نصيحة يابو جلال غادر الأمور لا تبشر بخير “من علي ناصر إلى هادي”
المساء برس – تقرير خاص| في منتصف العام 2013 نشرت صحيفة “إيلاف” اليمنية الأسبوعية والمحسوبة على الإعلام الموازي لحزب الإصلاح خبراً قالت فيه إن الرئيس الجنوبي السابق علي ناصر محمد وجه نصيحة للرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي طالبه فيها بأن يغادر كون الأمور لا تبشر بخير.
الصحيفة قالت إنها علمت بهذه المعلومة من مصادر مقربة من “هادي”، وزادت من ذات المصادر قولها إن هذه ليست المرة الأولى التي يقول الرئيس علي ناصر لهادي هذا الكلام.
وحسب الصحيفة فإن هادي رد على “علي ناصر” بأنه “تعب كثيراً خلال الفترة التي تولى فيها الرئاسة وانه يرى انه يحرث في البحر بسبب ممارسات بعض السياسيين والعسكر في صنعاء، وانه لا ينام الا ساعة او ساعتين”.
اللافت في الخبر الذي نشرته الصحيفة المقربة من حزب الإصلاح أنها أوردت في ذات الخبر ونقلاً عن ذات المصادر أن القيادي في الحراك الجنوبي الذي شارك في مؤتمر الحوار الوطني محمد علي أحمد، قال لهادي: “اصحابك – يقصد الشماليين – لن يوافقوا على الفيدرالية بين الشطرين ولن يوافقوا على فك الارتباط فما الحل، وانت وعدتني وفرضت عليّ المشاركة في الحوار”.
وأضافت الصحيفة: “وأشار المصدر أن الرئيس هادي رد عليه: لا تستعجل ولكل حادث حديث، مشيراً الى ان محمد علي احمد أبدى تخوفه من عدم وجود السلاح معهم وان علي سالم البيض يوزع الاسلحة في كل مكان مقترحاً قوات سلام دولية لحماية القضية الجنوبية، حسب قوله”.
وعن نفس المصادر كشفت الصحيفة حينها أن “هناك معلومات مؤكدة عن رغبة السعودية بفرض ورعاية مصالحة قسرية بين الرئيس السابق علي عبدالله صالح وأولاد الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر يعتقد أنها ستكون خلال شهر رمضان المبارك في مكة المكرمة أو جدة”.
الجدير بالذكر أن الفترة التي نشرت فيها صحيفة إيلاف تلك المعلومات شابتها تحركات سعودية لتأجيج الأوضاع في اليمن، بهدف الضغط على عبدربه منصور هادي للتوقيع على ملحق “سري” لاتفاقية ترسيم الحدود، وكان الملحق يقضي بعدم التنقيب عن النفط في مناطق حدودية، ورفض هادي لمنح السعودية امتياز التنقيب عن النفط في قطاعات برية وبحرية يمنية.
وتشير هذه المعلومات إلى أن هادي كان يؤيد مخطط تقسيم اليمن منذ صعوده للحكم عبر المبادرة الخليجية التي صاغتها السعودية حسب رغبتها وهو ما يتضح من خلال ما كشفته الصحيفة حينها من حديث بين هادي ورئيس مكون الحراك الجنوبي ووعده بإيجاد حل للقضية الجنوبية يقضي بالفيدرالية أول الانفصال، وفي الوقت ذاته كان هادي يرفض التوقيع على ملحق اتفاقية ترسيم الحدود وهو ما دفع السعودية للاتجاه لدعم الرئيس السابق صالح بشكل سري، كورقة ثانية إلى جانب ورقة العمالة اليمنية وترحيل المغتربين اليمنيين من السعودية والتي استخدمتها الأخيرة للضغط على هادي بشأن الحدود.
من وجهة نظر أخرى يعتبر العديد من المراقبين أن ما كشفته صحيفة إيلاف دليل على أن ما كان يحذّر منه الحوثيون قبل دخولهم صنعاء من وجود مخطط لتقسيم اليمن وتفتيها وفقاً لغرابات واشنطن وبإدارة مباشرة من السفير الأمريكي في صنعاء كان صحيحاً، إذ أن تحذير الرئيس السابق علي ناصر محمد للرئيس هادي بالمغادرة وأن الأمور لا تبشر بخير لم يكن من فراغ وكان يستند لمعلومات يدركها الرجل جيداً ويثق في صحتها، وبدلاً من أن يواجه هادي هذا المخطط تحول إلى أداة بيد الغرب لتنفيذه، ظناً منه أن ذلك ما سيضمن له البقاء على الكرسي ولو على حساب التفريط بالسيادة اليمنية.
اليوم لا يملك هادي من أمره شيئاً، يقول مراقبون، فهو خاضع للإقامة الجبرية في الرياض ولا يستطيع العودة ولا اتخاذ أي قرار والسعودية لا تستفيد من هادي سوى اعتراف العالم بأنه الرئيس اليمني، وأن تدخلها العسكري في اليمن يستند لهذا الاعتراف، فيما لو كان غادر هادي السلطة حينها أو وقف بحزم أمام التدخلات الخارجية في اليمن لما وصل الحال بالبلد إلى هذا الوضع.