برقية من الرياض لواشنطن “نقترح دعم إسرائيل لضرب مصر وسوريا وفلسطين”

المساء برس – مجلة الوعي العربي| نظراً لأهمية ما ورد في هذه الدراسة التي نشرتها مجلة الوعي العربي منذ فترة، نرى من المناسب إعادة نشرها بالنظر إلى وجود ارتباط وتشابه كبير جداً بين ما يحدث اليوم في كل من اليمن وسوريا وفلسطين ومصر والعراق وبين ما سعت السعودية لفعله سابقاً في عهد الملك فيصل في القرن الماضي، غير أن الفزاعة اليوم هي عنوان التمدد الإيراني للتغطية على إشهار التحالف مع إسرائيل بهدف ضرب المقاومة ومن يؤيد ويتحالف مع المقاومة في كل من اليمن ولبنان وسوريا والعراق.

“السعودية من يوم العدوان لغاية دلوقتى بتهاجمنا.. بتهاجمنا فى جرايدها وبتهاجمنا فى إذاعتها، لكن لو بدينا إحنا بكره نهاجم السعودية كل الدنيا حتقول إن عبد الناصر ابتدا المهاترات وبيهاجم الملك فيصل، وباقول دلوقت بقى لنا شهر ونص من يوم المعركة، الجرايد السعودية بتهاجمنا، الإذاعة السعودية بتهاجمنا وتظهر الشماتة فينا، وبرغم كده، باقول إن إحنا قمنا بالواجب والرجال دايماً يقوموا بالواجب، ما هربناش من المعركة، كوننا خسرنا المعركة مش عيب، لكن لو كنا هربنا من المعركة كان دا اللى يكون عيب”.

هذه هى كلمات الرئيس جمال عبد الناصر فى خطابه يوم 23 يوليو 1967 تعليقا على حملة الهجوم والشماتة التى شنها النظام السعودى بقيادة الملك فيصل بن عبد العزيز على هزيمة مصر فى حرب 5 يونيو 1967 .

ولكن هل أقتصر الأمر على الشماتة السعودية فقط فى هزيمة مصر أم أن الأمر أعقد وأعمق من ذلك ؟!

هذا ما سأعرضه موثقا من خلال هذه الدراسة.

فى شهر نوفمبر من عام 2007 م كتبت مقالى (غياب عبد الناصر … هل كان صدفة ؟!)، وفيه عرضت مجموعة من الوثائق المنشورة والمتاحة للجميع والتى تثبت وجود مخطط للتخلص من الرئيس جمال عبد الناصر ونظام حكمه قبل نهاية عام 1970 م.

كان من ضمن الوثائق التى نشرتها فى المقال وثيقة خاصة بالملك السعودى الراحل فيصل بن عبد العزيز نقلتها عن كتاب (عقود من الخيبات) للكاتب /حمدان حمدان ، والوثيقة عبارة عن رسالة من الملك فيصل إلى الرئيس الأمريكى ليندون جونسون .

وهى وثيقة بتاريخ 27 ديسمبر1966 م، وتحمل رقم 342 من أرقام وثائق مجلس الوزراء السعودى ،وفيها يقول الملك السعودى:

“من كل ما تقدم يا فخامة الرئيس ، ومما عرضناه بإيجاز يتبين لكم أن مصر هى العدو الأكبر لنا جميعا ، وأن هذا العدو إن ترك يحرض ويدعم الأعداء عسكريا وإعلاميا ، فلن يأتى عام 1970 – كما قال الخبير فى إدارتكم السيد كيرميت روزفلت – وعرشنا ومصالحنا فى الوجود

لذلك فأننى أبارك ، ما سبق للخبراء الأمريكان فى مملكتنا ، أن اقترحوه ، لأتقدم بالاقتراحات التالية:

-أن تقوم أمريكا بدعم إسرائيل بهجوم خاطف على مصر تستولى به على أهم الأماكن حيوية فى مصر، لتضطرها بذلك ، لا إلى سحب جيشها صاغرة من اليمن فقط ، بل لإشغال مصر بإسرائيل عنا مدة طويلة لن يرفع بعدها أى مصرى رأسه خلف القناة ، ليحاول إعادة مطامع محمد على وعبد الناصر فى وحدة عربية ، بذلك نعطى لأنفسنا مهلة طويلة لتصفية أجساد المبادئ الهدامة، لا فى مملكتنا فحسب ، بل وفى البلاد العربية ومن ثم بعدها ، لا مانع لدينا من إعطاء المعونات لمصر وشبيهاتها من الدول العربية إقتداء بالقول ( أرحموا شرير قوم ذل ) وكذلك لاتقاء أصواتهم الكريهة فى الإعلام.

– سوريا هى الثانية التى لا يجب ألا تسلم من هذا الهجوم ، مع اقتطاع جزء من أراضيها ، كيلا تتفرغ هى الأخرى فتندفع لسد الفراغ بعد سقوط مصر.

– لا بد أيضا من الاستيلاء على الضفة الغربية وقطاع غزة ، كيلا يبقى للفلسطينيين أي مجال للتحرك ، وحتى لا تستغلهم أية دولة عربية بحجة تحرير فلسطين ، وحينها ينقطع أمل الخارجين منهم بالعودة ، كما يسهل توطين الباقى في الدول العربية.

– نرى ضرورة تقوية الملا مصطفى البرازانى شمال العراق ، بغرض إقامة حكومة كردية مهمتها إشغال أى حكم فى بغداد يريد أن ينادى بالوحدة العربية شمال مملكتنا فى أرض العراق سواء فى الحاضر أو المستقبل، علما بأننا بدأنا منذ العام الماضى (1965) بإمداد البرازانى بالمال و السلاح من داخل العراق ، أو عن طريق تركيا و إيران.

المصدر: مجلة الوعي العربي

"السعودية من يوم العدوان لغاية دلوقتى بتهاجمنا.. بتهاجمنا فى جرايدها وبتهاجمنا فى إذاعتها، لكن لو بدينا إحنا بكره نهاجم …

Posted by ‎مش صفحة الملك فاروق الأول والأخير بإذن الله‎ on Sunday, April 17, 2016

قد يعجبك ايضا