ميناء الحديدة منفذ بحري وحيد بعد تهديدات الإمارات بإغلاق ميناء عدن

المساء برس – تقرير خاص| بعد أن سعى التحالف إلى تحويل ميناء الزيت بعدن إلى ميناء عسكري مغلق ومنع أي سفن أو قوارب صيد من الوصول إليه، ها هو يبدأ بتنفيذ إجراءات تعسفية حسب وصف مسؤولين يمنيين اتخذتها القوات الإماراتية جنوب اليمن بحق ميناء عدن فيما يتعلق بإجراءات إخراج الحاويات التجارية الواصلة إلى الميناء وإخضاعها لتفتيش القوات الإماراتية أياً كانت تلك السلع التجارية حتى وإن تعرضت للإتلاف.

وقال مسؤول بارز في جمرك المنطقة الحرة بميناء عدن أن القوات الإماراتية أصدرت توجيهات بمنع خروج أي حاويات من الميناء إلا بعد أن يفتشها التحالف، وأضاف المسؤول في تصريح لصحيفة “عدن الغد”: “حضر صباح اليوم قائد إماراتي يعمل ضمن قوات التحالف إلى جمرك وميناء عدن وأصدر توجيهات لأمن المنطقة الحرة الخاضع للتحالف وتقضي التوجيهات بمنع خروج أي حاويات من الميناء إلى بعد تفتيشها من قبل التحالف”.

المسؤول في جمرك المنطقة الحرة أكد للصحيفة أن إجراءات القوات الإماراتية ستؤدي إلى “تأخير وعرقلة سير العمل في الميناء وتنفر رؤوس الأموال والتجار من الميناء ولا تخدم أحداً غير تشويه سمعة الميناء والتعجيل بإغلاقه”.

وقال المسؤول في الجمرك إن التحالف “من قبل وحتى اليوم يفرض عمليات التفتيش على جميع البواخر الواصلة للميناء وتأخيرها والمماطلة في إصدار تراخيص الدخول والخروج”، لافتاً “لكن أن يصل الأمر بالتحالف إلى فرض التفتيش الإجباري لجميع الحاويات التي في الجمارك بما فيها حاويات المثلجات مثل الأجبان والألبان والعصائر والدجاج واللحوم فهذه إجراءات تعسفية وتدمر ميناء عدن ولا تخدمه بالمطلق ونرفضها”.

وأكدت الصحيفة أن القائد الإماراتي أعطى توجيهاته للأمن الخاضع للتحالف “الحزام الأمني” المتواجد في الجمرك ووجهه بإيقاف العمل تماماً وكذلك “عدم إخراج أي حاوية من أي نوع كانت إلا عبرهم وإلغاء دور كل الدوائر العاملة في الميناء والجمارك وأخذ التوجيهات فقط من التحالف”، الأمر الذي أدى إلى توقف العمل كلياً في الميناء منذ صباح اليوم وفقاً للصحيفة.

تصرفات عبثية للإمارات في ميناء عدن

المصدر المسؤول أبدى استغرافه مما وصفها بـ”التجاوزات والتصرفات العبثية التي تقوم بها الإمارات في ميناء عدن والتي لاتخدم أحد”، مشيراً أن “جميع الحاويات الواصلة إلى ميناء عدن تعبر عبر الموانئ الخليجية وجهاز الفحص بالأشعة السينية الموجود بالجمارك وولم يعترض أحد على هذه الإجراءات الأمنية ولكن دون عرقلة وتوقيف العمل كون هذا لايخدم أحد ويهدف بشكل رئيسي وأساسي إلى تدمير الميناء وتعطيل العمل فيه”.

ورآى متابعون في عدن إجراءات الإمارات الجديدة بشأن ميناء عدن تعد “عدم إعتراف رسمي بأي دوائر حكومية عاملة في الجمارك بشكل خاص والميناء بشكل عام من قبل القوات الإماراتية ويلغي دورها ونشاطها وأن التحالف أصبح هو المتحكم الأول والاخير في الميناء”.

موجة غضب شعبي ووظيفي وتجاري

في السياق أوردت الصحيفة بعض ردود الأفعال من قبل الوسط الوظيفي والعاملين في الميناء من جهة وردود أفعال القطاع التجاري المتمثل بالمستوردين من جهة ثانية، وقالت الصحيفة إن إجراءات الإمارات الجديدة في الميناء قوبلت “بموجة غضب واستنكار ورفض كبير في أوساط كافة الدوائر الحكومية والخاصة العاملة في جمرك وميناء عدن”.

من جهتها تقدمت نقابة المخلصين والمندوبين والمستوردين بشكوى رسمية إلى مدير جمرك المنطقة الحرة بخصوص عرقلة عمل جمرك المنطقة الحرة وتاخير المعاملات الجمركية حيث قالوا في شكواهم إن هذه الإجراءات “تسبب لهم بخسائر كبيرة وكثيرة وتتسبب باعباء على المواطنين”.

