أنصار الله يقطعون الطريق على تحركات التحالف السياسية
المساء برس – خاص| بعد مقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح حاول التحالف استغلال الأوضاع الأمنية في صنعاء وحالة التوتر لدى طرفي الحكم “أنصار الله والمؤتمر” من جهة، والتحركات المتسارعة للأجهزة الأمنية التي احتوت الموقف سريعاً بعد انتهاء الأحداث، وحاول التحالف خلق حالة تمرّد على أمل أن يقوم بها قيادات وكوادر ومنتسبي حزب المؤتمر تحت مبرر الثأر لصالح.
وعملت وسائل الإعلام طيلة الفترة الماضية على تكريس الحديث في القنوات والصحف والمواقع الإليكترونية عن حملات اعتقالات وانتهاكات بحق المئات من عناصر وقيادات في المؤتمر، وكانت معظم هذه الأخبار تفتقد للمصداقية بالنظر إلى ما تبين لاحقاً من حقائق أثبتتها تصريحات من مصادر مسؤولة ومعنية نفت ما كانت تنشره وسائل إعلام التحالف.
ولم ترد أنباء مؤكدة تثبت محاولات التحالف عن طريق الاتصال المباشر بشخصيات قيادية في حزب المؤتمر متواجدة في الداخل لإثارة الفوضى في صنعاء من جديد، ولكن ما هو شائع وفقاً لبعض التسريبات هنا وهناك أن التحالف قد حاول فعلاً إجراء اتصالاته بقيادات في المؤتمر إما لاستقطابهم إلى جانب منهم في صف التحالف والذين لا يستطيعون العودة إلى بلادهم حتى اليوم، أو للدفع بهم نحو قيادة رأي عام ضد أنصار الله انطلاقاً من مقتل صالح.
وفي ظل هذا التحرك الحثيث للتحالف سعت قيادة جماعة أنصار الله إلى قطع طريق التحالف ومساعيه لخلق حالة عدائية من قبل كوادر المؤتمر ضد أنصار الله، وقد تمثلت تحركات أنصار الله في هذا الصدد بالبت في موضوع مجلس النواب والمعتقلين ممن كانوا مع صالح في انقلابه، بالإضافة إلى موضوع الزملاء في قناة اليمن اليوم الذين تم احتجازهم فور اقتحام مبنى قناة اليمن اليوم الأسبوع الماضي وإجراءات أخرى كان آخرها لقاء رئيس المجلس السياسي صالح الصماد بمشائخ وقيادات في حزب المؤتمر اليوم.
وتلقى التحالف أول ضربة في هذا السياق بلقاء صالح الصماد برئيس مجلس النواب يحيى الراعي المعروف بانتمائه وولائه لصالح ونائبه عبدالسلام هشول الذي يراه مراقبون أنه أقرب لأنصار الله منه إلى المؤتمر، وقد كان اللقاء لافتاً لاهتمام وسائل الإعلام المحلية والخارجية لكونه جمع بين قياديين بارزين في سلطة صنعاء كل منهما يمثل طرفاً من طرفي التحالف (أنصار الله والمؤتمر).
بلقاء الرئاسة بقيادة البرلمان نوقشت مواضيع عدة لعل أبرزها المعتقلين الصحفيين من الزملاء العاملين في قناة اليمن اليوم، وبهذا الخصوص وعد الصماد بالإفراج عنهم قريباً، وهو ما تم اليوم بالفعل حيث تم الإفراج عنهم بالكامل وقد تداولت مواقع التواصل الاجتماعي صورة جمعت قيادات في أنصار الله ووزارة الإعلام بالزملاء المحتجزين بعد الإفراج عنهم.
الموضوع الآخر الذي تم مناقشته كان وضع المعتقلين من العناصر المسلحة التي قاتلت مع صالح من جهة والمعتقلين من بعض القيادات التابعة للمؤتمر المتورطة في انقلاب صالح وتنفيذه والتخطيط له والإشراف وكذا قيادات أخرى تم اعتقالها بناءً على ما يطلق عليه أمنياً “الاشتباه” وقد انتهى اللقاء بإيضاح الصماد للراعي وهشول وكشفه عن قرار سيتم إصداره قريباً بالعفو العام عن كل المعتقلين على ذمة انقلاب صالح باستثناء المتهمين بارتكاب جرائم جنائية كالقتل والتخطيط والتنفيذ.
