واشنطن توجه بندقيتها الدبلوماسية باتجاه هادي وتغازل “أنصار الله”
المساء برس – خاص| قال نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي تيم ليندركينغ إن الولايات المتحدة ستجري محادثات مع السعودية حول فترة إبقاء ميناء الحديدة مفتوحاً أمام الشحنات التجارية والمساعدات الإغاثية والذي أعلن التحالف إبقاءه مفتوحاً لمدة 30 يوماً، بعد ضغوطات غربية وبعد إطلاق القوات اليمنية صاروخاً باليستياً هو الثاني خلال 6 أسابيع على العاصمة السعودية الرياض قال الحوثيون إن الأخير أطلق على قصر اليمامة الملكي.
وقال ليندركينغ في مؤتمر صحفي عقد بعد ساعات من تصويت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة على قرار أممي بشأن اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل والذي صاغته اليمن وتركيا وصوتت عليه بالموافقة، قال إن بلاده ستبحث مع السعودية الجدول الزمني الذي وضعه التحالف الذي تقوده السعودية بشأن فتح ميناء الحديدة، مشيراً إلى أن “الولايات المتحدة تريد ان ترى السفن التي تتحرك والبضائع والخدمات التي تصل إلى الشعب اليمني”.
وكان مراقبون قد توقعوا أن تكون اليمن – وتحديداً حكومة المنفى التي تعترف بها واشنطن – في مرمى تهديدات الرئيس الأمريكي التي أطلقها ضد من سيصوت على القرار الذي شاركت في صياغته اليمن وبعض الدول بدفع من السعودية كي لا تكون الأخيرة في مواجهة مباشرة مع واشنطن.
وكان ترامب قد هدد بقطع المساعدات المالية للدول التى ستصوت لصالح القرار.
وقد صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة، مساء اليوم على مشروع القرار الرافض لإعلان الرئيس الأميركي، بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وقد كانت نتيجة التصويت بتأييد القرار بأغلبية ساحقة إذ صوتت لصالح القرار 128 دولة ورفضته 9 دول بينها إسرائيل والولايات المتحدة، وامتنعت عن التصويت 35 دولة.
وبالعودة إلى نتائج قرار الجمعة العامة للأمم المتحدة الرافض لقرار ترامب بشأن القدس، والذي شاركت في صياغته اليمن وصوتت لصالحه، قال لينديركينغ أيضا أنه “لا يوجد حل عسكرى للصراع وان ادارة الرئيس دونالد ترامب تعتقد ان افضل مسار هو الدبلوماسية العدوانية”، حسب وصفه.
وردا على سؤال الصحفيين “عن ما اذا كانت المساعدات الامريكية لليمن ستتضاءل نظراً لقيام اليمن بصياغة القرار وانها من بين 120 دولة صوتت لصالحه” قال لينديركينغ “انه غير متأكد من ان تهديد ترامب لم يكن فارغاً”.
وأضاف نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكية بالقول إن “الحوثيين” سيكون لهم مكان في التسوية السياسية، مستدركاً: “لكن يجب ألا يهاجموا السعودية” في إشارة إلى استهداف العاصمة السعودية الرياض بالصواريخ الباليستية رداً على غارات التحالف الجوية التي تستهدف المدنيين.
وقد اعتبر مراقبون أن تصريحات المسؤول الأمريكي مجرد مناورة سياسية هدفها الرد على حكومة المنفى، بالنظر إلى وقوف واشنطن خلف التحالف الذي تقوده السعودية ضد اليمن وتقديمها أكبر دعم لوجستي وعسكري واستخباري للسعودية والإمارات لشن حربها على اليمن منذ مارس 2015م.
وأشار المراقبون إلى أن الولايات المتحدة تتعامل مع حلفائها أو أعدائها بمنطق البراجماتية “المصلحة”، مضيفين “واشنطن من الممكن أن تغير مواقفها بين ليلة وضحاها على حسب مصالحها ولهذا لا غرابة أن نجد المسؤولين الأمريكيين اليوم يصرحون علناً أن جماعة أنصار الله سيكون لهم مكان في التسوية السياسية شريطة ألا يجب أن يستمروا في مهاجمة السعودية وهذا يشير إلى أنهم يتعاملون مع خصومهم وأصدقائهم بمنطق التبعية فصيغة تصريحات الخارجية الأمريكية توحي بأن جماعة أنصار الله وحلفائهم مجرد تابعين لواشنطن وأنها من تقرر بقاءهم في السلطة من عدمه مستقبلاً غير مدركين أن قوة الشعب اليمني وصموده أمام واشنطن وحلفها الخليجي هو من يفرض على الخارج من يبقى ومن يخرج”.
المصدر: المساء برس – ترجمة خاصة