اليمن| بريطانيا تتحرك لحشد أكبر قدر من حلفائها المحليين للمرحلة المقبلة
المساء برس – خاص| يبدو أن بريطانيا وبتوافق أمريكي فرنسي سعودي إماراتي تولت مهمة التهيئة للوضع السياسي لليمن للمرحلة المقبلة، فبعد مقتل صالح بدأ وزير الخارجية البريطاني بالتحرك لرسم المستقبل اليمني وتشكيله انطلاقاً من القبول ببقاء “أنصار الله” وكذا الحفاظ على إبقاء حلفاء للغرب يشاركون أنصار الله الحكم في صنعاء.
هذا ما تشير إليه تحركات بريطانيا الأخيرة والتي كان آخرها الإيعاز للسعودية والإمارات بالتصالح مع حزب الإصلاح وكسبه في صف التحالف بالإضافة إلى حشد أكبر قدر من التكتلات السياسية اليمنية إلى جانب التحالف ليكونوا طرف وأنصار الله وحلفائهم في صنعاء طرف آخر، وفي حال أي تسوية سياسية مقبلة سيكون لبريطانيا والولايات المتحدة حلفاءهما في الداخل اليمني وهذا هو الحل الأخير بالنسبة لكليهما، بمعنى أنه طالما فشل التحالف في هزيمة الحوثيين ومن معهم فالحل وقف الحرب والدفع نحو حل سياسي ينتهي بمشاركة جميع الأطراف كلاً بحسب ثقله السياسي في السلطة المقبلة.
من هذا المنطلق فإن سعي بريطانيا لحشد أكبر قدر من التكتلات السياسية سيكون مثمراً، إذ كلما زادت هذه التكتلات كلما زادت نسبة تمثيلهم مستقبلاً في السلطة، ولهذا لا نستغرب إن سعى التحالف لجمع الجنوبيين من حلفاء الإمارات مع الإصلاحيين مع من المؤتمريين الذين هربوا خارج اليمن بداية الحرب بالإضافة إلى من يريد الانضمام ممن لا زالوا في الداخل ممن كانوا مؤيدين لصالح أو واقفين في صفه.
ولا غرابة أن نسمع المتحدث باسم الحكومة البريطانية وهو يقول “حان الوقت ليجلس الحوثيون إلى طاولة المفاوضات” وأن لندن تبحث “تشكيل ائتلاف بين أنصار صالح والحكومة الشرعية”، ويدعو في الوقت ذاته للتكتل خلف حكومة هادي لمواجهة الحوثيين، من باب الترهيب لا أكثر في حين أن هذا التكتل ليس لمواجهة الحوثيين عسكرياً بل سياسياً في المفاوضات والتسوية المقبلة.
ولا غرابة أيضاً أن نسمعه يقول إن “الحكومة البريطانية تعترف بالحاجة الماسة للشعب اليمني وتقر بمعاناته”، وأن يؤكد على شاشات التلفزيون أن “استخدام سياسة التجويع في اليمن غير مقبول”، وهو هنا يقصد دول التحالف بقيادة السعودية والإمارات، وليس اتهامه للرياض وأبوظبي باستخدامهما سياسة التجويع ضد الشعب اليمني وكذا تزايد الحديث عن ضرورة فتح الموانئ والمطارات بما فيها مطار صنعاء، ليس كل ذلك معبراً عن خلاف بريطاني مع السعودية والإمارات، إنما هو لاستعطاف جماعة “أنصار الله” وللإيحاء لهم بأن بريطانيا باتت تدرك مدى ما يرتكبه التحالف في اليمن، وللإيحاء أيضاً أنهم بدأوا بالوقوف إلى جانب أنصار الله وبالتالي على الأخير القبول بما سيطرح خلال الأيام القليلة القادمة إن لم يستجد جديد.
خلاصة القول أن الغرب يسعى لرسم مشهد سياسي يمني جديد يبدأ بمفاوضات بين “حكومة ومعارضة” تنتهي بقيادة جديدة لليمن يشارك فيها حلفاء بريطانيا والولايات المتحدة لكونهم الضامن لاستمرار مصالحهم في اليمن، وأبسط هذه المصالح التحكم بباب المندب على أقل تقدير إن لم يكن السقف هو التحكم بالقرار السياسي وإخضاع السيادة اليمنية ولو بشكل غير مباشر للخارج مجدداً.