بالنسبة لورقة الإصلاح “انتهت اللعبة” هذا ما كشفته عمليات الساحل الغربي
المساء برس – خاص| يمكن القول إن الإصلاح يعيش حالياً آخر أيامه، إذ تكشف عمليات الساحل الغربي الأخيرة التي يقودها التحالف ومحاولته التقدم باتجاه السواحل الغربية اليمنية أن القوات التابعة للرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي وحزب الإصلاح وكل القيادات الموالية للجنرال علي محسن ليست مشاركة في هذه العمليات.
وهذا يعني أن الإمارات هي من قررت منفردة خوض المعركة والتصعيد عسكرياً والتقدم باتجاه الساحل الغربي بعد مقتل حليفها علي عبدالله صالح، وقد يبدو هذا الوضع طبيعياً بالنظر إلى أن المسلحين الموالين للإمارات من أبناء الصبيحة والضالع وبقيادة مباشرة من القوات الإماراتية هم من كانوا يقاتلون في الجبهات الجنوبية على التماس وأبرز تلك الجبهات الهاملي وموزع والمخا ومحيط معسكر خالد وجبهات أخرى جنوبية.
لكن ما ليس طبيعياً أن يتزامن هذا الزحف نحو الشريط الساحلي الغربي مع تحركات إماراتية لسحب القيادات المؤتمرية التي كانت موالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح وواقفة إلى جواره في صنعاء، إذ تفيد المعلومات المؤكدة ومن مصادر مطلعة أن عمليات الاستقطاب لقيادات مؤتمرية متواجدة في صنعاء تجري حالياً حيث تصل على دفعات إلى محافظة عدن “مقر إقامة القوات الإماراتية”، بالإضافة إلى قيادات أخرى تصل مباشرة إلى أبوظبي.
ورغم أن الإعلام الموالي للإمارات يحاول صبغ هذه التحركات المؤتمرية على أنها هروب مما يصفها “بحملة الاعتقالات التي تقودها سلطات صنعاء ضد عناصر حزب المؤتمر وقياداته” على خلفية وقوفهم ومشاركتهم لصالح في انقلابه ضد حلفائه، إلا أن ذلك ليس صحيحاً على الإطلاق وما يحدث هو محاولة إماراتية منفردة لرسم خارطة تحالفات جديدة ومشهد سياسي جديد يكون فيه المؤتمر الموالي للإمارات هو الشرعية المقبلة بدلاً لشرعية هادي التي ترتكز في معظمها على عناصر الإصلاح عسكرياً وسياسياً.
ويرى مراقبون أن المخطط الإماراتي إن نجح بالفعل في تغيير شكل وواجهة ما يسمى “بالحكومة الشرعية” فإن هذا يعني وبما لا يدع مجالاً للشك أن ورقة حزب الإصلاح، على الأقل السياسية، انتهت تماماً ولن يكون الإصلاح موجوداً في المشهد السياسي مستقبلاً، أو قد يكون موجوداً في السلطة المشتتة حالياً بين الرياض ومأرب ولكن سيكون مجرد واجهة فقط وستكون الكلمة الأولى والأخيرة لعناصر المؤتمر الذين يجري استقطابهم شيئاً فشيئاً إلى عدن.
وخلال الأيام والأسابيع القليلة المقبلة سنشهد ظهور قيادات مؤتمرية ممن كانوا في صنعاء قبل مقتل صالح، سنشهد ظهورهم في عدن في أكثر من محفل وستعمل الإمارات على تقليدهم مناصب في حكومة هادي وسيتم ترتيب أوضاعهم للبقاء في مأرب بشكل دائم وسيتم سحب صلاحيات المسؤولين الموالين لحزب الإصلاح من المدنيين أو المحسوبين على الجنرال علي محسن الأحمر من العسكريين تدريجياً ليكون البديل هو المؤتمر الموالي للإمارات وبهذا تسحب أبوظبي شرعية هادي ومن معه إليها، تماماً كما هو حاصل اليوم في المحافظات الجنوبية “المناصب لهادي والإصلاح بالاسم فقط والسلطة الفعلية للمجلس الانتقالي”.
وبحسب مراقبين للوضع المستجد في اليمن فإن ما نشهده اليوم في جبهة الساحل الغربي هي الخطوات الإماراتية الأولى للقضاء نهائياً على حزب الإصلاح وإنهاء دوره سواءً عسكرياً أو سياسياً، ومن المؤكد أيضاً أن تستغل الإمارات لتنفيذ هذا المخطط شمّاعة نجل الرئيس صالح المقيم في أبوظبي “أحمد علي عبدالله صالح” على اعتبار أنه من سيقود وسيكمل ما بدأه أباه في صنعاء من ناحية ومن ناحية ثانية أنه الخليفة السياسي لوالده رئيس المؤتمر، بمعنى أن الإمارات ستعيد إنتاج المؤتمر من جديد عبر أحمد علي والمؤتمريين الذين تستقطبهم إلى عدن وتسلمه السلطة الفعلية وهذا يقودنا إلى أن الإمارات لم تنسَ ثورة 11 فبراير التي خرجت ضد نظام صالح الفاسد وجلبت الإخوان بدلاً عنه.