صنعاء تغير المعادلة.. مشاورات قريبة بمسقط بين اليمن والسعودية مباشرة
المساء برس – خاص| كشفت مصادر صحفية يمنية عن معلومات من مصادر دبلوماسية رفيعة كشفت أن تحركات داخلية وخارجية تجري حالياً استعداداً لجولة مفاوضات جديدة بين اليمن من جهة ودول التحالف الذي تقوده السعودية من جهة ثانية.
ولفتت المصادر أن تحركات أمريكية وروسية تجري حالياً لجمع الأطراف في اليمن وأبرزهم جماعة أنصار الله وأطراف التحالف ممثلاً بالسعودية والإمارات لبدء جولة مفاوضات هي الأولى من نوعها بكونها ستكون بين اليمن ودول التحالف “السعودية والإمارات”، وليست مفاوضات بين الأطراف اليمنية في الداخل والأطراف المتواجدة في الخارج التابعة للتحالف.
وكشفت المصادر أن المفاوضات من المحتمل أن تجرى في العاصمة العمانية مسقط وفقاً لما يجري الترتيب له، لافتة إلى أن أغلب الجبهات الميدانية العسكرية شهدت هدوءاً نسبياً وهو ما يشير إلى وجود هدنة غير معلنة في الجانب العسكري تمهيداً للمفاوضات المقبلة التي من المحتمل أن يبدأ الإعلان عنها وترتيبها بشكل علني الأيام القليلة القادمة، حسب المصادر.
في السياق اعتبر مراقبون أن التطورات الأخيرة في اليمن هي ما دفعت بالدول الكبرى كالولايات المتحدة وبريطانيا إلى البحث عن حل سلمي بالنظر إلى فشل الحل العسكري والذي انعكس سلباً على التحالف وعزز من قوة أطراف صنعاء.
وقد تمثلت التطورات الأخيرة التي مثلت أوراقاً عسكرية أخيرة يمكن استخدامها قبل التوجه نحو الحل السياسي بمحاولة صالح الانقلاب على حلفائه وتفجير الوضع من الداخل وفشله الذي انتهى بمقتله، بالإضافة إلى محاولات التحالف التصعيد عسكرياً من خلال توسيع العمليات العسكرية في الساحل الغربي والاستيلاء على ميناء الحديدة بهدف تعويض خسارة ورقة “صالح” وهو الأمر الذي سقط سريعاً بعد تعثر التحالف في الخوخة وتمكن قوات صنعاء من قطع خط الإمداد من المخا إلى الخوخة وتحويل الوضع في الخوخة ويختل إلى معركة استنزاف لقوات التحالف، بالإضافة إلى تعثر عمليات التحالف أيضاً من خلال التقارب بين الإمارات والإصلاح بهدف الدفع بمقاتلي الإصلاح نحو الجبهات بشكل فاعل وتمكنهم من السيطرة على مواقع عسكرية في بيحان بمحافظة شبوة ومن ثم تعثرهم هناك حيث لا يزال الطيران يضرب أهدافاً في بيحان وعسيلان ما يعني أن المعركة لا زالت مستمرة وقد هدأت خلال اليومين الماضيين.
أما التطور الذي يعتبره الأمريكيون خطيراً في مسار الجانب العسكري هو تمكن أنصار الله من ضرب العاصمة السعودية الرياض بصاروخين باليستيين خلال فترة وجيزة لا تتجاوز 6 أسابيع وتسريب تقارير ومعلومات من داخل أروقة البيت الأبيض تؤكد فشل منظومة الباتريوت من التصدي للصواريخ الباليستية اليمنية وهو الأمر الذي يكلف واشنطن خسائر مادية كبيرة جداً بسبب عزوف المشترين للسلاح الأمريكي عن اقتناء الباتريوت بسبب فشله في إسقاط صواريخ اليمن.
مراقبون اعتبروا تصريحات مساعد وزير الخارجية الأمريكي يوم أمس في مؤتمر صحفي بأن الحوثيين سيكون لهم مكان في التسويات السياسية المقبلة شريطة أن يتوقفوا عن استهداف المملكة السعودية، يشير حسب المراقبين إلى أن واشنطن تتخوف بالفعل من تكرار صواريخ القوات اليمنية على السعودية وفشل الباتريوت من جديد في اعتراضها، مشيرين في الوقت ذاته أن واشنطن كان بإمكانها أن تقول أن لجماعة أنصار الله مكان في التسوية السياسية المقبلة شريطة وقف التصعيد العسكري في اليمن وفي السعودية من الطرفين، مضيفين “غير أن ما يهم واشنطن هو الصواريخ اليمنية على السعودية التي تفقد منظومة السلاح الأمريكي سمعتها وتقضي على نسبة مبيعاتهم للأسلحة نظراً لفشلها”.