حوار خاص مع الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين
المساء برس – حوار خاص| أمانة العاصمة فقط تأوي 53 ألف أسرة
مع تزايد أعداد النازحين يوماً بعد آخر والقادمين من مختلف المحافظات التي تشهد بعض المناطق فيها نزاعات مسلحة بين قوات صنعاء والمليشيات المسلحة الموالية للتحالف تزداد الأعباء والمسؤولية الملقاة على عاتق العاملين في الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين.
وفي كل يوم يأتي العشرات من النازحين القادمين من مختلف مناطق الحرب إلى مقر الوحدة التنفيذية في العاصمة صنعاء لتقييد أسمائهم للحصول على مأوى وغذاء.
معظم هؤلاء النازحين تدمرت منازلهم جراء الغارات الجوية لطيران التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات، وتأتي محافظة صعدة في المرتبة الأولى من حيث عدد النازحين.
ولتسليط الضوء أكثر في هذا الموضوع أجرى “المساء برس” مع مدير عام الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين “عبدالوهاب شرف الدين” حواراً قصيراً حول معاناة النازحين وخصوصاً في العاصمة صنعاء التي تضم أكبر عدد من النازحين من بين محافظات الجمهورية.
س: كم عدد النازحين في أمانة العاصمة وما الذي تقدمه لهم الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين؟
ج: النازحين في أمانة العاصمة يصل عددهم إلى أكثر من 53 ألف أسرة ولا يزال الرقم في تصاعد مستمر، والوحدة تقدم لهؤلاء النازحين كل التسهيلات الممكنة فيما يتعلق بالمواد الغذائية والإيوائية هذا بالنسبة للنازحين في مراكز الإيواء الجماعي وهناك أيضاً نازحين نطلق عليهم اسم (النزوح الاجتماعي) وهؤلاء النازحون يقومون بالرحيل من مناطق النزاع إلى العاصمة صنعاء، بمعنى أنهم ينتقلون للعيش في العاصمة صنعاء ويقومون باستئجار منازل خاصة بهم وهؤلاء نقدم لهم إيجارات المنازل التي يسكنون فيها بالإضافة إلى المساعدات الغذائية.
س: ما هي الخدمات التي تقدمها الوحدة التنفيذية خلافاً للإيواء والغذاء؟
ج: الوحدة معنية بالتنسيق والمتابعة لكل احتياجات النازحين التي يحتاجها أي مواطن مثل التعليم نحن معنيون بأن يستمر الطلاب النازحون بالدراسة ونقدم لهم الزي المدرسي والحقائب المدرسية، أيضاً فيما يتعلق بالمجال الصحي فنحن معنيون بتوفير الخدمات الصحية لهم وهذه نواجه فيها صعوبة شديدة نظراً لعدم توفر الإمكانيات أساساً في القطاع الصحي وهذا يعود إلى إغلاق عدد كبير من المراكز الصحية في العاصمة صنعاء، بينما في معظم المحافظات فقد اضطرت بعض المستشفيات إلى التوقف عن العمل إما لاستهدافها من قبل طيران التحالف أو لعدم توفر كوادر طبية ومستلزمات.
س: كيف تصفون الوضع بالنسبة للنازحين؟
ج: الحقيقة أن هناك كارثة بكل المقاييس خاصة بعد أن تم نقل البنك إلى محافظة عدن الذي أدى إلى تأثر الوضع الاقتصادي وهذا أثر كثيراً على أداء الوحدة التنفيذية، وهذا زاد علينا الحمل وزاد العبء فوق مستوى الطاقة وأصبحت الأمور في تصاعد مستمر.
س: لكن المنظمات الدولية تقدم معونات، هل هذا الدعم يفي بالغرض؟
ج: للأسف دعم المنظمات الدولية لم يصل إلى مستوى الاحتياج لتغطية العدد المهول من النازحين حتى بأبسط الاحتياجات.
س: هل هذا هو السبب لعدم تغطية الوحدة التنفيذية لكافة النازحين وفي شتى المجالات؟
ج: لا.. السبب الرئيسي كان نقل البنك المركزي، نقل البنك كان باتفاق أممي، وكانت الأمم المتحدة ملتزمة بمرتبات الخاصة بالعاملين والآن تنصلت عن كثير من المهام الخاصة بها، وبالنسبة للوحدة التنفيذية بعد نقل البنك أصبحت هذه المنظمات هي المصدر الوحيد لإمداد النازحين بأهم الاحتياجات، وهذه الاحتياجات ليست مكرمة من الأمم المتحدة ولا تفضلاً منها على اليمنيين المتضررين من الحرب، هذا واجب عليهم كون اليمن عضو في الأمم المتحدة، بل هو ملزم لهم لأن الأمم المتحدة هي سبب من أسباب ما يحدث في اليمن بسبب الصمت وعدم الإدانة والتحرك بشكل أممي وملزم لوقف القصف، وفي كل الأحوال الوضع الإنساني في صنعاء خصوصاً وفي بقية المحافظات في الجمهورية عموماً حرج للغاية وبكل المقاييس، ولا بد أن تكون هناك تحركات أكثر إيجابية وفاعلية، وطبعاً المجتمع المضيف هو الذي يحمل الهم الكبير في هذا السياق والوحدة تعمل ما بوسعها وبأقصى طاقة.