أول ثمار “كمين الإمارات للإصلاح”
المساء برس – تقرير خاص| بعد يومين فقط من لقاء قيادة الإصلاح مع محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي ومحمد بن سلمان ولي عهد الرياض والحديث عن مصالحة إماراتية مع الإصلاح، والتي اعتبرها البعض كميناً سياسياً يهدف للإطاحة بالإصلاح وقبل ذلك استغلال مقاتليه للدفع بهم للجبهات والخطوط الأمامية، ها هو الحزب اليوم يجني أول ثمار هذا الكمين، إذ نجا رئيس الدائرة الإعلامية للحزب في محافظة ريمة “مصلح الأحمدي” من محاولة اغتيال صباح اليوم السبت، حيث زرعت عبوة ناسفة في سيارته أمام منزله بالمحافظة، غير أنها انفجرت “قبل موعد خروجه المعتاد بلحظات” حسب رواية موقع “الصحوة نت” الناطق باسم الحزب.
واللافت أن محاولة الاغتيال تمت في محافظة مأرب وهي المحافظة التي تعتبر مركز ثقل الحزب العسكري والسياسي، فمعظم قيادات وكوادر الصف الثاني والثالث للحزب متواجدة في هذه المحافظة.
مراقبون اعتبروا أن محاولة اغتيال قيادي في حزب الإصلاح أمر طبيعي لو كان في أي محافظة أخرى، لافتين أن محاولة الاغتيال في محافظة مأرب مؤشر على وجود مخطط بدأ تنفيذه يهدف لتصفية قيادات الإصلاح بالتزامن مع إهلاك مقاتليه في الجبهات واستهلاكهم في الخطوط الأمامية لقتال قوات صنعاء لتحقيق أهداف ميدانية تجنيها الإمارات.
ويرون أيضاً أن الإمارات ستعمل في الوقت الذي سينشغل فيه الحزب بالمواجهات العسكرية، على تصفية قيادات الإصلاح في محافظة مأرب كما فعلت ذلك في المحافظات الجنوبية التي سيطرت على معظمها وأصبحت هي وقواتها التي أنشأتها من مسلحين جنوبيين هي السلطة الفعلية التي لها القول الأول والأخير في إدارة تلك المحافظات.
وفي تقرير سابق لـ”المساء برس” كشفت مصادر مطلعة للموقع عن بعض التسريبات التي خرجت عن اللقاء الذي جمع رئيس الحزب محمد اليدومي وأمينه العام عبدالوهاب الآنسي بولي عهد أبوظبي وولي عهد الرياض.
وتضمنت التسريبات مناقشة ضرورة اصطفاف حزب الإصلاح خلف التحالف بقيادة السعودية والإمارات وتحريك القواعد والمقاتلين الموالين للإصلاح نحو الجبهات والقبول بإعادة صياغة ما يسمى “قوات الشرعية” عبر قبول الإصلاح وعدم معارضته لاستيعاب قيادات عسكرية في المؤتمر في مناصب عسكرية بالإضافة إلى عدم معارضته لأي وجود قد يمثله نجل الرئيس السابق علي عبدالله صالح كشرعية ليخلف والده في قيادة المؤتمر.
كما تحدثت المصادر التي رفضت كشف هويتها أن التسريبات تفيد بما طلبه محمد بن زايد من اليدومي والآنسي بضرورة القبول بفتح معسكرات جديدة في مأرب يتم فيها تدريب جنوبيين وأفراد من الحرس الجمهوري الموالين لنجل صالح وكذا تشكيل وحدات عسكرية جنوبية في الشمال ووحدات خاصة مشتركة من المنتمين للإصلاح والموالين لنجل صالح وجنوبيين على أن يكون كل ذلك بإشراف مباشر من القوات الإماراتية، بالإضافة إلى إخضاع القوات العسكرية الموالية للإصلاح في مختلف الوحدات العسكرية لإشراف مباشر من الإماراتيين”.
وأضافت المصادر أن المعلومات الأولية تفيد بأن المعسكرات المطلوب إتاحتها للتدريب وإخضاعها لإشراف الإمارات ستكون في مأرب والعند وسيئون، وأن هذه القوات ستعمل على المشاركة في العمليات العسكرية في المناطق الشمالية.
كل هذا مقابل وعود طرحها بن زايد للإصلاح بتجميد دور المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة عيدروس الزبيدي وعدم دعم التيارات الانفصالية في الجنوب، بالإضافة إلى عدم التعرض لحزب الإصلاح والقبول به كشريك أساسي ورئيسي في المرحلة المقبلة.
وبعد هذا اللقاء اعتبر مراقبون أن الإماراتيين من المستحيل قبولهم بالإصلاح وأن ما يحدث “مجرد خدعة للحزب وقيادته وكوادره وكيانه السياسي الذي سيتم تفكيك سلطته ونفوذه في ما يسمى “الشرعية” عبر سحب المناصب العسكرية العليا واستبدال المحسوبين على الإصلاح بآخرين محسوبين على نجل صالح والجنوبيين الموالين للإمارات”، واصفين في الوقت ذاته ما يخطط له محمد بن زايد “بالكمين السياسي للإصلاح”.
الإصلاح وقود الإمارات في الجبهات
ويربط مراقبون خسارة التحالف لورقة انقلاب الرئيس السابق علي عبدالله صالح على حلفائه “جماعة أنصار الله”، بحكمها كانت الورقة الأخيرة لتحقيق تقدم عسكري، بالتحرك الأخير الذي دفع بالإمارات إلى إعادة التقارب مع الإصلاح بكونه الكيان الوحيد الذي يمتلك قوة على الأرض ويمكن استغلالها لتعويض ما خسرته الإمارات بعد مقتل صالح.
وهو الأمر الذي يعتبره المراقبون أنه يثير العديد من التساؤلات خصوصاً وأن الإمارات لا يمكن أن تقبل بحزب الإصلاح، وأن ما يحدث هي خديعة ينفذها محمد بن زايد للإطاحة بالإصلاح نهائياً وتبديد قوته العسكرية في الجبهات لتحقيق نصر يحسب للإمارات من ناحية، وللتخلص أو على الأقل التخفيف من قوة الإصلاح التي يستند إليها من ناحية ثانية.
بالإضافة إلى تفكيك مراكز القوى داخل الحزب التي تستند إلى ما يتحكم به قياداته من مناصب قيادية عسكرية ومدنية في “سلطة المنفى”، بدليل بدء الإمارات بلملمة قيادات المؤتمر المتواجدين في القاهرة وبعض الذين تمكنوا من الهروب من صنعاء بعد مقتل صالح لإعادة توزيعهم في مناصب جديدة في حكومة المنفى كمحسوبين على الإمارات.
يضاف إلى ذلك ما سيحدث من عمليات اغتيال تستهدف قيادات الإصلاح في محافظة مأرب “مركز الثقل”، ولعل ما حدث اليوم ضد “الأحمدي” أول خطوة في هذا المخطط.