الأمريكيون يهبون لنجدة صالح بعد استغاثته
المساء برس – خاص| يبدو أن الأوراق تتكشف شيئاً فشيئاً وبدأت تفاصيل التحالفات، التي رتب لها الرئيس السابق علي عبدالله صالح قبل انقلابه على أنصار الله وتفجير الوضع عسكرياً، تتضح تباعاً وتنكشف واحدة تلو الأخرى.
إذ أثبتت الهبة التي سعت إليها الإمارات والسعودية للوقوف إلى جانب صالح أن ترتيباته مع التحالف كانت مسبقة، كما سبق لـ”المساء برس” أن كشف تفاصيلها في أغسطس الماضي في المخطط الذي كان ينوي صالح تنفيذه مع فعالية 24 أغسطس الخاصة بالمؤتمر.
تمثل دعم الإمارات بتحول إعلامه إلى إعلام ناطق باسم صالح كبديل لتوقف قناة اليمن اليوم، بالإضافة إلى دخول الطيران خط المواجهات في صف مسلحي صالح بداية الأمر حين باشروا بالخروج والسيطرة على بعض النقاط والخطوط الخاصة بإمداد الجبهات، وهذا ما يؤكد أن التعليمات التي تلقاها صالح من الإمارات هي قطع خطوط إمداد الجبهات لتسهيل مهام التحالف، غير أن ذلك سرعان ما تلاشى في غضون ساعات.
واليوم هاهو الطيران يقصف المقرات والمواقع التي سيطر عليها الأمن واللجان الشعبية والقبائل والمواطنين بعد كانت تسيطر عليها الجماعات المسلحة الموالية لصالح والتي تم إلقاء القبض عليها.
حكومة هادي أيضاً سارعت إلى الوقوف في صف صالح وأصدرت بياناً أيدت فيه ما وصفتها بـ”انتفاضة أبناء العاصمة ضد المليشيات الحوثية” ولم تكن تعلم حكومة هادي أن ما يحدث في صنعاء مغاير تماماً لما ينشر في وسائل الإعلام الموالية لصالح والمواقع الإخبارية الصفراء التي خدعت البعض ودفعت بهم إلى الخروج ضد عناصر الأمن واللجان الشعبية، وما هي إلا ساعات حتى تفاجأت بوقوعها محاصرة من قبل من خرجت ضدهم وانتهى الأمر إلى تسليم أنفسهم للأجهزة الأمنية.
وراهن صالح على أن استخدام الإعلام للتمويه وتظليل الشارع اليمني وتصوير الوضع على أن كل شيء قد تم وبات كل شيء تحت السيطرة حسب ما روجت له وسائل إعلامه، ظهر على شاشة قناته “اليمن اليوم” معلناً موقفاً فاجأ الجميع إذ أعلن صراحة انقلابه على شركائه في أنصار الله وتأييده للتحالف ودعوته للسعودية إلى فتح صفحة جديدة معه، فيما لم يكن يعلم أيضاً أن من يستهدفهم بإعلامه لإضعافهم لا يعتمدون على الإعلام وليسوا من أولئك الجنود المفسبكين أو في مواقع التواصل الاجتماعي التي نشرت شائعات انخدع بها من انخدع من مسلحي صالح.
ومع إسقاط مخطط صالح ووقوعه في شراك أنصار الله التي رصدت كل تحركاته منذ بدايتها حتى تفجر الموقف عسكرياً واستعدت لها استعداداً جيداً عاد صالح ليحاول تلافي ما وقع فيه ولكن كان ذلك بعد فوات الأوان وبعد أن كان قد صرح علناً وعلى قناته الرسمية وأعلن وقوفه في صف التحالف ودعا الجيش والأمن لعدم الاستجابة لأوامر أنصار الله.
هذه المحاولة لتلافي ما وقع فيه تمثلت ببيان سخيف ومضحك في وقت واحد أما المضحك فيه فهو أن البيان ورد فيه أن أنصار الله فهموا خطاب صالح في التلفزيون أمس الأول بشكل خاطئ على الرغم من أنه أعلن صراحة أنه يدعو الشعب لمواجهة المليشيات الكهنوتية ودعا السعودية لفتح صفحة جديدة ودعاها إلى توحيد الجهود لمواجهة مليشيات الحوثي حسب تعبيره.
وأما السخيف في بيانه ما قال فيه من أن “صالح يقف ضد العدوان الذي يتعرض له اليمن سواء في ظل الشراكة أو في غياب الشراكة، وقال إنه يرحب بأي جهود تزيل أسباب التوتر القائم مع الحوثيين وتوحد الصف الداخلي”، رغم أنه هو الذي دعا في كلمته على التلفزيون للخروج ضد أنصار الله.
وكان صالح دعا أمس في تصريحات تلفزيونية إلى انتفاضة شاملة ضد الحوثيين، وطالب الجنود الموالين له بالعودة إلى معسكراتهم ومواجهة مسلحي الجماعة في جميع المحافظات، كما دعا إلى فتح صفحة جديدة مع دول الجوار، وأعلن قبل ذلك استعداده للتفاوض مع السعودية وفك الارتباط مع جماعة الحوثي المتهمة بتلقي دعم عسكري من إيران.
الولايات المتحدة تهب لنجدة صالح
من جانبها “رحبت الولايات المتحدة الداعم الرئيسي للتحالف الذي تقوده السعودية والإمارات ضد اليمن بإعلان رئيس حزب المؤتمر علي صالح الانقلاب على الشراكة الوطنية والانضمام للتحالف السعودي الأمريكي على اليمن”.
جاء ذلك في بيان للسفير الأمريكي لدى اليمن ماثيو تولير اليوم الأحد زعم فيه أن واشنطن قلقة بشأن المواجهات في صنعاء وآثارها على الجرحى المدنيين ودمار العاصمة.
ودعا السفير الأمريكي الأطراف في صنعاء إلى تحكيم العقل وحل الإشكاليات عن طريق الحوار وتقديم بعض التنازلات وتجنيب المواطنين المدنيين الصراع.
موقف الولايات المتحدة جاء بعد ثلاثة أيام من اندلاع الاشتباكات بين الطرفين، وهو ما يؤشر إلى أن واشنطن انتظرت حتى تتيقن من مآل الأحداث ولمن الغلبة وحين وجدت أن حليفها صالح في خطر وسقط مخططه سارعت إلى الطلب من الأطراف بتحكيم العقل وتجنيب المدينة الصراع المسلح.