تفاصيل الليلة الحامية بين الإصلاح وطارق في مأرب ولماذا طُرد الأخير إلى عدن؟
المساء برس – تقرير خاص| رفض طارق محمد صالح نجل شقيق الرئيس السابق علي عبدالله صالح إعلان انضمامه لقوات هادي التي يديرها بشكل كلي حزب الإصلاح.
وعلم “المساء برس” من مصادر خاصة في مأرب أن خلافات نشبت بين قيادات في الإصلاح من جهة وطارق صالح ومن معه من الإماراتيين من جهة ثانية أثناء تواجده في محافظة مأرب الجمعة الماضية، وتصاعدت الخلافات بين الطرفين بعد رفض طارق صالح إعلان انضمامه لما يسمى “الشرعية” والقتال في صفوفها وتحت غطائها، وقد اتضح ذلك من خلال الكلمة التي ألقاها وتناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي فور وصوله محافظة شبوة والتي لم يتطرق فيها مطلقاً لما يسمى “الشرعية” ولم يعلن انضمامه إليها صراحة على الرغم من أن الرجل كان قد وصل إلى عدن قبل ذلك وانتقل إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي ثم عاد إلى عدن من جديد قبل أن يتحرك إلى شبوة ويظهر على الملأ وكل هذه التحركات تمت بحماية وحراسة من قوات التحالف.
المصادر كشفت لـ”المساء برس” أن الإمارات كانت تسعى لإبقاء طارق صالح خارج نطاق قوات هادي وتمكينه من قوات النخبة المأربية، وأن أبوظبي كلفت الوزير السابق في حكومة الإنقاذ في صنعاء “ذياب بن معيلي” نجل الشيخ القبلي محسن بن معيلي المدعوم إماراتياً باستكمال إنشاء قوات النخبة المأربية.
ولفتت المصادر أن الاتفاق تم أثناء تواجد بن معيلي وطارق صالح وقيادات قبلية أخرى من مأرب في عزاء عارف الزوكا بمحافظة شبوة الخميس الماضي، وقد تمحور النقاش حول آلية استكمال إنشاء القوات وإشهارها قريباً، مشيرة إلى أن قوات “لواء الصقور” التي أنشأتها الإمارات سابقاً ستكون ضمن النخبة المأربية التي سيقودها بن معيلي في حين سيتم وضع طارق على رأس معسكر مستحدث في مأرب وسيطلق عليه اسم “معسكر الشهيد علي عبدالله صالح”.
وكان هذا الاتفاق بمثابة القنبلة التي انفجرت في وجه الإصلاح وناشطيه الذين اعتبروا تصريح طارق وعدم اعترافه بما يسمى “الشرعية” وكذا ما تسرب إليهم من أخبار بنوايا الإمارات لإنشاء قوات بقيادة بن معيلي وطارق غير خاضعة للشرعية وتابعة للإمارات، هو الذريعة التي من خلالها يهاجمون أقارب صالح وقيادات المؤتمر التي خرجت من صنعاء بحجة عدم خضوعها للشرعية.
وقد شهدت مواقع التواصل الاجتماعي مساء الجمعة حملة عنيفة ضد طارق صالح وذياب بن معيلي قادها أعضاء الإصلاح وناشطوه بعد تلقيهم توجيهات بذلك، هذه التوجيهات وفقاً لمصادر “المساء برس” أصدرتها قيادات الإصلاح بعد خلافات قوية بين طارق صالح ومن معه من قيادات إماراتية من جهة وقيادات الإصلاح ومحافظ مأرب سلطان العرادة من جهة ثانية، حيث رفض طارق إعلان انضمامه للشرعية وتمسكه بما وعدته به الإمارات، رغم أن الرجل التزم أمام الإصلاحيين وأمام العرادة بأن مهامه ستصب في استكمال ما بدأه عمه، أي مقاتلة “أنصار الله” لكن ليس تحت إطار قوات هادي ومحسن الموالية للتحالف.
تزامن ذلك مع حملة شنها اللواء 35 مدرع التابع للإصلاح في تعز ضد قيادات في حزب المؤتمر، حيث تم اعتقالهم وقصف منزل القيادي الموالي لصالح عادل الأصبحي الذي أحيا تأبين أربعينية علي عبدالله صالح في عزلة الأصابح بمديرية الشمايتين، وقد قصفت قوات اللواء 35 منزل الأصبحي بقذائف الـ(RBG) بعد أن أخرجت النساء والأطفال من المنزل ثم قامت بتفتيشه وتدميره كلياً، بالإضافة إلى اعتقال قيادات في المؤتمر ممن حضروا فعالية تأبين صالح.
مراقبون اعتبروا أن ما حدث لقيادات المؤتمر كانت بمثابة الرسالة لطارق صالح في مأرب الذي أفادت مصادر أن الليلة الحامية يوم الجمعة انتهت بمغادرة طارق صالح مدينة مأرب متجهاً إلى محافظة عدن جنوب البلاد بتنسيق إماراتي على أن يتم إنشاء المعسكر في واحدة من المحافظات الجنوبية، في حين تناقلت مواقع إخبارية إصلاحية أخبار مغادرة طارق صالح إلى عدن على أنه خرج من مأرب مطروداً من قبل الإصلاح بعد رفضه تأييد الشرعية والقتال تحت غطائها.