واليوم يفاجئ الصماد المجتمع المحلي والدولي أيضاً بتوجيهات قضت بتسليم مقر معهد الميثاق التابع لحزب المؤتمر الذي تسلمه القيادي في المؤتمر ووزير الإدارة المحلية في حكومة الإنقاذ علي القيسي ومحافظ ذمار حمود عباد.
بالإضافة إلى لقاء الصماد اليوم بمشائخ ووجهاء محافظة صنعاء وقيادات في المؤتمر والذي مثل حدثاً هاماً بالنسبة لوسائل الإعلام الأجنبية والعربية والمهتمين عربياً بالشأن اليمني الذين رأوا في هذا اللقاء ضربة ثانية للتحالف وطياً لصفحة محاولاته تفجير الوضع من الداخل باستخدام المؤتمر.
وهذا يتجلى من خلال الاطلاع على حديث صالح الصماد أمام المشائخ والقيادات المؤتمرية والتي أكد فيها أن الأجهزة الرسمية لم تمارس أي أعمال اعتقالات، مطمئناً المشائخ بالقول “نحن نقول لا يوجد أي مشاكل ولا يوجد أي اقتحامات حصلت مشكلة وأخمدت والمؤتمر الشعبي فوق رؤوسنا إخوتنا لم نكن في مواجهة معهم لا يوجد أي مواجهة معهم ما يحصل هو اقتحام حوالي خمسة عشر بيتاً أو عشرين بيتاً والتي فيها مطلوبين أمنياً أو سلاح وقد انتهت تماماً لا يوجد هذا التهويل الذي يحاول العدو أن يضعه”.
كما أكد الصماد أن المشائخ والقيادات والوجاهات المعروفة هم المعنيون بالقيام بمساعدة الأجهزة الأمنية لقيامها بمهام استتباب الأمن والاستقرار كلاً في محيطه، وأضاف الصماد في توجيه صريح للأجهزة الأمنية “نقول للمسؤولين الأمنيين والعسكريين والمشرفين في المحافظات نحن دخلنا في مرحلة أمن واستقرار وسنمنح الكثير الأمان ويجب أن يعودوا إلى مناطقهم آمنين ومعززين ومكرمين اذا اظهروا توبتهم ونيتهم للاستقامة والوقوف في صف الدولة”.
وتابع “نحن نعرف انهم منقوصين وانه حصل قتل لخيرة شبابنا من الأمن والجيش وهكذا يجب أن نترفع وان نتساما عن تصفية الحسابات وعن الانتقام نحن الزمنا الأجهزة الأمنية والعسكرية بإعداد قوائم محدودة للقيادات المطلوبة وقوائم بالمغرر بهم من الأفراد الذين ساء بهم الحال وارتموا في احضان هذه الفتنة هذه القيادات المطلوبة وهؤلاء المغرر بهم سيتم الدفع بها إلى قيادات المحافظات والجهات الأمنية للالتزام واتخاذ الإجراءات ليعودوا الى مناطقهم وقراهم آمنين ومستقرين لهم ما للناس وعليهم ما عليهم لا نسمح بتصفية الحسابات”.
وأكد الصماد أيضاً أن المرحلة المقبلة يجب أن يكون للمشائخ والشخصيات الاجتماعية وقيادات السلطة المحلية دور كبير في بذل جهود إعادة الاعتبار للهدف الرئيسي وهو مواجهة العدو، حسب وصفه، مشيراً إلى ما يتعلق بالعفو العام بالقول “ما رأيتموه يأخذ مساحة كبيرة في موضوع العفو وفي الالتزام على هؤلاء الذين شاركوا في هذه الفتنة لكي نقطع الطريق على الأعداء لأنهم حاولوا أن يحولوا صنعاء إلى كابوس ويلفقون صورة من سوريا وغيرها وينزلوها على أنها في صنعاء”.
ويرى مراقبون أن قيادة أنصار الله وحكومة الإنقاذ بصنعاء وقيادة المجلس السياسي استطاعت تجاوز الأزمة الأخيرة بشكل كامل معززة موقفها وتماسكها داخلياً وتمكنت من قطع الطريق على محاولات التحالف لإعادة إثارة صراع جديد.