من سيستفيد من البريطاني “غريفثتس” المبعوث الجديد لليمن؟
المساء برس – تقرير خاص| تمكن اليمنيون من فرض عزل المبعوث الأممي السابق اسماعيل ولد الشيخ احمد واستبداله بآخر بعد أن رفضوا استمراره كمبعوث لليمن ورفضوا استقباله في صنعاء، الأمر الذي دفع بالأمم المتحدة إلى تعيين مبعوث آخر بديلاً له، بعد زيارة قام بها نائبه معين شريم إلى صنعاء، والتي يبدو أنها نقلت صورة إيجابية عن الأطراف في صنعاء.
وأعلنت الأمم المتحدة مساء أمس الاثنين عن تعيين مبعوث جديد لليمن خلفاً لمبعوثها السابق اسماعيل ولد الشيخ أحمد، وقد عينت المنظمة الدولية “البريطاني مارتن غريفثتس” مبعوثاً أممياً جديداً للبلاد، بحسب تأكيدات رسمية من الأمم المتحدة.
ويعد غريفثتش ثالث شخصية أممية تتولى مهمة الوساطة بين أطراف النزاع في اليمن، حيث سبقه كل من ولد الشيخ أحمد، وجمال بنعمر، فيما يلي ينشر “المساء برس” السيرة الذاتية لمارتن غريفثس المعين خلفاً للمبعوث ولد الشيخ:
نبذة عن البريطاني غريفيتس
مارتن غريفثس وسيط دولي كبير وأول مدير تنفيذي للمعهد الأوروبي للسلام. من عام 1999 إلى عام 2010 .
كان المدير المؤسس لمركز الحوار الإنساني في جنيف (hd) حيث تخصص في تطوير الحوار السياسي بين الحكومات والمتمردين في مجموعة من البلدان في آسيا وأفريقيا وأوروبا. بين عامي 2012 و 2014 .
خدم مارتن في مكاتب المبعوثين الثلاثة للأمم المتحدة في سوريا كمستشار للوساطة لكوفي عنان ونائب رئيس بعثة مراقبي الأمم المتحدة في سوريا. وكان مارتن أيضا أحد المؤسسين لشركة إنتر ميديات، وهي مؤسسة خيرية مقرها لندن تعمل على حل النزاعات والتفاوض والوساطة..
كما عمل غريفش في الخدمة الدبلوماسية البريطانية ولمنظمات إنسانية دولية مختلفة بما في ذلك اليونيسف، إنقاذ الطفولة والعمل و المعونة.
وفي عام 1994، أصبح غريفش مدير إدارة الشؤون الإنسانية في جنيف وعمل نائبا لمنسق الإغاثة في حالات الطوارئ التابع للأمم المتحدة في نيويورك. كما شغل منصب منسق الشؤون الإنسانية الإقليمي للأمم المتحدة في منطقة البحيرات الكبرى والمنسق الإقليمي للأمم المتحدة في البلقان برتبة أمين عام مساعد للأمم المتحدة.
اعتراف بانتصار صنعاء
إلى ذلك هاجم ناشطون موالون للتحالف من المحسوبين على حزب الإصلاح المبعوث الجديد واعتبروه مقرباً من جماعة أنصار الله، لأن الأمم المتحدة اتخذت هذا القرار بعد أن رفضت صنعاء ولد الشيخ وفرضت على الأمم المتحدة تغييره، وهذا يعد اعترافاً من الإصلاح بانتصار صنعاء، فيما اعتبر آخرون موالون لحكومة صنعاء هذا القرار بمثابة ضربة من قبل جماعة أنصار الله ضد التحالف الذي كان يستخدم ولد الشيخ لتنفيذ أهدافه التي لم يستطيع ان يحققها في الميدان حسب قولهم.
موقف أنصار الله
على لسان رئيس الثورية العليا محمد علي الحوثي اعتبرت الجماعة قرار الأمم المتحدة أنه إيجابي لكونه يعد “انصياعاً لقرار الشعب الذي رفض الممثل اسماعيل ولد الشيخ لتختار غيره” وكتب الحوثي في صفحته على تويتر “ونقول لها أن الاختيار لممثل لايحذوا حذوا سابقه ولا يتعامل بمكاييل الحيف ضد الشعب وقضيته العادلة ولا ممن يلهث وراء الأموال السعودية ستكون خطوة يرحبها الشعب اليمني المظلوم لنأمل بعدها إيقاف العدوان”.
بريطانيا صديقة الجنوبيين لأنها كانت تحتل أراضيهم.. ومارتن أيضاً
الجنوبيون الموالون للإمارات استبشروا بتعيين “غريفيثتش”، وقالوا “لأنه بريطاني الجنسية فإن مسألة الانفصال باتت قريبة كون بريطانيا تدرك الوضع الذي كان عليه الجنوب”، على اعتبار أن الجنوب كان دولة قائمة لمدة 30 سنة من بعد التحرر من الاحتلال البريطاني الذي سيطر على المناطق الجنوبية لمدة 128 عاماً.
وقال القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي الموالي للإمارات “لطفي شطارة” معلقاً على تعيين مارتن غريفيتس مبعوثاً جديداً لليمن “الآن سيعرف العالم الحقيقة وأن الجنوب دولة كانت، وعليه احترام إرادة شعب الجنوب.. العرب عاطفيين بالسياسية ولهذا سيكون لمارتن رأي آخر وحل قد لا يعجب الأحزاب اليمنية لمعرفة البريطانيين بتاريخ الجنوب”.
حقنة أممية مهدئة
البعض استبشر بتوصيف الأمم المتحدة الجديد للوضع في اليمن، حيث غيرت من التسميات بوصف سلطات صنعاء الحاكمة بـ”السلطات القائمة” بدلاً من “الانقلابيين”، وكتب القيادي في حزب المؤتمر والصحفي المعروف احمد الحبيشي في صفحته على الفيس بوك “الأمم المتحدة تقرر تغيير توصيف مؤسسات الوضع الحاكم في صنعاء الى (السلطات القائمة) بدلا من (الانقلابيين) كمرجعية جديدة فرضها صمود شعبنا وبطولات الجيش واللجان الشعبية . وانجازات القوة الصاروخية على الأرض والجو والبحر”.
لكن مراقبين اعتبروا أن اختيار الأمم المتحدة للبريطاني “غريفيتس” هو بمثابة إعلان مرحلة جديدة للصراع في اليمن وخطوة أولى على طريق تقسيم اليمن بمخطط تقوده بريطانيا من الخلف وتصبغ عليه الشرعية الأممية، والشخص الأقدر على قيادة هذا المشروع هو “غريفيتس”، وحتى لا تبدي لندن وواشنطن أي نوايا سيئة دفعت بالأمم المتحدة لاصطلاح توصيف جديد لسلطات صنعاء بدلاً عن توصيف “الانقلابيين”، وهي بمثابة حقنة مهدئة لطمأنة صنعاء ومن يحكمها.