“المهرة” السعودية بصدد تشكيل خفر سواحل يتبعها بمسمى “النخبة”
المساء برس – تقرير خاص| كشفت مصادر في محافظة حضرموت عن وصول دفعة جديدة من القوات السعودية والآليات العسكرية إلى محافظة المهرة الحدودية مع سلطنة عمان جنوب شرق اليمن، ستوكل إليها مهام سواحلية كقوات خفر سواحل تتبع السعودية هناك.
وقالت المصادر إن عربات ومصفحات وسيارات مدرعة وآليات قتالية عسكرية وصلت على سفينة سعودية رست في سواحل المهرة وأفرغت حمولتها من القوات وهي الدفعة العسكرية الثالثة التي تصل المهرة منذ أواخر العام الماضي، بذريعة إيقاف حركة التهريب بين اليمن وعمان عبر المهرة.
وفي الوقت الذي تدعي فيه السعودية أن مساعيها للتواجد في المهرة تهدف إلى إيقاف حركة تهريب السلاح لأنصار الله عبر الطرق البرية، كشفت المصادر الخاصة لـ”المساء برس” أن الهدف الحقيقي هو السيطرة على المحافظة وضمان عدم انجرارها إلى الإمارات ونشاطها المتزايد في المحافظة المحاذية لسلطنة عُمان، لافتة إلى أن تهريب السلاح إن صح ذلك ليس له علاقة بما تسعى إليه السعودية اليوم عبر محاولتها توطين السلفيين الموالين لها الذين زرعتهم في دماج بمحافظة صعدة شمال اليمن منذ القرن الماضي، الأمر الذي يشير إلى أن الهدف ليس عسكري في المهرة بل لضمان بقاء المحافظة تابعة للسعودية.
وكانت السعودية قد سعت في الآونة الأخيرة إلى تأسيس مركز سلفي في مديرية قشن ثالث أكبر مدن المحافظة، الأمر الذي قوبل برفض مجتمعي من قبل أبناء المنطقة الذين رفضوا أي تواجد للسلفيين من خارج محافظتهم في المنطقة، لكنهم فشلوا في منع ذلك.
وحسب المعلومات التي حصل عليها “المساء برس” فإن مركزاً دينياً تم إنشاؤه لأتباع يحيى الحجوري من السلفيين في مديرية قشن بعد أن تم نقلهم من حضرموت حيث سبق أن تم تجميعهم في منطقة الحامي شرق المكلا، وتضيف المعلومات أيضاً أن من بين السلفيين المئات من غير اليمنيين وأصحاب الجنسيات الأجنبية.
المصادر أضافت أيضاً أن النشاط الذي تهدف إليه السعودية في المهرة بدأت بممارسته أيضاً في محافظة شبوة التي تسيطر الإمارات على أجزاء كبيرة منها عبر حلفائها المحليين المسلحين الذين دربتهم وسلحتهم تحت مسمى قوات النخبة الشبوانية، حيث دفعت السعودية بالشيخ عبدالله صعتر القيادي في تنظيم الإخوان المسلمين وحزب الإصلاح لإلقاء محاضرة على أبناء مديرية بيحان التي شهدت خلال الأيام الأخيرة معارك عنيفة بين قوات صنعاء وقوات التحالف انتهت بسيطرة قوات التحالف على المديرية.
وقد تم تدريب القوات التي وصلت المهرة في معسكرات سعودية ومعسكرات داخلية في اليمن ولا تخضع تلك القوات لأي جهة عسكرية تابعة لحكومة هادي وتتلقى توجيهاتها من قوات التحالف رأساً، وقد تمركزت تلك القوات في المناطق الاستراتيجية في المحافظة أبرزها الموانئ والمطار الرئيسي للمحافظة ومنافذ العبور بين اليمن وسلطنة عمان.
في سياق ذلك تقول مصادر صحفية إن محافظ المهرة راجح سعيد باكريت يبدو أنه “متماهياً مع توجهات السعودية حيث حرص باكريت على تبني أجندة التحالف ومنح السعوديين كافة الصلاحيات لممارسة عمليات الرقابة في المنافذ الحدودية”.
وكان رئيس الحكومة اليمنية السابق خالد بحاح قد كتب في صفحته على تويتر معلقاً على أحداث المهرة متهماً التحالف، ضمنياً، بسعيه للتأسيس لصراعات مستقبلية، حيث قال: “نتابع ما يحدث في #محافظة_المهرة ، وخاصة #مديرية_قشن .. إعادة إنتاج الجماعات الدينية تحت أعذار واهية بذور جديدة لصراعات مستقبلية”.
أما الإمارات فلا تزال هي الأخرى تسعى لإحكام سيطرتها على المحافظة عبر إنشاء قوات أمنية تابعة لها تحت مسمى النخبة المهرية أو الحزام الأمني للمهرة غير أن مساعيها قوبلت برفض القبائل المحلية وكبار المشائخ الذين تربطهم بسلطنة عمان علاقات قوية وبعضهم سبق أن منحتهم مسقط الجنسية العمانية، ما يعني أن أي تقارب إماراتي مع المشائخ في المهرة يزعج عمان، كما أن أبوظبي فشلت حتى الآن في تحقيق مساعيها في الإمارات، غير أنها لم تتوقف ولا تزال تسعى للنفوذ في المهرة بهدف تطويق سلطنة عمان.
مصادر خاصة لـ”المساء برس” كشفت أن القوات السعودية الرمزية والقوات اليمنية التي تم تدريبها في السعودية والتي وصلت إلى المهرة ستكون قوات تابعة للسعودية وستنتشر على سواحل المهرة كقوات خفر سواحل، وأضافت أن هناك دورات تدريبية لقوات خفر السواحل اليمنية الموجودة سابقاً ويقوم بتدريبها سعوديون.
من جانبه قال الناشط السياسي والصحفي المنتمي لحزب الإصلاح ياسين التميمي إن اتفاقاً بين السعودية والإمارات قضى بتقاسم النفوذ في المحافظة الساحلية والصحراوية، وأن للسعودية أهداف استراتيجية من قبل بالوصول إلى بحر العرب عبر إيجاد مدخل لها من المهرة كونها المحافظة اليمنية المحاذية لصحراء الربع الخالي.
وأضاف التميمي أن السعودية تهدف من خلال ذلك لمد أنبوب نفطي من السعودية إلى الشريط الساحلي الجنوبي لليمن بهدف التخلص من العبور عبر مضيق هرمز الذي تتحكم به إيران.
إلى ذلك تناقلت مواقع إخبارية أنباء اغتيال مواطن عماني في محافظة المهرة، في ثالث عملية اغتيال بعد دخول القوات السعودية إليها، واعتبر مراقبون أن ما يحدث في المهرة في هذه الأثناء يندرج ضمن مخطط لاستهداف عمان.
التسابق الخليجي على المهرة دفع بسلطنة عمان إلى تعزيز تواجدها العسكري على الحدود اليمنية العمانية، ففي أغسطس الماضي من العام الفائت كشفت السلطات العمانية أنها دفعت بتعزيزات عسكرية كبيرة وجديدة إلى حدودها مع اليمن، بعد أيام من سيطرة مسلحين قبليين موالين للإمارات على منفذ شحن الحدودي وإبعادهم للقوات الحكومية في محافظة المهرة.
وقال التلفزيون العماني إن كتيبة جديدة بمعداتها العسكرية التحقت مجدداً بلواء حرس الحدود البرية مع اليمن، بهدف تعزيز وحماية حدود السلطنة مع اليمن.