صحيفة لبنانية تكشف عن دور إسرائيلي في أحداث صنعاء ومقتل صالح
المساء برس – متابعة خاصة| كشف تقرير صحفي تفاصيل مخطط إسقاط العاصمة صنعاء عبر تنفيذ الرئيس الراحل علي عبدالله صالح على حلفائه جماعة أنصار لله وفقاً لمخطط وضعته الإمارات وإسرائيل واجتماعات عقدت مع الطرفين جرت في جزيرة سقطرى جنوب اليمن.
وقالت صحيفة البناء اللبنانية في تقرير للمحلل السياسي محمد الحسيني إن مخطط إسقاط صنعاء بدأ منذ حوالي 8 أشهر، وقاده ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد ووزير الحرب الإسرائيلي السابق شاؤول موفاز ومحمد دحلان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح سابقاً ونجل الرئيس الراحل (أحمد علي عبدالله صالح).
وكشف التقرير أن الخطوط العريضة لخطة الانقلاب وضعها محمد بن زايد، مشيراً أن 9 لقاءات عقدت في جزيرة سقطرى بعد أن سيطر عليها الإماراتيون وفق صفقة بينهم وبين عبدربه منصور هادي، لافتاً أن هذه “اللقاءات الرئيسية شارك فيها ضباط إماراتيون من المنتشرين في جنوب اليمن وضباط إسرائيليون كان يبعثهم شاؤول موفاز وزير الحرب الإسرائيلي السابق”.
وورد في التقرير أيضاً “تقرر بموجب الخطة إعادة تدريب ألف ومئتي عنصر من المقرّبين للرئيس اليمني المقتول، وذلك في معسكرات للقوات الإماراتية في مدينة عدن ليكونوا نواة القوة التي سيتمّ تدريبها في صنعاء ومحيطها والتي ستكلّف بتنفيذ خطوات الانقلاب بمعزل عن قيادة حزب الرئيس المقتول، وقد شارك في التدريب ضباط «إسرائيليون» سابقون”.
وكشف التقرير عن الاعتمادات المالية التي رصدت لتنفيذ المخطط وتدريب المقاتلين الذين بلغ عددهم 6 آلاف عنصر، في صنعاء ومحيطها “تحت ستار التدريب من أجل رفد الجبهات”.. وأضاف التقرير “وقد قامت غرفة عمليات محمد بن زايد بنقل ما مجموعه 289 مليون دولار من عدن الى صنعاء، عبر وسطاء من أقارب علي عبد الله صالح، في الفترة الممتدة بين شهر فبراير ويونيو 2017 بالإضافة الى 190 مليون دولار تمّ تسليمها لصالح في الفترة بين بداية شهر أغسطس ونهاية شهر اكتوبر 2017”.
وأكد تقرير الصحيفة اللبنانية ما كشفه “المساء برس” في تقرير تم نشره عقب فعالية المؤتمر في 24 أغسطس الماضي عن تفاصيل المخطط الذي كان ينوي صالح تنفيذه مستغلاً الفعالية والذي على إثره تصاعدت التوترات بين المؤتمر وأنصار الله، إذ يقول التقرير “كان من المقرر تنفيذ الانقلاب في 24 أغسطس الماضي إلا أن الضباط الإماراتيين و(الإسرائيليين) أجلوا العملية الى وقت لاحق، لسببين، الأول: عدم جهوزية قوات صالح، والثاني اكتشاف انصار الله خطة الانقلاب وإحكام السيطرة على منافذ العاصمة كافة والسيطرة على محيطها بشكل محكم”.
