الصيادي لـ”المساء برس” استهداف التحالف للقصر الجمهوري جريمة سيدفع ثمنها
المساء برس – خاص| أكد رئيس حكومة الشباب في صنعاء محمد الجرادي، إن وزارة السياحة بحكومة الشباب ورئاسة الحكومة، لن تقف مكتوفة الأيدي أمام استهداف طيران التحالف مبنى القصر الجمهوري بالعاصمة صنعاء الإثنين الماضي وأدى إلى تدميره بالكامل.
وقال الجرادي في تصريح خاص لـ”المساء برس” إن مبنى القصر الجمهوري في شارع سيف بن ذي يزن “شارع القصر” هو أحد المباني الأثرية والتاريخية “هو استمرار لتدمير المواقع الأثرية والتاريخية اليمنية الذي عمدت إلى تدميره دول التحالف بقيادة السعودية منذ يومها الاول من العدوان على اليمن في مارس 2015”.
واعتبر الجرادي استهداف التحالف للقصر الجمهوري “واحدة من مئات الجرائم المرتكبة ضد المواقع التاريخية والاثرية والسياحية، وستعمل على الكشف عن القبح الذي يمارس ضد الإرث التاريخي والحضاري والثقافي للشعب اليمني”.
في السياق ذاته دعا وزير السياحة بحكومة الشباب معين الصيادي منظمتي اليونسكو، والسياحة العالمية، والمنظمات الدولية الى الضغط على دول التحالف التي تقودها السعودية بإيقاف مثل تلك الاستهدافات المخالفة للقوانين الدولية. مطالبا اياها اتخاذ موقف واضح وصريح من مثل هكذا جرائم حتى لا تفقد مصداقيتها لدى شعوب العالم والمنطقة.
وحذر الصيادي خلال حديثه لـ”المساء برس”، السعودية من استمرارها في استهداف المواقع التاريخية والأثرية. مؤكدا على ان “هذه الجرائم في حق تاريخ وحضارات الشعوب لا تسقط بالتقادم”.
كما دعا وزير السياحة كافة وسائل الإعلام المحلية والعاملين في المجال الإعلامي والناشطين عدم إغفالهم “الإجرام السعودي بحق حضارتنا وتاريخنا وتراثنا اليمني، الذي تسعى السعودية الى استهدافه في كل مراحل تدخلها العسكري في اليمن”، لافتاً أنها – أي السعودية – “تستغل الازمات والصراعات الداخلية في تنفيذ مخططها التدميري، ومثال على ذلك قيامها بتدمير القصر الجمهوري بشكل كامل تحت غطاء التدخل في المواجهات الأخيرة التي شهدتها العاصمة اليمنية صنعاء، مستغلة انشغال ابناء الشعب في الصراع السياسي، وعدم تسليط الضوء على تلك الجرائم بحق التاريخ والحضارة والسياحة اليمنية التي اصابها العدوان بمقتل” حسب وصفه.
ودعا الإعلاميين في الوسائل الإعلامية الحزبية من المؤيدين للتحالف إلى “تغليب المصلحة الوطنية على المصالح الحزبية والشخصية، وترك خلافاتنا جانبا أمام ما يتعرض له إرثنا الحضاري والتاريخي والإنساني، وتسليط الضوء على استهدافه المتعمد من قبل التحالف”.
ووفقاً لمسؤولين في الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية فإن القصر الجمهوري يزيد عمره عن مائة عام وهو أحد القصور الأثرية المبنية بطراز معماري صنعاني في غاية الجمال والإبداع إذ تمت مراعاة الخصائص المعمارية التقليدية فيه.
وفي تصريح لصحيفة الثورة الرسمية تحدث عبدالكريم البركاني مدير عام حماية المواقع والممتلكات الأثرية والذي قال ان “تدمير هذا القصر بهذه الصورة الهمجية بغارات متتالية حاقدة بلغ عددها سبع غارات تعبر عن مدى الإصرار على استهداف كل ما يمثل قيمة لهذا الشعب فهذا القصر التاريخي يمثل رمزا من رموز الحضارة اليمنية العريقة”.
وقال إن القصر الجمهوري يعود تاريخه الى عهد الإمام يحيى حميد الدين بمعماره الذي بني بنفس النسيج المعماري لمدينة صنعاء القديمة، وأضاف البركاني “يتمتع بفن زخرفي بديع جعل منه واجهة حضارية يمنية عريقة جدا وواحدا من انماط العمارة اليمنية التاريخية احتوى على جميع عناصر ومقومات الفن المعماري اليمني الأصيل من حيث التقسيمات الداخلية وشكل البناء والزخرفة الخارجية ورغم الحداثة التي أدخلت عليه إلا انه كان يحمل الجانب التاريخي بشكل اكبر بكثير ولم يؤثر عليه أو يشوه تلك الاستحداثات في معماره وهذا ما جعلنا نشعر بأسى كبير لفقدان هذا المعلم التاريخي الهام وتدميره بشكل كامل”.