قريباً السودان يسحب جنوده من اليمن وينسحب من التحالف
المساء برس – خاص| دعا الرئيس السوداني عمر حسن البشير إلى مواجهة التدخلات الأمريكية في المنطقة العربية، وأن الولايات المتحدة ساهمت في تقسيم السودان، داعياً إلى حماية بلاده من العدوان الأمريكي حسب وصفه.
تصريحات البشير جاءت أثناء لقائه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين حيث يزور البشير روسيا للمرة الأولى، وقد قال أثناء اللقاء أنه “لا توجد
حكمة في وقوع مواجهة عربية مع إيران”، وأضاف “أنه لا سلام في سوريا دون بقاء الرئيس بشار الأسد”، داعياً إلى مواجهة التدخلات الأميركية في المنطقة العربية.
وقال البشير إنه على قناعة بأن “كل ما تعاني منه المنطقة العربية إنما هو بسبب التدخلات الأميركية”، وأن الولايات المتحدة “ساهمت في تقسيم السودان”، ودعا الرئيس الروسي إلى حماية السودان من التصرفات الأميركية العدائية، حسب وصفه.
وقال البشير إنه يسعى إلى حماية منطقة البحر الأحمر من التدخل الأمريكي المقلق ويسعى لمنح روسيا قاعدة عسكرية على البحر الأحمر، وأضاف: “الوضع في البحر الأحمر يثير قلقنا، ونعتقد أن التدخل الأمريكي في تلك المنطقة يمثل مشكلة أيضاً، ونريد التباحث في هذا الموضوع من منظور استخدام القواعد العسكرية في البحر الأحمر”.
وصرح البشير في لقاء مع قناة روسيا اليوم إنه “لا توجد حكمة الآن من مواجهة عربية إيرانية”، وأضاف أن أي مواجهة عسكرية إيرانية عربية هي خسارة للمنطقة كلها.
ورغم تصريحات البشير المستغربة والمنقلبة على الولايات المتحدة إلا أنها تأتي وبلاده لا زالت عضواً فاعلاً في التحالف العسكري الذي تقوده السعودية والإمارات ضد اليمن وتعتبر القوات السودانية المشاركة هي أكبر القوات العسكرية غير اليمنية عدداً وخسائر في الأرواح من بين الدول المشاركة.
ويرى مراقبون أن الهرولة السودانية نحو الحلف الشرقي المتمثل بروسيا وإيران والمناهض للحلف الغربي المتمثل بالولايات المتحدة وإسرائيل وفرنسا وبريطانيا، ستدفع بالبشير إلى الانسحاب تدريجياً من التحالف السعودي العسكري ضد اليمن، وهو ما سيقود في نهاية الأمر وربما في الوقت القريب إلى سحب البشير لقواته السودانية المشاركة في العمليات العسكرية في اليمن.
وهذه الرؤية تستند إلى تصريحات البشير أمام الرئيس الروسي بشأن الولايات المتحدة وتدخلاتها المزعجة في المنطقة والتي وصفها البشير بأنها تدخلات عدائية للسودان والمنطقة وتؤدي إلى التقسيم وأن هذه التدخلات أيضاً تعد مشكلة يجب بحثها بين السودان وروسيا حتى وإن تطلب الأمر استخدام القواعد العسكرية في البحر الأحمر لحماية السودان من هذه التدخلات والعدوان الأمريكي”، وبما أن واشنطن أصبحت بالنسبة للسودان دولة عدوة للسودان والمنطقة ككل فإنه من الطبيعي أن لا تصبح السودان مشاركة في تحالفها مع السعودية التي تقود حرباً بالنيابة عن الولايات المتحدة ضد اليمن والذي تشارك فيه السودان بقوات عسكرية برية هي الأكبر من بين الدول المشاركة.
السودانيون بدورهم يرون أنه من الغباء الاستمرار في التصعيد ضد إيران بحكم أن الآثار المترتبة على هذا التصعيد ستشمل كل الدول الموجودة في المجال الحيوي امتداداً من الخليج العربي إلى البحر الأحمر.
في حين يرى محللون سودانيون رصد “المساء برس” آراءهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أن التوجه السوداني الأخير نحو البحث عن تحالف جديد بعيداً عن الغرب وعلى رأسها الولايات المتحدة، من خلال فتح المجال أمام روسيا لإنشاء قاعدة عسكرية في سواحل السودان على البحر الأحمر، ليس بالضرورة أن يدفع بالبشير إلى سحب قواته من اليمن أو تقليص مشاركته في التحالف الذي تقوده السعودية، وأن البشير على الأرجح سيعمل على إبقاء ما وصفه المحللون بـ”شعرة معاوية” مع السعودية وحلفائها.