قراءة في تصريحات قائد الحرس الثوري الإيراني بخصوص دعم اليمن
المساء برس – خاص| يرى العديد من المراقبين والسياسيين اليمنيين والعرب أن سعي اليمنيين للحصول على دعم معلوماتي يمكنهم من تطوير قدراتهم العسكرية وأبرزها القدرات الصاروخية، أمر منطقي وطبيعي وليس بالضرورة أن يعني ذلك أنهم باتوا أداة من أدوات إيران، كما يفسرها البعض.
ويعتبر المراقبون أن تصريحات قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري فيما يتعلق بدعم جماعة أنصار الله في اليمن فيما يتعلق بالجانب الاستشاري والمعنوي لا تختلف عن التصريحات التي أطلقها المتحدث باسم الجماعة محمد عبدالسلام في المقابلة التي أجرتها معه قناة الجزيرة القطرية أواخر أكتوبر الماضي والتي قال خلالها أن اليمنيين من حقهم الحصول على المعلومات اللازمة لتطوير قدراتهم العسكرية من أي جهة كانت، فليس من الطبيعي أن تبقى القوات اليمنية المشتركة مكتوفة الأيدي أمام الترسانة العسكرية التي تحارب بها دول التحالف اليمن.
غير أن هناك فرقاً بين من يحصل على الدعم مع احتفاظه بسيادته وسيادة قراره وبين من يحصل على دعم مع فقدانه لكرامته وإنسانية وسيادته وحتى حريته كما هو الحال مع الرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي، حسب المراقبين.
وكان قائد الحرس الثوري الإيراني قد صرح أمام التلفزيون الإيراني إن بلاده تتخذ سياسة ضبط النفس مع التهور السعودي في المنطقة واندفاعها بقوة نحو التحالف مع إسرائيل، كما سخر من السعودية قائلاً إن “إيران لا تريد مواجهة السعودية لأن طهران تضع في حسباتها من هم اللاعبون الأساسيون وهم الولايات المتحدة وإسرائيل وليس أتباعهما في المنطقة”، في إشارة إلى السعودية والسخرية منها حيث أراد جعفري القول للسعودية “بأنكم لستم نداً لنا” وبأن إيران حين تقرر خوض حرب فستخوضها مع الكبار وليس مع التوابع في المنطقة.
وأوضح جعفري أن دعم إيران لجماعة أنصار الله في اليمن “يختلف عما تقدمه في مناطق أخرى”، لافتاً أن هذا الدعم “يقتصر على الجانب الاستشاري وبشكل كبير على الدعم المعنوي”.
وكانت السعودية قد اتهمت إيران بأنها تدعم “الحوثيين” وتمدهم بالصواريخ الباليستية، وقد صدرت تصريحات سعودية على لسان مسؤولين بارزين كوزير الخارجية عادل الجبير قال فيها إن إيران هي من استهدفت الرياض بصاروخ إيراني وأن من أطلق الصاروخ هم الإيرانيون، وقد سخرت إيران من تصريحات السعودية وردت عليها بالنفي القاطع أن يكون للإيرانيين تدخل في الشؤون اليمنية إلا فيما يتعلق بالدعم المعنوي.
ومع تزايد الصراخ السعودي ضد إيران يخرج قائد الحرس الثوري الإيراني ليوضح ما سبق وأن تحدث به الحوثيون أنفسهم، بأن الدعم من إيران لا يتدعى بعض المعلومات فيما يتعلق بتقنية تطوير الصواريخ الباليستية والدعم المعنوي من خلال المواقف الإيرانية المناهضة للتحالف والحرب السعودية والإماراتية على الشعب اليمني، وما دون ذلك فليس سوى شائعات لا أساس لها من الصحة.
وأثارت تصريحات جعفري جدلاً في الشارع اليمني الذي انقسم بين رافض لما ورد في حديث قائد الحرس الثوري بشأن دعم إيران لليمن وبين من يرى بأن تصريحات جعفري لم تأتِ بأي جديد وأن حصول اليمنيين على الدعم الاستشاري والمعلوماتي لا ينتقص من سيادتهم، بل زادوا على ذلك بالقول: “من حق اليمنيين أن يحصلوا على الدعم في مجال الاستشارات العسكرية والمعلومات المتعلقة بتقنية تطوير الصواريخ وهذا لا يعتبر تبعية كما يسعى البعض لتفسيرها، فمثلما حصل أنصار الله والجيش اليمني على معلومات عسكرية تقنية من إيران يمكن لهم أن يحصلوا على هذه المعلومات وغيرها من أي دولة أخرى المهم ألا يكون هذا الدعم مشروطاً”.