعات الأولى لاستهداف المعسكر صاحبها حديث في وسائل التواصل الاجتماعي لناشطين في الإصلاح وآخرين موالين للتحالف أن ما حدث كان قصفاً بالقذائف استهدف منازل مدنيين في منطقة الخيامي بالمعافر، وفي الوقت ذاته نشر ناشطون صوراً تظهر لحظة استداف الصاروخ، واتضح من خلال الصور أن الموقع كان هدفاً عسكرياً.
شيئاً فشيئاً بدأت الأنباء تتوالى بأن ما تم استهدافه كان معسكر القوات الخاصة في الخيامي واستهدف عرضاً عسكرياً حضرته قيادات عسكرية كبيرة في الحكومة الموالية للتحالف.
ومن المؤكد أن معسكراً كان يقام فيه عرضاً عسكرياً وحضره قيادات عسكرية كبيرة، لا بد أن يكون عدد المتواجدين فيه بالمئات، ولهذا فإن أعداد الخسائر البشرية لا بد أنها تفوق الـ100 من قوات هادي، رغم ذلك لا زالت وسائل إعلام التحالف والموالية له أيضاً تتكتم على حجم الخسائر، وربما لم يتم إعلان الرقم الحقيقي للخسائر من مصادر القرار، حتى للوسائل الإعلامية الموالية، حتى لا تعترف القوات بما خسرته اليوم.
تعدد الفصائل المسلحة التي تقاتل في صفوف التحالف، بالإضافة إلى وجود صراع فيما بين هذه الفصائل التي يوالي بعضها الإمارات وبعضها الآخر السعودية، يجعل من الصعوبة كشف الجهة التي تورطت وباعت إحداهما الأخرى، إما بهدف الحصول على المال أو بهدف التخلص من قيادات في الطرف المستهدف.
أحد الناشطين الموالين للتحالف كتب في صفحته على الفيس بوك أن ما حدث في معسكر الخيامي شيء لا بد منه، وحمل القيادة التي وصفها بـ”الهزيلة” المسؤولية كونها مشغولة بالمكاسب والخلافات العسكرية.
وفي صفحة على الفيس بوك تحمل عنوان “صوت المقاومة الحر” موالية للتحالف، تكشف الصفحة عن مقتل الضابط الإماراتي عبدالله محمد الدهماني ومصور قناة بلقيس محمد القدسي مع العشرات من جنود المقاومة وجرح آخرين، خلال استهداف من وصفتها بـ”مليشيات الحوثي” لحفل تخرج دفعة عسكرية من القوات الخاصة في معسكر الخيامي.
الإمارات في بيان لها أعلنت مقتل الدهماني لكنها لم تشر إلى أي تفاصيل حول مقتله إذ نقلت وكالة “وام” الإماراتية عن القيادة العامة للقوات المسلحة “استشهاد العريف أول عبدالله محمد أحمد الدهماني، أثناء أداء مهمته ضمن قوات التحالف العربي باليمن”.
صفحة الفيس البوك الموالية للتحالف تساءلت بالقول: “استمرار حدوث مثل هذه الضربات تجعلنا نتسائل من أين يحصل الحوثيين على معلومات تواجد تجمعات القوات الموالية للتحالف وقياداتها؟”.
العملية الثانية والتي تشير إلى أن ثمة خيانة من الداخل في صفوف المسلحين الموالين للتحالف هي قيام وحدات عسكرية خاصة تابعة لقوات صنعاء، لم يتم كشف هويتها العسكرية، باقتحام مقر التحكم والسيطرة للواء 17 مشاة في منطقة الضباب غرب مدينة تعز.
مصدر عسكري تحدث لـ”المساء برس” أن أي عملية اقتحام لمقر عسكري كمقرات القيادة والسيطرة لا بد قبلها من توافر معلومات من الداخل بحجم العناصر المنتشرة في محيط المقر وداخله وطبيعة السلاح الموجود والطريق التي سيتم من خلالها المرور حتى الوصول إلى الهدف، وهذا يعني أن عملية الاقتحام التي قامت بها قوات صنعاء لم تتم إلا بعد أن تم تسريب معلومات سّهلت مهمة قوات صنعاء.
هذا اللواء سبق أن هاجمته أطراف عسكرية وسياسية محسوبة على طرف سياسي في تعز، إثر خلافات نشبت بين هذا الطرف والطرف الذي يتبعه اللواء 17 مشاة، وفي أبريل من العام الماضي هاجمت وسائل إعلامية موالية للإمارات قوات اللواء 17 بسبب فرضها إتاوات على كل ناقلة مياه “وايتات” أو ناقلات غذائية تجارية تمر من النقطة التي تسيطر عليها قوات اللواء بهدف دعم جبهة الضباب، حيث يتركز نطاق اللواء العسكري في هذه الجبهة، هذه الإتاوات بلغت 1000 ريال عن كل سيارة تمر إلى المدينة، علماً أن النقطة التي كانت تسيطر عليها قوات اللواء هي الوحيدة التي من خلالها يتم المرور خروجاً ودخولاً إلى مدينة تعز.
إذا صح أن مقتل الإماراتي “العريف أول عبدالله الدهماني” كان داخل معسكر الخيامي، فهذا يعني أن قيادات إماراتية كانت متواجدة داخل المعسكر، وأن ما تحدث به ناشطون من أن المعسكر وقت استهدافه كان فارغاً، ليس صحيحاً، إذ لو كان القادة العسكريون قد غادروا فلماذا بقي العريف أول الدهماني، التفسير الوحيد لذلك هو أن الدهماني الذي قتل كان يرافق ضابطاً إماراتياً كبيراً وهذا الأخير قد أصيب في الحادثة على أقل تقدير.
إحدى الناشطات كتبت في صفحتها أن “الفندم علي هزاع – استشهد في معسكر الخيامي”، في حين ما تم نشره من أسماء للذين قتلوا بسبب الصاروخ هم من المدنيين الذين قتلوا بسبب القذائف التي تطايرت من مخزن السلاح الذي تعرض لشظايا من الصاروخ الباليستي أدت إلى تدمير ما بدخله من سلاح.
وفي النهاية سنجد أننا أمام عمليتين عسكريتين لصنعاء الأولى استهدفت جهة عسكرية محسوبة في ولائها على الإمارات، بالنظر إلى أن الإماراتي الدهماني قتل هناك، والثانية استهدفت جهة عسكرية محسوبة في ولائها على الإصلاح.
وبما أن العمليتين، وفق مختصين في الشأن العسكري، حدثتا بعد ورود معلومات استخبارية دقيقة، فهذا يعني أن كل طرف قام بتسريب معلومات عن الآخر بهدف التخلص منه.