أوكسفام عن اليمن: هذا عمل في قمة الوحشية
المساء برس – خاص| قالت منظمة أوكسفام إن المياه الجوفية النظيفة ستنعدم خلال الأيام القليلة القادمة بسبب إغلاق التحالف للمنافذ البحرية ومنعه من إدخال المشتقات النفطية التجارية لتشغيل مضخات المياه الجوفية وتصريف مياه الصرف الصحي، مشيرة أن أي مساعدة ستقدم لليمنيين من قبل المنظمات الإغاثية لن تؤثر في تحسن الوضع ما لم يعمل المجتمع الدولي كل ما في وسعه لرفع الحصار الذي يفرضه التحالف بتواطؤ من الولايات المتحدة.
وقالت المنظمة إن الملايين من المواطنين في اليمن تفصلهم أيام قليلة على فقدانهم للمياه الجوفية الجارية والنظيفة مما أثار مخاوف المنظمة من عودة انتشار وباء الكوليرا في البلاد، لافتة أنه سوف يكون أربعة من بين كل خمسة أشخاص خلال أيام بدون إمدادات ثابتة من المياه النظيفة بسبب الحصار الذي يفرضه التحالف بقيادة السعودية على الموانئ الشمالية للبلاد وعلى رأسها ميناء الحديدة، مضيفة أن بعض المنشئات تعتمد في إمدادات المياه على الوقود الذي توفره الأمم المتحدة.
ونشر “المساء برس” يوم أمس تقريراً تطرق إلى الوضع البيئي في مدينة الحديدة غرب اليمن بسبب انعدام مادة الديزل، حيث أعلنت المؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي في مدينة الحديدة الساحلية يوم أمس حالة الطوارئ، وأطلقت مناشدة عاجلة محذرة فيها من كارثة حقيقية ستحل بالمحافظة بسبب انعدام مادة الديزل وخروج جميع آبار ومحطات الصرف الصحي التابعة للمؤسسة عن الخدمة، وهو ما يعني طفح مياه الصرف الصحي في الأحياء السكنية والشوارع الرئيسية دون تصريفها بسبب عدم وجود مياه جارية.
وكشف أمين المدحجي نائب المدير العام للشؤون الفنية بمؤسسة المياة والصرف الصحي بالحديدة عن خروج جميع أبار ومحطات المياه والصرف والمواقع الأخرى التابعة للمؤسسة عن الخدمة بشكل نهائي ، مضيفا “مدينة الحديدة بدون ماء ولا صرف صحي”.
وقال المدحجي: ”إن مدينة الحديدة بدون ماء ولا صرف صحي وهي المره الأولى بشكل كامل لعدم توفر الديزل وانقطاع الكهرباء كارثة حقيقية”.
وبالعودة إلى تحذير منظمة أوكسفام، قالت المنظمة إن هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للحفاظ على تدفق المياه النظيفة.
وقال شين ستيفنسون، المدير القطري للمنظمة في اليمن في تصريح لقناة (آي تي في) البريطانية ونُشر ضمن تقرير لموقع القناة الإلكتروني: “إن الشعب اليمني سيموت جوعاً ومرضاً بالفعل”، وأضاف إنه “ما لم يتم رفع الحصار بسرعة، فسوف يتم استهلاك المياه النظيفة بالكامل وستصبح هذه المياه ليست بمتناول الملايين من المواطنين الذين لا يزالون مهددون بعودة تفشي وباء الكوليرا والذي سبق وأن انتشر في أسوأ كارثة وبائية في العالم”.
ووصف شين ستيفنسون إن التحالف باستمرار حصاره الكلي يمارس “عملاً في قمة الوحشية”، إذ أن ما يتعرض له المواطنون اليمنيون من استمرار إغلاق التحالف لميناء الحديدة ورفضه إدخال الشحنات التجارية وعلى رأسها المشتقات النفطية هو عقاب وحشي للمواطنين الأبرياء، وقال أيضاً: “إن عقاب المدنيين العاديين ليس له ما يبرره أبدا، فهؤلاء هم أشخاص حقيقيون تتعرض حياتهم للخطر بشكل خطير في بلدان أخرى من الحرب، ولا يمكن لليمن أن يأخذ أكثر من ذلك بكثير، وما لم يرفع الحصار فإن الملايين الذين يعانون بالفعل من أزمة سيواجهون كارثة جديدة”.
وقال ستيفنسون: “كلما استمر الحصار كلما زاد عدد الناس الذين يحتاجون إلى مساعدتنا ولكن المساعدة التي نستطيع تقديمها لا يمكن أن تخفف المعناة لدى اليمنيين، وما لم يتحرك المجتمع الدولي ويفعل ما فيه وسعه للتأثير على التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، لرفع الحصار فإنه سيكون متواطئاً في هذه المعاناة”.
وأعلن التحالف بقيادة السعودية، الخميس الماضي، أنه سيعيد فتح الموانئ أمام الشحنات الخاصة بالإغاثة فقط، ولكن بدون السماح بإدخال الوقود وذلك لن يؤدي إلى تحسين الوضع في اليمن، وفقاً للمنظمة.
وأضاف التقرير إن إدارة صندوق النظافة وتحسين المدن في محافظة تعز والمناطق المحيطة بها قد توقفت عن العمل بسبب انعدام الوقود المشغل لسيارات رفع المخلفات من الشوارع هذا الأسبوع، ما أدى إلى خلق بيئة مثالية لظهور أمراض جديدة مثل الديزنتاريا والدفتيريا وهي بيئة أيضاً لانتشار هذه الأوبئة بشكل سريع.
واختتم التقرير بالتطرق إلى ما أعلنته المنظمات الدولية العاملة في اليمن والتي كشفت أن المناطق الشمالية من البلاد من المقرر أن تنفد فيها مخزونات البنزين والديزل قريباً وبشكل أدق في غضون ثمانية أيام من الخميس الماضي، مضيفاً أن وزارة المياه ذكرت أن سبع محافظات يمنية قد نفدت بالفعل من الوقود وسوف ينفد من محافظتين جديدتين قريباً.
المصادر: ترجمة خاصة “المساء برس” + قناة (آي تي في) البريطانية