كبير خبراء الصواريخ في واشنطن يفجر قنبلة بشأن الصواريخ اليمنية
المساء برس – خاص| كشفت يومية نيويورك تايمز، عن نتائج تحقيق استمر لمدة شهر كامل لتقييم أداء بطاريات الباتريوت بعد الصاروخ اليمني الثاني الذي سقط على العاصمة السعودية الرياض مستهدفاً مطار الملك خالد الدولي في 4 نوفمبر الماضي وهو الصاروخ الثاني بعد الصاروخ الذي استهدف مصافي ينبع غرب المملكة على ساحل البحر الأحمر.
الصحيفة أكدت أن نتائج التحقيقات كشفت أن السعودية أطلقت خمسة صواريخ باتريوت جميعها فشلت في اصطياد الصاروخ الباليستي “بركان 2H”، في حين أثبتت المعلومات التي حصلت عليها قناة الميادين اللبنانية من مركز الدراسات الأمريكية والعربية في واشنطن أن الصاروخ الأخير نجح أيضاً في السقوط على هدفه رغم إطلاق السعودية 7 صواريخ باتريوت دون فائدة” ما يعني أن الصاروخ قد نجح بالفعل في تضليل منظومة باتريوت باك 3 والتغلب على راداراته.
مكتب قناة الميادين في واشنطن أكد وفقاً لمعلومات من مركز الدراسات الأمريكية والعربية أن رئيس فريق التحقيق المكون من خبراء في علم الصواريخ جييفري لويس وجه إدانات شديدة اللهجة فيما يتعلق بتقنية الباتريوت، ومن مصادر في صحيفة “نيويورك تايمز” فقد فند لويس ما وصفتها الصحيفة بالمزاعم الرسمية والدعائية حيث قال إن “الحكومات الرسمية تكذب حول فعالية تلك النظم؛ أو أنها غير مطلعة على كافة المعلومات .. وهذا ينبغي أن يثير قلقاً بالغاً لدينا”.
شهادة رئيس فريق التحقيق بشأن صواريخ “بركان – 2 اتش”
في سياق تقييم الفريق لصاروخ بركان – 2 إتش، الذي استهدف مطار الرياض، فقد أوضح (لويس) استناداً الى البيانات التقنية المتوفرة وطبيعة الشظايا المتناثرة في المكان أن الصاروخ “قد يكون استطاع تضليل بطاريات الصواريخ السعودية من طراز (باك-3) بالكامل.. أظهرت صور الشظايا المأخوذة على بعد 12 ميلاً عن نقطة الاصطدام أنها تعود لجسم الصاروخ ومحركه”. أما مصير الرأس الحربي فيعتقد الخبراء، وفق الصحيفة، أنه “مضى في طريقه للهدف دون عوائق.. محلقاً فوق مدى صواريخ الاعتراض، وانفجر في نهاية مدرج المطار”.
إفادة كبير خبراء الصواريخ الأمريكيين تزيد من قلق واشنطن
أما كبير الخبراء الأمريكيين في علم الصواريخ (جوزيف سيرينسيوني) فقد قال في إفادته بشأن صواريخ بركان 2 اتش اليمنية بعد التحقيقات أن اليمن استفادت من تجربة العراق عام 1991 والذين تمكن مهندسوه من زيادة مدى الصاروخ عبر تخفيف وزن رأسه الحربي، ويضيف: المهندسون اليمنيون أيضاً توصلوا إلى إنتاج بركان 2 الذي تخطى مداه 600 كلم.
وقال سيرينسويوني، وفقاً للصحيفة الأمريكية، “إن التعديل العراقي على صواريخ سكود الروسية ومن ثم التعديل اليمني أدى إلى تمكن المهندسين اليمنيين من إنتاج صواريخ تحلق بسرعة عالية أثناء دخولها الغلاف الجوي وتحميها شبكة من الشرك والخداع التي تجعل من الصاروخ محمياً من اصطياده من قبل بطاريات الباتريوت رغم عدم دقة إصابته”.
تصريحات عزيز راشد في أبريل الماضي
شهادة كبير الخبراء الأمريكيين في علم الصواريخ تعيدنا إلى تصريحات مساعد المتحدث باسم الجيش اليمني العميد عزيز راشد في 17 أبريل الماضي حين تم الإعلان ولأول مرة في تاريخ الصناعات العسكرية اليمنية عن تصنيع طائرات بدون طيار قادرة على التحليق مسافة 150 كم، حينها أعلن العقيد راشد في تصريح لوكالة “سبوتنيك” الروسية عن “امتلاك الجيش اليمني لخبراء عسكريين يمنيين ممن درسوا في روسيا وألمانيا وسوريا والعراق واكتسبوا خبرات عملية، أوكلت إليها مهمة تطوير منظومة الدفاع بهدف الوصول إلى إسقاط من 10 إلى 20 مقاتلة للتحالف، مشيراً أن “ذلك لو تم فإن التحالف السعودي سينهار”، ورغم عدم تطرق العقيد راشد إلى منظومة الصواريخ واقتصار التصريح فقط على الدفاع الجوي، إلا أنه من الواضح أن هؤلاء الخبراء هم من عكفوا على تطوير الصواريخ العابرة.
