أول رد فعل رسمي من اليمن عن مساعي الإمارات “سقطرى وحدت الجميع”
المساء برس – تقرير خاص| رفضت وزارة الخارجية اليمنية ما وصفته “بالممارسات والتجاوزات غير القانونية” للإمارات في الأراضي اليمنية ومحاولاتها تغيير هوية محافظة أرخبيل سقطرى.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية “سبأ” عن مصدر مسؤول بوزارة الخارجية رفض الجمهورية اليمنية المطلق “للمطالبات مدفوعة الأجر بضم سقطرى إلى دولة الرمال التابعة لشيوخ أبوظبي عبر أساليب واهية مثل إجراء استفتاء شعبي لسكان الأرخبيل”. حسب الوكالة.
ويعد موقف وزارة الخارجية في حكومة الإنقاذ بصنعاء هو أول موقف رسمي يمني يصدر بشأن مساعي الإمارات لضم سقطرى إليها وحملة تغيير الهوية اليمنية في سقطرى، فيما لا تزال حكومة المنفى الموالية للرياض والمقيمة خارج اليمن تلتزم الصمت حيال ذلك ولم تصدر أي موقف حتى اللحظة.
وقد تصاعدت أصوات مختلف التيارات اليمنية في الشمال والجنوب المنددة بمساعي الإمارات لتغيير الهوية في سقطرى، وظهرت مقاطع فيديو في موقع اليوتيوب لشخصيات جنوبية وشمالية بعضها موالية للتحالف وبعضها الآخر من الموالين لجماعة أنصار الله وحكومة صنعاء، تنتقد تصرفات الإمارات في سقطرى ومساعيها لضم الجزيرة إليها، وتتهمها بمحاولات احتلال اليمن وسرقة أراضيه مستغلة حالة الاحتراب ووجودها ضمن التحالف العسكري الذي تقوده السعودية.
وكانت أبرز الانتقادات قد اتهمت حكومة المنفى والرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي بالتخاذل والتواطؤ مع الإمارات مقابل حصولها على أموال لقاء سكوتها.
ومن المتوقع أن تؤثر التطورات في سقطرى وحالة الصراع المتزايد على الأرخبيل، على حركة السياحة في سقطرى على المدى الطويل نظراً لكونها ستبقى محل نزاع ومنطقة توتر سياسي وفي حالة من عدم الاستقرار الأمر الذي يراه مراقبون اقتصاديون أنه سوف يؤثر بشكل كبير جداً على الوضع السياحي لجزيرة سقطرى النادرة.
وليست هذه هي المرة الأولى التي تتهدد فيها الأراضي اليمنية بالاجتزاء والاحتلال إذ سبق أن أصدرت وزارة الخارجية في حكومة الإنقاذ بصنعاء بياناً رسمياً في 19 يونيو 2017 والذي تم توزيعه على أعضاء مجلس الأمن والمؤسسات الدولية وحذر من محاولات قيام دولتي السعودية والإمارات باحتلال أجزاء من الأراضي والجزر اليمنية خلال فترة العمليات الحربية، في حين لم تصدر عن حكومة المنفى في ذلك الحين أي بيانات أو إجراءات ضد التجاوزات الإماراتية في جزيرة سقطرى ولا تجاوزات السعودية في محافظة حضرموت التي كشفت تقارير صحفية تستند إلى شهادات مواطنين ووثائق أنها غيرت معالم الحدود الشمالية بين اليمن والسعودية واقتطعت أجزاء واسعة من شمال شرق المحافظة وضمت إليها أجزاءً يمنية منذ بداية الحرب على اليمن في مارس 2015.
ووفقاً للقانون الدولي ينطبق وضع المحافظات الخاضعة للسلطة العسكرية الإماراتية وخصوصاً أرخبيل سقطرى المادة رقم (42) من اتفاقية لاهاي للعام 1907م والتي تعتبر أن “أراضي أي دولة واقعة تحت الاحتلال في حال كانت تحت السلطة الفعلية لجيش خارجي”.
وكانت حكومة صنعاء قد وصفت “تصرفات حكام إمارة أبوظبي خلال فترة التدخل والعدوان على الأراضي اليمنية، بصفتها القوى القائمة بالاحتلال، والتي مارستها ولازالت على الأراضي اليمنية المحتلة” وصفتها حكومة صنعاء بأنها تمت “بالتعاون مع عدد من المرتزقة والخونة والعملاء الذين فرطوا في سيادة وكرامة أرضهم وشعبهم ممن لا يملكون أي حق أو قرار تصرف بالأرض أو المنشآت” حسب تعبير الخارجية اليمنية في حكومة الإنقاذ.
وقالت الخارجية أيضاً “تحاول سلطات أبوظبي خداع العالم بأن وجودها في اليمن كان بُغية استعادة شرعية منتهية، وتتصادم معه سياسياً وعسكرياً بين الحين والأخر، في حين أنها على أرض الواقع وباستخدام إمكانياتها المالية وقواتها العسكرية المدفوعة الأجر وعلاقاتها مع قوى دولية، تعمل على استغلال الوضع الهش في عدد من المناطق اليمنية وبالأخص في جزيرتي سقطرى وميون لبسط نفوذها والسيطرة على الأرض وتغيير طبيعتها وأنظمتها، مستغلة تواجدها العسكري والتغطية السياسية والعسكرية المؤقتة الموفرة من قبل الإدارة الأمريكية والحكومة البريطانية، بهدف تغيير الحقيقة على الأرض وذلك عبر شراء أراضي أو استئجارها بعقود طويلة الأمد”.
وبدأت الانتقادات الحادة ضد الإمارات تتصاعد بعد “مزاعم شخصيات سياسية واجتماعية إماراتية ادعت أن أصول سكان جزيرة سقطرى اليمنية تعود بنسبها إلى دولة الإمارات” بالإضافة إلى دعوات بعض الإماراتيين في أكثر من وسيلة إعلامية لإجراء استفتاء بين المواطنين في أرخبيل سقطرى لاختيار ما إذا كانوا يريدون البقاء ضمن الجمهورية اليمنية أو الانضمام لدولة الإمارات، وهو الأمر الذي أثار ضجة واسعة في الشارع اليمني.
وقد لوحظ أن مختلف المواطنين اليمنيين من الموالين للتحالف ومن الموالين لجماعة أنصار الله وسلطة صنعاء، اتفقوا جميعاً ولأول مرة منذ بداية الحرب، على مهاجمة الإمارات ووصفها بالمحتلة للأراضي اليمنية ونواياها الخبيثة التي دخلت من أجلها اليمن، حتى أن بعض الشخصيات من بينهم سياسيين بارزين من المحافظات الجنوبية طالبوا الإمارات بالخروج من اليمن وعدم التدخل في الشأن اليمني وقال بعضهم “إذا كان التدخل الإماراتي في اليمن سيجعلها تفكر أن تقتطع جزءاً من الأراضي اليمنية مستغلة الظروف الحالية للبلد فعليها أن ترحل فوراً، ونحن سنتفاهم مع الحوثيين”، وبالمثل أيضاً كتب ناشطون موالون لأنصار الله في صفحاتهم على الفيس بوك وتويتر أن خلافاتهم مع إخوانهم في المحافظات الجنوبية ومع من أيد التحالف “سوف تنتهي في يوم من الأيام وسنعود جميعنا في وطن واحد لكن من يجرؤ على احتلال شبر واحد من أرض اليمن فعليه أن يحفر قبره في نفس المكان”.