الصمّاد يشكل لجنة للبت في قضية الأسير الجنوبي من أيام صالح “المرقشي”
المساء برس| تقترب قضية الأسير الجنوبي، أحمد عباد المرقشي، من نهاية عقدها الأول دون حل. وتزداد القضية تعقيداً كلما طال أمدها، على الرغم من أن حكم الإعدام الذي اتُخذ قبل سبع سنوات لم يستند إلى أي أدلة. الحكم صدر خلسة دون علم المحكوم عليه، الذي لم يكن فاراً من وجه العدالة كما يقول المرقشي في حديث إلى «العربي»، مضيفاً أنه كان متواجداً خلف أقبية السجن المركزي في صنعاء، وعلى الرغم من ذلك تجاهلت المحكمة الابتدائية في أمانة صنعاء وجوده، وأصدرت حكماً ابتدائياً بالإعدام.
المرقشي أشار إلى أنه لم يُبلّغ بالحكم أو يتسلمه إلا بعد رفضه كافة المساومات وكافة الإغراءات التي قُدمت له، ومنها الإفراج عنه في حال قيامه بتحميل ناشر صحيفة «الأيام»، المرحوم هشام باشراحيل، المسؤولية الكاملة عن القضية. ولفت إلى تلقيه أكثر من عرض للخروج من السجن والحصول على حكم براءة من النيابة العامة ومن عدد من المسؤولين في صنعاء، كاشفاً لأول مرة، لـ«العربي» الذي التقاه في السجن المركزي بصنعاء، عن تلقيه عرضاً رئاسياً مشروطاً من الرئيس السابق، علي عبد الله صالح، شخصياً، بالافراج عنه عام 2010، مؤكداً أن صالح بعث القيادي في حزب «المؤتمر الشعبي العام»، ياسر اليماني، كمبعوث خاص منه إلى المرقشي، ليبلغه استعداد صالح شخصياً للافراج عنه في حال نجاحه بإلزام ناشر صحيفة «الأيام»، هشام باشراحيل، بوقف التحريض ضد السلطة، ووقف التغطية اليومية لكافة أخبار وفعاليات الحراك الجنوبي، وكذلك التوقف عن تغطية مستجدات قضية صعدة.
ويقول المرقشي: «لم أتفاجئ من حديث اليماني الذي عيّن فيما بعد وكيلاً أول لمحافظة لحج، عندما قال لي في باحة السجن إن أبو أحمد يعلم أنك بريء من كل التهم المنسوبة إليك». ويضيف: «حاول اليماني إقناعي بالتواصل مع ناشر الأيام، هشام باشراحيل، للطلب منه وقف الكتابة عن حرب صعدة والحراك الجنوبي». ويتابع: «أبديت استغراباً لطلب الرئيس صالح من حارس صحيفة سُجن ظلماً وحمّل تهمة ملفقة بالقتل… وجاوبت اليماني: أنا لا علاقة لي بسياسة الصحيفة، وأَبلغ صالح أنه رئيس دولة، وهناك عصابة اعتدوا علينا وعلى الصحيفة وقتلوا الرجال، فعليه أن يأتي بهم للعدالة وسنتحاكم معاهم بشرع الله حتى يتبيّن الغي من الحق».
ويرى المرقشي أن اعتراف صالح ببراءته، من خلال مبعوثه ياسر اليماني، دليل على أن «القضية كانت بتدبير مسبق لإخراس صوت الأيام وإسكات صوت الحراك الجنوبي»، معتبراً أن قضيته «سياسية بامتياز، ولا وجه جنائياً لها، بل ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالقضية الجنوبية ومطالب الشعب الجنوبي باستعادة دولته المستقلة وعاصمتها عدن».
المرقشي الذي استقبل «العربي» في إحدى غرف السجن المركزي في صنعاء بترحاب كبير، شكا من «غياب العدالة، وتواطؤ ومماطلة القضاة مع الطرف الآخر في القضية». ولفت إلى أن سير قضيته في محكمة الاستئناف بأمانة العاصمة صنعاء غلب عليه التأجيل والترحيل من جلسة إلى أخرى بقصد وبدون قصد. وأشار إلى أن المحكمة عقدت قرابة 14 جلسة للنظر في قضيته منذ مطلع العام 2014، إلا أنها لم تبت بالقضية ولم تنطق بالحكم، ولم تأت بالأدلة أو الشهود أو المتهمين الآخرين. وأكد أن «المحاكم تتعمد عدم تسليمه معظم محاضر الجلسات».
ورغم تعثر مسار القضية في أروقة المحاكم والنيابات في صنعاء، إلا أن المرقشي، الذي يعاني من مرض النقرس وتضخم في عضلات القلب، استقبل خلال الأسابيع الماضية عدداً من الشخصيات السياسية الجنوبية والشمالية التي زارته للاطمئان على صحته، في ظل وجود توجه رسمي لدى «المجلس السياسي الأعلى» لحل قضيته، بحسب ما يكشف لـ«العربي».
ويذكر المرقشي أن لجنة قبلية عليا برئاسة رئيس «مجلس التلاحم القبلي»، ضيف الله رسام، والشيخ حسن الشريف، وأعضاء «مجلس التلاحم القبلي»، زاروه الأسبوع الماضي، بالإضافة إلى تلقيه بلاغاً رسمياً من مكتب رئاسة الجمهورية بتشكيل لجنة قبلية برئاسة الشيخ عبد القادر الجنيدي، رئيس «مجلس التلاحم القبلي الجنوبي»، وعضوية غازي أحمد علي محسن، والشيخ عبد ربه الصوفي، لمتابعة القضية وحلها.
ويؤكد المرقشي قيام «مجلس التلاحم القبلي الجنوبي» بالتواصل مع رئيس «مجلس التلاحم القبلي» في صنعاء، والطلب منه التدخل في قضيته، متمنياً أن تفي اللجنة بوعودها، وأن لا تذهب تلك الوعود أدراج الرياح.
العربي – رشيد الحداد