ويضيف تقرير قناة الميادين المستند إلى ما ورد من معلومات حول نتائج تحقيقات واشنطن بشأن الصواريخ اليمنية أن اليمن أدخل صواريخ من صناعة كوريا الشمالية من طراز “هواسونغ – 5 و 6” إلى ترسانته ولديه “تجربة تمتد على ثلاثة عقود في التعامل مع تقنية الصواريخ وأنتج كفاءات تقنية لإدخال تعديلات عليها عند الحاجة”، وفق شهادة الخبير الأميركي سيرينسيوني.
ادعاءات الرياض وواشنطن بتوريط إيران تقابل بسخرية من خبراء الصواريخ أنفسهم
وفيما يخص الاتهام الأميركي بأن “بركان – 2 إتش” يحمل بصمات صناعة إيرانية بما فيها لوحات التحكم الإلكترونية داخل نظام التوجيه فقد حصد سخرية عالية من قبل مصادر أميركية متعددة، في ظل عدم توفير صاحب الإتهام لمستندات علمية موثقة، حسبما ورد في تقرير نيويورك تايمز.
دليل واحد فقط هو ما استندت إليه واشنطن في اتهامها لإيران بأن الصواريخ اليمنية هي إيرانية الصنع، هذا الدليل هو عدم وجود أجنحة في صاروخ (بركان 2 اتش) وهي نفس الطريقة التي تصنع بها إيران صواريخها، غير أن خبراء الصواريخ والمحققون لم يعترفوا بهذا كدليل على بصمة إيران في صاروخ بركان إذ أن تلك التقنية يمكن لأي دولة اعتمادها في تصنيع الصواريخ.
ومن الناحية الفنية ذكرت نتائج التحقيق وفقاً للصحيفة الأمريكية فيما يخص أجنحة صاروخ بركان ما يلي: “الاتهام الأميركي لإيران يستند بشكل رئيسي على خلو الصاروخ من “زعانف توجيه خارجية”، التي تتحكم بتوازن الجسم أثناء التحليق. غياب الزعانف يدل على زيادة مدى التحليق، في علم الصواريخ.. تتضمن الترسانة الصاروخية الحالية لإيران صاروخ باليستي أرض – أرض يعمل بالوقود السائل يخلو من الزعانف/ الجنيحات، من طراز “قيام”، يعتقد أنه نسخة معدلة عن صاروخ “سكود – سي”، مصنع محلياً ومزود بمنظومة توجيه تعتمد (الدفع الموجه) التي تتيح للصاروخ الإنطلاق “وتوجيهه من الدافع”.. من أهم خصائص تلك التقنية “دقة التصويب”، إذ باستطاعته تصحيح مساره وفق البيانات المخزنة؛ ونزع الزعانف يعني “تخفيض بصمة الصاروخ الألكترونية وزيادة صعوبة رصده” من قبل وسائل الدفاعات؛ وتوفر قدرة أفضل على المناورة أثناء التحليق والتغلب على محاولات تعقبه – وفق بيانات مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن”.
نتائج التحقيقات أيضاً عادت فأكدت أن اعتماد “عدم وجود جوانح لصاروخ البركان” كدليل على أن الصاروخ إيراني الصنع ليس دليلاً حقيقياً، فوفقاً لما نشرته الصحيفة من نتائج فإن اليمن يمتلك صواريخ سكود – سي وهي نفس الصواريخ التي تملكها إيران والتي عبرها قامت بتطوير منظومتها الصاروخية وصنعت منها صاروخ “قيام” الخالي من الزعانف.
العبقرية اليمنية تتفوق
وبالمثل أيضاً فعل المهندسون اليمنيون بالإضافة إلى خبرتهم في زيادة مدى الصاروخ والتي اكتسبوها من البعثات العسكرية للدارسين اليمنيين إلى روسيا والعراق، بالإضافة إلى احتمال أن تكون القوة الصاروخية اليمنية قد بدأت باستخدام تقنية مادة الألمنيوم بدلاً من الحديد بهدف جعل الصاروخ أخف وزناً ويستهلك وقوداً أقل مع الاحتفاظ بمدى طويل ودقة إصابة عالية، وهي تقنية بدأت باستخدامها إيران ودول أخرى في صناعة الصواريخ.
في ختام هذا التقرير نذكر ما ورد في تقرير قناة الميادين وصحيفة نيويورك تايمز أيضاً في الأسطر الأخيرة وهي أن “الخبير الأميركي، جوزيف سيرينسيوني، يقول إن اليمن يقوم بتطوير ذاتي لترسانته الصاروخية، مما يعد بتوسع رقعة الحرب، نافياً بذلك ما ينسب لإيران بتوريدها قطع صاروخية لليمن عن طريق التهريب. بل نستطيع القول بناء على ذلك أن عناصر القوة العسكرية “السعودية” في اليمن بدأت بالتبخر، وتلقت أكبر دليل مذِلّ لمخططها في عزل إيران واستحضار “إسرائيل” التي حتماً ستستخلص الدروس العسكرية من فشل الباتريوت لتوفير حماية لها منذ عام 1991 وللآن”.