انسحابات للمسلحين الجنوبيين وارتفاع أعداد القتلى السعوديين في الحدود
المساء برس – تقرير خاص| استهدفت وحدة القناصة التابعة لقوات صنعاء اليوم الأربعاء ثلاثة جنود سعوديين في جيزان شمال السعودية في إطار العمليات العسكرية التي تنفذها القوات اليمنية ضد الجنود السعوديين في مختلف الجبهات الحدودية.
وقال مصدر عسكري مطلع لمصادر صحفية يمنية إن وحدة القناصة التابعة لقوات صنعاء قنصت اليوم جنديين سعوديين في قريتي حامضة وقوى، مشيراُ إلى قنص جندي ثالث في وقت لاحق.
وكانت وحدة القناصة قد تمكنت يوم أمس الثلاثاء من قنص ثلاثة جنود سعوديين في قرية قوى وموقعي قائم زبيد والدخان بجيزان.
وبلغ عدد الجنود السعوديون الذين قتلوا بعمليات القنص فقط بلغوا منذ بداية العام الحالي وحتى 14 يناير أي قبل 3 أيام أكثر من 30 جندياً حسب اعترافات الجيش السعودي عبر وسائل إعلام رسمية.
وشهدت الجبهات الحدودية خلال الأسبوع الماضي عمليات تصعيد كبيرة لقوات صنعاء ضد القوات السعودية تزامنت مع انسحابات فردية لمسلحين جنوبيين يمنيين يقاتلون في صفوف القوات السعودية بعد ما وجدوه من معاناة وتعامل من قبل القوات السعودية.
ويقوم القادة العسكريون الموالون للإمارات والسعودية في المحافظات الجنوبية بنقل مجاميع مسلحة من أبناء المحافظات الجنوبية إلى داخل الأراضي السعودية بعد وعدهم بتجنيدهم برواتب مغرية بالريال السعودي وتدريبهم في معسكرات سعودية ثم إعادتهم إلى المحافظات الجنوبية، لكن مسلحين كشفوا أنه يتم إجبارهم على القتال في الجبهات الحدودية نيابة عن القوات السعودية، وهو ما رفضه الجنود الذين هرب بعضهم من المعسكرات السعودية واستطاعوا الوصول إلى اليمن عن طريق التهريب.
وكان عدد من الذين هربوا ووصلوا إلى عدن أكدوا بأن السعودية تركتهم بدون أي مرتبات أو إعانات لشهور عدة بعد أن رفضوا الانصياع للأوامر الموجهة لهم بالتحرك للقتال في الجبهات الحدودية، فيما سجن العشرات من الذين لم يستطيعوا الهروب من معسكرات السعودية.
وكان أحد الجنود المقاتلين في صفوف قوات هادي في إحدى الجبهات الحدودية قد كتب منشوراً في صفحته على الفيس بوك قبل يومين بأنه يرغب في تقبيل قدم كل “حوثي” يقاتل في الحدود اليمنية اعتذاراً منه عن كل طلقة رصاص أطلقها ضدهم.
وحصل “المساء برس” على صورة منشور الجندي الجنوبي “Sheik Musaeed” والذي كتب فيه “ودي ان اقبل قدم كل حوثي يقاتل في الحدود اليمنية اعتذارا مني عن كل طلقة رصاص اطلقتها ضدهم”، مؤكداً في تعليقه على أحد أصدقائه الذي رد عليه بأن حساب الجندي مهكّر ومخترق، أكد الجندي المصاب بالقول: “لا لا ياقلبي ما تهكر ولا شي وازيدك من الشعر بيت وأنا حاليا داخل الأراضي السعودية مرمي في احد مستشفيات”.
وتبين لاحقاً أن الجندي تعرض لإصابة أثناء مشاركته في العمليات القتالية ضد قوات صنعاء، ويبدو أن الجندي كان يقاتل في صفوف القوات السعودية على الجبهات الحدودية، وتبين ذلك من خلال منشور آخر كتب فيه قائلاً: “عندما تكون حياتك متوقفة على ورقة مكتوب فيها يسمح للجندي اليمني اليمني اليمني فلان أجراء العملية.. لان هذا النوع من العمليات لا تسمح الا للجنود السعودين و تتاخذ اجراءات الورقة هذه ما يقارب اسبوع وعادها تحت الدراسه… اذا فنحن فعلا ارخصنا انفسنا وينطبق علينا قول الحوثي (مرتزقه)… ما عاد ابغى ابن سته وستين كلب يجي يقول انتوا تقاتلوا دفاعا عن الدين و السنة”.
وسبق أن طالبت أسر جنوبية حكومة الرئيس المنتهية ولايته عبدربه هادي الخاضع للإقامة الجبرية في الرياض، طالبت بالإفراج عن المجندين الجنوبيين الذين اعتقلتهم السعودية على خلفية رفضهم القتال نيابة عن الجيش السعودي في الجبهات الحدودية ضد قوات صنعاء، وقيامهم باحتجاجات داخل المعسكرات السعودية انتهت بهروب بعضهم واعتقال البعض الآخر حتى اليوم.