وطالبت النقابة قيادة الجمرك بالتدخل لتسهيل العمل محذرة من أن يتطور الوضع إلى إجبارها على التوقف عن العمل وإيقاف الاستيراد الأمر الذي يعني التسبب بكارثة معيشية لن تكون لن تكون أسوأ من تلك التي يعانيها المواطنون في المحافظات الشمالية جراء استمرار التحالف فرض حصاره على ميناء الحديدة ومنعه دخول الشحنات التجارية.

أما كبريات الشركات والمؤسسات التجارية التي تقوم بعمليات الاستيراد للسلع الأساسية التي لا تحتمل التأخير وبقائها في الميناء فترات طويلة كسلع الدجاج والألبان واللحوم والأجبان فقد أبدت امتعاضها وأسفها مما وصفتها بـ”الإجراءات التعسفية الجديدة التي نواجهها والتي تم إلزامنا بها كإدخال جميع الحاويات للجهاز ومن ثم منع وإيقاف معاينة الحاويات إلى حين وصول اللجنة المشكلة من قبل التحالف”.

وحملت الشركات والمؤسسات في شكوى تقدمت بها للسلطات الجهات الأمنية العاملة في الميناء ومن يقف خلفها، كامل المسؤولية عن أي “أضرار أو تلف لبضائعها بسبب استمرار بقائها في الجمرك وعدم السماح بخروجها”.

ميناء الحديدة المنفذ البحري الوحيد أمام اليمنيين

إلى ذلك قالت مصادر اقتصادية في صنعاء في تصريح خاص لـ”المساء برس” إن إجراءات الإمارات بشأن ميناء عدن وما سبقها من تحويل لميناء الزيت بعدن إلى ميناء عسكري لعمليات الإمارات ضمن التحالف، يجعل من ميناء الحديدة هو المنفذ البحري الوحيد المتبقي للشعب اليمني ما يعني ارتفاع نسبة استقباله للواردات التجارية من 75% إلى 90% من الاحتياجات الأساسية بالإضافة إلى 5% من هذه الاحتياجات التي تدخل عن طريق المساعدات الإغاثية من قبل المنظمات الإنسانية الدولية.

وأشار المصدر في تصريحه إلى أن ميناء الحديدة الذي لا يزال محاصراً من قبل التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات ضد اليمن، حيث يمنع التحالف السماح للناقلات المحملة بالواردات التجارية بالدخول إلى الميناء الأمر الذي أدى إلى ارتفاع مهول في أسعار السلع خاصة المشتقات النفطية التي ارتفعت أسعارها بنسبة 100% بسبب نقص الكميات المستودرة بعد قرار التحالف بإغلاق كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية اليمنية في 6 نوفمبر الماضي بعد يومين من استهداف الجيش اليمني بصاروخ باليستي مطار الملك خالد الدولي في العاصمة السعودية الرياض.

ميناء الزيت خرج عن الخدمة وتحول لميناء عسكري

وفي يونيو الماضي سعى التحالف بقيادة الإمارات في عدن إلى تحويل ميناء الزيت بمحافظة عدن إلى ميناء عسكري، إذ كشفت وثيقة رسمية صادرة من مصلحة خفر السواحل (إدارة أمن ميناء الزيت) بعدن عن تحويل التحالف السعودي الإماراتي لميناء الزيت إلى منطقة عسكرية يُمنع الاقتراب منها.

وحذرت الوثيقة التي نشرتها وسائل إعلامية جنوبية حينها من اقتراب القوارب من حرم ميناء الزيت بمديرية البريقة، غرب المدينة، بناءً على “توجيهات قيادة التحالف السعودي وتوجيهات قيادة مصلحة خفر السواحر” بعدن.

وأرجعت الوثيقة السبب في ذلك أن الميناء سيستخدم من قبل قوات التحالف كميناء لإنزال وطلوع قوات التحالف والناقلات التابعة لها، مهددة في الوقت ذاته باستهداف “بشكل مباشر” أي جسم يقترب من الميناء.

وكانت صحيفة يمنات الصادرة في صنعاء قد نقلت عن مصادر مطلعة أن التحذيرات بشأن ميناء الزيت جاءت برغبة من القوات الإماراتية “التي تسعى لتعطيل الميناء و تحويله إلى ميناء عسكري خاص بالقوات الاماراتية”.

وكانت المصادر ذاتها قد اعتبرت أن تعطيل ميناء الزيت سيكون مقدمة لتعطيل ميناء عدن، تحت مبرر الخوف من الاستهداف الارهابي، ما يضمن عدم تطوير الميناء و اخراجه عن الخدمة، ضمن خطة مستقبلية لمنع أي منافسة من قبل ميناء عدن لميناء دبي الاماراتي، وهو ما يحدث اليوم بالفعل بإجراءات القوات الإماراتية الأخيرة بشأن الشحنات التجارية في ميناء عدن.

قد يعجبك ايضا