وكشف التقرير عن آلية نقل الأسلحة من عدن إلى صنعاء وتسليح العناصر والوسطاء المنفذين إذ قال “كما قامت مجموعة من ضباط العمليات التابعين للأطراف المشار إليها أعلاه بإعداد خطة تسليح لما مجموعه ثمانية آلاف مقاتل في صنعاء ومحيطها. وقد أوكلت المهمة إلى مهرّبين محليين الى جانب ستة عشر خبير تزويد وإمداد من داعش كانوا قد نقلوا من العراق الى منطقة الشيخ عثمان في عدن. وذلك في وقت سابق من هذا العام، بالإضافة الى أربعة ضباط «إسرائيليين» سابقين دخلوا الى المحيط بمساعدة الإماراتيين”.
وأشار التقرير إلى أنه تم تخزين الأسلحة في ٤٩ نقطة سرية مختلفة في صنعاء، وذلك حسب خطة تعبئة محددة تعتمد على توزيع السلاح على الأفراد ونشرهم في المدينة عند ساعة الصفر التي تحددها غرفة العمليات وذلك لضمان عنصر المفاجأة وسرعة الحسم عند بدء التحرك ضد أنصار الله. وقد تمّ تنفيذ هذه الخطة بشكل معقول من الناحية الفنية العسكرية، مشيراً أن “هذا ما جعل علي عبد الله صالح يرفض تقديم أية تنازلات لحركة أنصار الله حتى مساء أول ليلة 3 ديسمبر 2017، اذ كان يعتقد ان لديه ما يكفي من السلاح والمسلحين للسيطرة على صنعاء خلال مدة أقصاها ست ساعات”.
وأضاف التقرير إن جماعة أنصار الله حين تيقنت أن الوساطات لن تجدي نفعاً قامت بإبلاغ الوسطاء بأنهم يضمنون لصالح خروجاً آمناً مقابل وقف الانقلاب “وفي حال عدم موافقته فإنهم قادرون على حسم الموقف عسكرياً والسيطرة على صنعاء ومحيطها خلال ثلاث ساعات. وهذا ما حصل يومَيْ 2 و 3 ديسمبر 2017”.
وتطرق التقرير إلى أن صالح اضطر للهرب إلى خارج صنعاء بعد أن كان الموقف قد حُسم عسكرياً، كاشفاً تفاصيل هروبه كالتالي: “تمّ ذلك بالتنسيق مع الإمارات من خلال ابنه، حيث قامت الطائرات الحربية للتحالف بمرافقة موكبه، المكوّن من ثلاث مدرعات، أمامية كحراسة مقدمة ووسطى يجلس فيها هو، بالإضافة إلى ثالثة كحماية خلفية لمدرعة صالح، بالإضافة إلى ستَّ سيارات دفع رباعي مزوّدة برشاشات 23 ملم وسيارتي تويوتا بيك أب تحملان رشاشات 37 ملم، وأثناء مرور الموكب قامت طائرات التحالف بقصف اثني عشر حاجزاً وموقعاً عسكرياً لأنصار الله على الطريق بين صنعاء وسنحان، وذلك لتأمين تحرّك الموكب، وقبل وصول الموكب الى سنحان في الطريق الى مأرب وقع الموكب في كمين كبير لمقاتلي أنصار الله ومقاتلي القبائل الذين أمطروا الموكب بالقذائف المضادّة للدروع ونيران الرشاشات الثقيلة والأسلحة الفردية، ومن مسافة مئة متر فقط في محاولة لوقف الموقف والقبض على الرئيس الفار وأسره”.
واللافت في تقرير جريدة البناء ما ورد من معلومات حول تفاصيل مقتل صالح، حيث قال كاتب التقرير “قامت طائرات التحالف بقصف موقع الموكب الذي تعرّض للكمين، وذلك لمنع مقاتلي أنصار الله من أسر علي عبد الله صالح حيّاً كي لا يبوح بتفاصيل المؤامرة التي نفّذها مع الإماراتيين والسعوديين و(الإسرائيليين) أي أن قرار تصفية علي عبد الله صالح اتخذ من قبل قيادة التحالف للتستّر على تعاونها العسكري والأمني المباشر مع «إسرائيل».