واشنطن تنقلب على هادي وحكومته وتدعم الزبيدي
المساء برس – خاص| قالت مصادر سياسية مطلعة في صنعاء أن التحركات الأخيرة جنوب اليمن تقف خلفها بشكل مباشر واشنطن، لافتة أن ذلك مؤشر خطير ينبئ بأن الولايات المتحدة من المحتمل أن تتخلى قريباً عن الرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي وحكومته وحزب الإصلاح.
وأضافت المصادر في حديث لـ”المساء برس” عقب البيان الذي أصدره المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً بقيادة عيدروس الزبيدي، إن الرجل أصدر البيان، رغم ركاكته، وهو يستند إلى الإمارات التي تسعى لضرب حكومة هادي لصالح تقوية الجنوبيين في التيار المحسوب عليها من فاقدي القرار.
المصادر لفتت إلى أن دعم واشنطن لما يحدث في الجنوب يتضح من خلال ما نشره الناشط السياسي المدعوم أمريكيا فارع المسلمي والذي كتب على صفحته في تويتر أن حكومة هادي ليس لها أي شرعية وأن وضعها يتساوى مع وضع حكومة صنعاء.
وقال المسلمي “لم تكن حكومة بن دغر شرعية قط. بل تتساوى شرعيتها مع شرعية حكومة بن حبتور في #صنعاء ذلك أنها لم تحظ باعتراف البرلمان. وفي الواقع كانت طعنة في ظهر التحالف العربي واليمنيين الرافضين للانقلاب. كما كان تشكيلها مخالفاً للقرار ٢٢١٦. مطالب الحراك اليوم باسقاطها هو مسار سليم لإصلاح الشرعية والحراك”.
مراقبون اعتبروا أن ما كتبه المسلمي وقيادات يمنية أخرى موالية لواشنطن ومدعومة منها أن ذلك يعد ضوءاً أخضر أمريكي بالتخلص من الإصلاح، أو على الأقل تغيير المعادلة في اليمن بالنسبة للأطراف الموالية للتحالف.
وكانت قيادات في المجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً وقيادات فيما يعرف بالمقاومة الجنوبية المناهضة للإصلاح قد اجتمعت صباح اليوم وأصدرت بياناً أمهلت فيه عبدربه منصور هادي أسبوعاً واحداً لإقالة حكومة بن دغر ومحاكمتها.
وقد ظهر الزبيدي بالبدلة العسكرية في هذا الاجتماع الذي تم خلاله إعلان حالة الطوارئ حسب ما ورد في البيان المعلن.
القيادي فيما يُعرف بالمقاومة الجنوبية عادل الحالمي أعلن أنه وعدد من القيادات الأخرى انسحبوا من الاجتماع مع الزبيدي صباح اليوم، بسبب تفاجئهم بوجود بيان جاهز أعده قادة المجلس الانتقالي، في حين كان الاتفاق على أن يتم مناقشة بعض القضايا الخاصة بالشأن في المحافظات الجنوبية.
أما السياسي الجنوبي في الحراك عبدالكريم السعدي قال في منشور على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” أن “ثورة الجنوب بدأت مطلبية وتطورت إلى تحررية وعادت اليوم مرة أخرى إلى مطلبية”، واصفاً خطاب الانتقالي اليوم بأنه تحول إلى منبر لتمرير خطابات الآخر، في إشارة إلى الإمارات حيث قال: “عندما تكون منبراً لتمرير خطابات الآخر فإن أول جريمة ترتكبها هي أنك تلغي ذاتك”.
وأضاف السعدي “واضح من خطاب البعض الجنوبي اليوم أن هذا البعض أصبح يفخر انه تخلى عن ريادة الثورة الجنوبية التحررية وتحول إلى كتيبة تابعة لقوى أخرى تحركه حيث تشاء!”.
هذه التطورات تأتي بعد أحداث متسارعة طرأت على المشهد الجنوبي كان أبرزها بدء دعوات جنوبية أغلبها من الأصوات المحسوبة على الإمارات بإقالة حكومة هادي مستغلين في ذلك ما تسببت به حكومة المنفى من انهيار في قيمة الريال اليمني بعد قرار نقل البنك وتعويم العملة وسحب الدولار من السوق وتهريبه خارج اليمن، وتلى ذلك زيارة السفير السعودي إلى عدن بعد يومين من الوديعة السعودية البالغة ملياري دولار لدعم حساب البنك المركزي اليمني بهدف إعادة جزء من قيمة العملة اليمنية، علماً أن زيارة السفير السعودي أثارت جدلاً واسعاً بعد زيارة الأخير لميناء عدن، أعقبها دعوة أحمد عبيد بن دغر رئيس حكومة المنفى للبعثات الدبلوماسية للعودة والعمل من محافظة عدن، ومباشرة في اليوم التالي أعلن المجلس الانتقالي حالة الطوارئ وأصدر بيان مهلته لهادي بإقالة الحكومة ومحاكمتها خلال أسبوع.
ويرى مراقبون أن مساعي حكومة هادي للعودة والعمل من عدن أزعجت الإمارات، هذا الانزعاج دفع بقوات الحزام الأمني الموالية للإمارات بمنع دخول المواطنين إلى محافظة عدن وهذه المرة لم يكن هذا المنع يستهف المنتمين إلى المحافظات الشمالية بل منع كل المواطنين بما فيهم أبناء المحافظات الجنوبية من دخول عدن.
لافتين أن الوضع في المحافظات الجنوبية بات مقسم بين من يتبعون الإمارات ينفذون ما يطلب منهم، وبين موالين للإصلاح وحكومة هادي التي تحالفت مع واشنطن وجعلت من نفسها مطية لضرب اليمن، ثم انقلبت واشنطن عليها ودعمت أعداءها في الجنوب بهدف إرباك المشهد وخلط الأوراق لمد الصراع وإعادة رسم المشهد اليمني من جديد على أساس “شمالي جنوبي” الأمر الذي يعني أن صفحة ما تسمى “الشرعية” بات قريباً أن تنطوي.