تصريح صحفي لفنان الجنوب عبود خواجة عن “الإمارات وطارق وثورة الجنوب”
المساء برس| يرفض عبود خواجة، في تصريح خاص مع «العربي»، أي شكل من أشكال الوصاية على الجنوب، كما يدين كل وسائل العنف والقمع ضد أبنائه، ويعتبرها من قبيل الممارسات البدائية التي لا تنتمي إلى دولة أو نظام أو قانون.
خواجه وفي تصريح مطوّل خصّ به «العربي»، بدا متحدياً كل من يحاول التملّص والمغالطة أن يثبت عكس ما يحدث على أرض الواقع، مندداً بوجود أنصار عفاش وأقاربه في عدن، معتبراً ذلك «خيانة لدماء شهداء عدن والجنوب».
أهداف الثورة لم تتحقق
وأكد خواجة أن أغنيته «دقت أجراس الغضب»، تسعى إلى إيصال رسالة إلى كل من يمارسون العبث في عدن مفادها «أننا شعب حر وقدم التضحيات لأجل استعادة الدولة وكرامة الشعب الجنوبي»، وتوضح أن «أهداف الثورة الجنوبية لم تتحقق، ولم نستطع طيلة الثلاث السنوات تأسيس جيش مؤسسي ومتنوع، ولا يوجد لدينا سوى المدرعات الموجودة بالمعدلات وهي لا تستطيع خوض الحروب للدفاع عن الجنوب، ويقتصر هدفها على مكافحة الإرهاب وقد لعبت دوراً إيجابياً في القضاء عليه»، مضيفاً أن «السلاح المقدم للجنوب لا يخدم سوى أهداف ومصالح الدولة التي قدمته فقط».
وتساءل «ماذا قدموا لحماية أهدافنا ووطنا»، «نحن كجنوب نعرف جيداً أننا لم نؤسس شيئاً لدولة قادمة ديمقراطية نحفظ فيها كرامة الشعب الذي قدم التضحيات ثلاث سنوات مضت ونحن نتكلم وننصح وحان وقت العمل».
دور سلبي لـ«التحالف»
وعن الدور السلبي الذي يمارسه «التحالف» عموماً، والإمارات خصوصاً، في الجنوب، يقول إن «السبب من وجهة نظري يتمثل في عدم تفعيل قوة الجنوب الاقتصادية، وهو فعل متعمد لنبقى على أبوابهم»، موضحاً أن «أن من يريد أن يخدم الجنوب عليه أن يقدم خدمات تنموية على الأرض وليس وعودا، فالجنوبي بحاجة إلى تفعيل السوق، وإتاحة الفرص لليد العاملة الجنوبية لتخف الأعباء».
وأكد خواجه أن أي دولة ليس عليها تقديم العون مادياً للجنوب، بل المساعدة في إعادة تأهيل الأسواق والأيادي العاملة ومصادر الثروة كالموانئ والمصافي؛ ويكمل «إذاً، منطقياً، عليهم تفعيل ميناء عدن بشكل كامل، وتكرير النفط في مصافي عدن؛ لأن ذلك سيخفض من صرفهم على الجنوب، وهذه كلها كفيلة بأن تقدم رواتب الموظفين الجنوبيين عسكريين ومدنيين، لكنهم لا يفعلون، ويريدون أن نبقى بحاجة إليهم هم والشرعية لكي يفرضوا أجنداتهم».
«دقت أجراس الغضب»
وتعليقاً على ردود الفعل المناهضة لأغنيته الأخيرة، يقول «تلقيت ردود فعل كثيرة وتقبلتها جميعاً لإيماني الحقيقي بالديمقراطية، لكني أتساءل حول من لديه وجهة نظر مغايرة لما طرحته الأغنية، وأطلب منه أن يثبت لي عكس ما طُرِحَ فيها على الأرض، فأبسط مثال هو عندما تقوم قوة أمنية في عدن بإجراء أمني يجب أن يكون المسؤول المباشر عليه في عدن ومن أبنائها ويعرف كل تفاصيلها، بالإضافة إلى معرفته للتهم الموجهة للمتهمين، ولا تتنافى مع النظام والقانون والقيم الإنسانية، فلسنا قطيعاً يقومون باقتيادنا أينما يريدون، ومن أراد أن يكون كذالك فهذا شأنه».
وشدّد أنه «على المسؤول المباشر أن لا يكون تابعاً، فهناك أطر وتقاليد متبعة وعلى القوات الأمنية أن تتبعها في تعاملها مع القضايا، وإذا كانوا يرون في كلامي صحة فليعملوا على ذلك لإحقاق الحق وإطلاق السجناء الأبرياء والذين جاءت تقارير عن بعضهم من الأمن القومي في الشمال»، قائلاً «في الخلاصة إن وجهات نظر أي جنوبي حر فوق رأسي وعيني، حتى الذين خرجوا من الجحور مع الاستنفار بالأمس، أيضاً أحترم وجهة نظرهم، وقد تعجبت أن نجد معارضين، وتذكرت أوبريت قدمته ضد عفاش، والأقلام الجنوبية المستميتة في الدفاع عنه آنذاك».
الفن والرسالة
وللفنان، من وجهة نظر خواجة، رسالة يؤديها في مثل هكذا وضع، إذ «يجب أن يحافظ على قيمه ومبادئه أولاً، ثم يتماشى مع الحفاظ على مكتسبات شعبه الذي قدم قوافل من الشهداء لأجلها، وعليه أن ينقل معاناة شعبه سواء بالكتابة أو بالغناء».
واستغرب خواجة من الأخبار التي تشير إلى وجود طارق عفاش في عدن، مؤكداً بأنها إن صحت تعتبر: «خيانة لدماء شهداء الجنوب، إذْ كيف نحمي من قتل أهلنا في 2015، عمار أو طارق أو أي ضابط مسئول وساهم في الحرب ضدنا».
وشدد أنه ضد الارتهان أياً كان ومن أي طرف، إن من «المجلس الانتقالي» أو أي كيان آخر «سواء من المجلس أو المكونات الأخرى لأجندات الخارج، فنحن لسنا معها»، مشيراً إلى أن «المجلس الانتقالي كيان جنوبي مهم وفيه كما في باقي المكونات شخصيات فوق كل الشبهات».
ونبّه إلى «ضرورة تبني المجلس اجتماعاً لكل الأطياف الجنوبية لبحث تفعيل دور التصالح والتسامح وإعلاء مصلحة الجنوب وشعبه فوق كل المصالح».
المصدر: نقلاً عن موقع “العربي”