60 ألف قذيفة على حدودها ومجموعة مشاة هم من يجتاحون حدود السعودية
المساء برس – خاص| بعد ثلاثة أشهر من شن التحالف بقيادة السعودية والإمارات حربها على اليمن، بدأت القوات اليمنية التي تقودها جماعة أنصار الله بالرد العسكري على الحدود السعودية واستهداف المواقع العسكرية العسكرية السعودية المنتشرة بطول الحدود بينها واليمن.
المذهل هو أن القوات اليمنية والتي هي عبارة عن قوات مشتركة بين المتطوعين من أبناء القبائل المتحالفين مع أنصار الله والمتطوعين فيما يعرف بـ”اللجان الشعبية” وقوات من الجيش النظامي الذي رفض الانصياع للرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي وفضّل التزام الصمت حتى بدأ التدخل العسكري الخارجي وحينها اتجه الآلاف من أبناء القوات المسلحة إلى مقراتهم التي كانت تديرها جماعة أنصار الله وبدأوا بالالتحاق بصفوف القوات المتواجدة في الجبهات بما فيها الجبهات الحدودية.
شيء آخر مذهل أيضاً هو أن الحرب في الحدود ليست متكافئة على الإطلاق بالنظر إلى إمكانيات القوات اليمنية في التسليح العسكري وإمكانيات القوات السعودية التي تمتلك أكبر ترسانة عسكرية في الجزيرة العربية وبأحدث التقنيات عوضاً عن أن الطيران متاح للقوات السعودية بينما لا يوجد لدى القوات اليمنية.
“طبيعة القوات اليمنية المشتركة المنتشرة على الحدود”
مع توغل القوات اليمنية داخل الأراضي السعودية، تبين أن طبيعة القتال في الحدود السعودية اليمنية هي عبارة عن قوات عسكرية وألوية متكاملة بما لديها من مدفعية ومدرعات وقوات مشاة وقوات جبلية وكتائب الدبابات والطيران والتغطية التقنية باستخدام الدعم اللوجستي المقدم من كل من إسرائيل والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا باستخدام تقنية الأقمار الصناعية لرصد الإحداثيات والأهداف العسكرية والمدنية، كل هذا بمقابل مجموعة من فرق المشاة التابعة للقوات اليمنية المشتركة بقيادة أنصار الله بمجموعة من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة.
“نصب الكمائن”
اتبعت القوات اليمنية المشتركة سياسة عسكرية تسمح لها بالتوغل داخل الأراضي السعودية دون أن تتكبد أي خسائر كبيرة مع استمرار احتفاظها بالمواقع العسكرية التي تسيطر عليها، حيث تستخدم القوات اليمنية المشتركة سياسة إيقاع العدو في الكمائن والفخاخ وهو ما أدى إلى سقوط الصورة المرتسمة في أذهان المجتمع الدولي عن قوة الترسانة العسكرية التي تصنعها أمريكا، وهذه الصورة سقطت بفعل إمكانية مجموعات من الأفراد اليمنيين الذين لا يمتلكون سلاحاً ثقيلاً من تدميرها وتحويلها إلى أشلاء وقطع حديد متفحمة، فلم تقف أمامهم دبابة ولا مجنزرة ولا ناقلات جند ولا حتى كاسحات الألغام التي صنع لها اليمنيون ألغاماً محلية بمواصفات معينة تتمكن من تدمير هذه الكاسحات.
“الهجمات على المعسكرات وأبراج المراقبة”
في تقرير نشرته قناة الجزيرة ذات يوم قالت فيه إن الهجمات التي يشنها “الحوثيون” القوات اليمنية المشتركة على أبرامج المراقبة الحدودية والمواقع العسكرية والمعسكرات السعودية، تبلغ هذه الهجمات بين (ست إلى عشر) عمليات هجومية خلال الشهر الواحد، وأضافت أنه وبسبب هذه الهجمات المستمرة فقد غادرة معظم الشركات الصناعية والتجارية العاملة في المنطقة الجنوبية وتوقفت عن العمل ومن بقي منها يعمل بشكل جزئي تحت تهديد خطر الصواريخ اليمنية.
“اعترافات السعودية”
حسب تصريحات المتحدث باسم قوات التحالف تركي المنصوري فقد أطلقت القوات اليمنية المشتركة أكثر من ستين ألف قذيفة على السعودية منذ يونيو 2015 وحتى تاريخ التصريح قبل نحو شهر تقريباً، وهذا يعني، إذا سلمّنا بصحة هذه المعلومات رغم أنها أكثر بكثير مما تم التصريح به، يعني أن معدل إطلاق القذائف سواءً كانت قذائف المدفعية أو صواريخ الكاتيوشا أو الصواريخ الباليستية، معدل إطلاقها بشكل يومي يساوي 65 قذيفة في اليوم الواحد، مع العلم أنه عدد القذائف الصاروخية والمدفعية يصل في بعض الأحيان إلى (500) قذيفة وصاروخ يسقط على الأراضي السعودية في حالة اشتداد المعارك وتصعيد حدودي.
أما عبدالله المعلمي مندوب السعودية في الأمم المتحدة فقد اعترف بلسانة وأمام العالم في إحدى جلسات مجلس الأمن بشأن اليمن، اعترف إن اليمنيين اخترقوا الحدود السعودية أكثر من 1700 عملية اختراق وأن هجماتهم قتلت نحو خمسمائة مدني في المملكة، وهذا الاعتراف خلافاً لما يتحدث به الإعلام السعودي الذي لا يظهر حقيقة الخسائر التي يتكبدها في محافظاته الجنوبية (جيزان ونجران وعسير).