إسرائيل تهدد أوروبا بداعش والإيرانيون يردون لولانا لوصل داعش لأوروبا
المساء برس – خاص| أدى تهور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن القدس واعترافه بها كعاصمة للكيان الصهيوني إلى تصاعد الأزمة دولياً حتى وصل بالكيان الإسرائيلي إلى تهديد دول أوروبا بشكل غير مباشر عبر استخدام داعش لتنفيذ عمليات إرهابية في دول أوروبا الرافضة لقرار ترامب.
بتحليل بسيط للتصريحات الرسمية وما نشرته وسائل الإعلام الأوروبية والإسرائيلية ودول كبرى في الشرق الأوسط كإيران خلال اليومين الماضيين، يمكن الخروج بخلاصة أن إسرائيل فيما يبدو اتجهت لتهديد أوروبا باستخدام داعش في حال استمرت في رفضها لقرار ترامب بشأن القدس.
ونشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية خبراً وضعت عنوانه في الصفحة الأولى وبالخط العريض بمانشيت “نتنياهو يهاجم أوروبا ويقول إنه لن يقبل سياسية النفاق الأوروبية” وهذا دليل على أن هناك تهديدات إسرائيلية بالفعل ضد أوروبا ومن المحتمل أيضاً أن تكون هذه التهديدات متعلقة بتنظيم داعش الذي لا تزال إسرائيل تتحكم في مجموعاته المتفرقة في الشعاب والوديان بعد تمكن كل من العراق وإيران وسوريا وحزب الله من الله القضاء على تواوجد التنظيم في كل العراق بشكل كلي وسوريا بشكل شبه كلي.
ويرى مراقبون أن ما حدث مؤخراً في مدينة سيناء المصرية من تفجير إرهابي وعملية إبادة جماعة للمصلين في مسجد الروضة قبل أسبوعين، يراها المراقبون أنها كانت رسالة إسرائيلية للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي من جهة ودول أوروبا من جهة ثانية، مفادها أن إسرائيل لا تزال قادرة على التحكم بعناصر داعش ونقلهم إلى أي مكان تريد ومثلما تمكنت من نقل بعضهم إلى سيناء يمكنها أيضاً أن تنقلهم إلى أي مكان في أوروبا.
بالتزامن مع تصريحات رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وتهديداته الضمنية لدول أوروبا، ندد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني بما وصفها بمواقف بعض الدول تجاه سياسة إيران الإقليمية.
وقال شمخاني في تصريح صحفي نقلته صحيفة كيهان العربي الإيرانية إنه “لولا السياسة الإيرانية وتقديمها المئات من الشهداء لكان تنظيم داعش يحكم العراق وسوريا ووصل الى الحدود الأوروبية”.
وفسّر محللون عرب في تعليقاتهم على تصريحات “شمخاني” التي جاءت بالتزامن مع تصعيد لهجة إسرائيل ضد مواقف أوروبا بشأن إعلان ترامب غير المقبول، على أنها تنبئ فعلاً أن إسرائيل اتجهت فعلاً لتهديد أوروبا بشكل غير مباشر باستخدام داعش لتنفيذ أعمال إرهابية في دول أوروبا، ولهذا سعت إيران وعبر المسؤول البارز في مجلس الأمن القومي الإيراني طمأنة أوروبا أو على الأقل إشعارها أن لإيران الدور الكبير والبارز في تقليل خطر وصول داعش إلى أوروبا الذي “تزعم إسرائيل قدرتها على استخدامه كتهديد ضد أوروبا ومواقفها”.
وفيما يبدو فإن دول أوروبا تدرك ما تعنيه تصريحات نتنياهو وما تعنيه أيضاً تصريحات المسؤولين الإيرانيين ولهذا عادت الخارجية البريطانية لتؤكد مجدداً على التزامها باتفاق إيران النووي ولتأكيد طهران على اهتمامها باستمرار الاتفاق نشرت اطلاعات الإيرانية عنواناً في صفحتها الأولى أن “وزير الخارجية البريطاني قال إن لندن ملتزمة بالاتفاق النووي” وهذا التصريح بقدر ما هو متعلق بالملف النووي الإيراني إلا أن له دلالة في هذا التوقيت تحديداً وهو أن بريطانيا تدرك دور إيران في محاربة داعش وكيف أن ذلك يصب في خدمة أوروبا التي اكتوت بنار إرهابها في أكثر من بلد.