الشراكة الوطنية.. حين تكون تعطيلاً
المساء برس – وما يسطرون – عبدالله سلام الحكيمي|
الائتلافات الحكومية تحت أي مسمى؛ حكومة وحدة وطنية، حكومة إنقاذ وطني، حكومة طوارئ، الخ، لا يكون لها أي موجب أو فائدة إلا في حالات الكوارث والعدوان الخارجي أو الاضطرابات الداخلية وهدفها ينحصر في حشد كل القوى والطاقات الوطنية ورص الصفوف لمواجهة الخطر الداهم، وهي بطبيعتها مؤقتة وتنتهي بانتهاء الحدث الذي أوجبها! ولا تعمل بشكل إيجابي وفعال إلا في دولة تحترم سيادة القانون وتحتكم إلى مؤسسات دستورية ثابته وتعمل وفق مبدأ فصل السلطات ويضبطها قضاء نظيف نزيه قوي له احترامه وحصانته المطلقة والمتحرر من تأثير ونفوذ مراكز القوى والسلطات الحاكمة، وفي ظل دولة هذا شأنها وتلك طبيعتها تعمل الشراكات الوطنية بنجاح وفعالية أكبر مما كان الحال قبلها فأداء الدولة وسلطاتها تعمل كالمعتاد ودون إرباك وتؤتي أكلها في تجاوز الظروف الطارئة!.
لكننا في بلادنا حيث تغيب تماماً مقومات ومؤسسات الدولة الديمقراطية دولة القانون والمؤسسات الدستورية، تتحول صيغة الحكم التشاركي إلى ابتزازات وتعطيل واستئثار بمغانم وامتيازات ومكاسب غير مشروعة حيث لا قانون ولاقضاء يحترم أو يوجد!.
وفي النتيجة الماثلة أمام أعيننا فيما نشاهده اليوم في بلادنا، فإن شراكة (الإنقاذ الوطني) باتت تشكل كارثة ربما أشد فتكاً من كارثة العدوان والحصار والتجويع التي أتت تحت ادعاء مواجهته وتحولت الدولة، إن جاز لنا القول بوجود دولة، إلى ميدان تنافسي تتصارع فيه عصبويات وعشائر ومصالح، كل واحدة تحمي ممثلها والمحسوب عليها، من أعلى أعلى مستوى إلى أدناه، ولو كان (اعوج من ذيل كلب) في فساده وإجرامه وضرره الفادح، ولا يجرأ الشريك الآخر أن يفعل شيئاً، وإن دعى إلى الاحتكام لأجهزة القضاء والرقابة الرسمية تنصل المعني بحجة أن هذه الجهات تعمل لصالح الشريك الآخر!! فتقول لهم إن كان كلامكم صحيحاً فعلى أي دولة أو شرعية دستورية قانونية تحتكمون، والأدهى والأمرّ من كل ذلك حين يعبئ شريك كوادره وإعلامييه بل وسفهائه ليديروا حملات مكثفة وعدائية للتحريض على الشريك وكيل الإساءات والافتراءات وبث الكراهية والأحقاد والبغض ضده مهدداً إياه بالانقلاب عليه عبر إضفاء شرعية لا أساس لها لمجلس معتق أكل الدهر منه وشرب سنيناً وبات قضاء الموت يتربص بمن تبقى منهم!.
لم يحدث في تاريخ صيغ الائتلافات السياسية الحاكمة في العالم أجمع أن رأينا مهزلة سخيفة في الائتلاف الوطني حال الخطر الداهم وطنياً كالذي نرى مشاهده الحقيرة في بلادنا وكياننا الوطني، وبلادنا يحولها العدوان والحصار والاحتلال الأجنبي الغاشم إلى ركام خرابة ينعق البوم والغربان على أطلالها وهناك، وهذه هي حالنا، وياشؤم ما هناك حيث نرى من يعصف جنون وشهوة السلطة والحكم بعقله ولبه واتزانه وتوازنه! والنتيجة المرة خيانة لدماء وأرواح الشهداء والأبطال أشرف الشرفاء في جبهات العزة والكرامة من أشاوس الجيش والأمن واللجان الشعبية وخيانة للوطن الدامي!.
فعن أي شراكة أو إنقاذ أو وحدة صف تتحدثون بحق الله؟ فضوا هذه الشراكة الكذابة المدمرة وابنوا على أنقاضها سلطة ثورية في الميدان وليس المكاتب، سلطة الجيش والأمن واللجان الشعبية بالشعب وللشعب قبل أن نصحى صبح يوم وقد أضعنا وطناً بترهاتنا وترددنا فإن الأيادي المرتعشة لاتحمي وطناً!
والله المستعان
من صفحة الكاتب على الفيس بوك