المهرة.. بداية مرحلة سودواية للمحافظة برعاية إماراتية
المساء برس – تقرير خاص| محافظة المهرة شرق اليمن، المحافظة الجنوبية الوحيدة ظلت خارج حسابات التحالف سيما الامارات التي تسيطر على المحافظات الجنوبية، وظلت المهرة منذ الحرب العبثية التي شنتها دول التحالف بقيادة السعودية في مارس 2015 المحافظة الجنوبية الوحيدة المستقرة والآمنة والبعيدة عن الصراعات القائمة، ثم فجأة بدأت الإمارات قبل شهرين باستقطاب مشائخ وشخصيات اجتماعية بارزة في المحافظة وارسلت اذرعها المتمثلة بقيادات المجلس الانتقالي الجنوبي، ثم أمرت مجلسها الجنوبي بتشكيل حزام أمني أو ما يسمى النخبة على غرار بقية المحافظات الجنوبية.
“الإمارات تتحرك نحو المهرة”
ومنذ سيطرة الإمارات على المحافظات الجنوبية وتلك المحافظات لم تنعم أي منها بالأمن والاستقرار حيث انتشرت الجماعات الإرهابية وتوسعت عمليات الاغتيالات وبرز الصراع بين المكونات الجنوبية فيما ظلت المهرة بعيدة عن كل هذا.
واليوم تحاول الإمارات استنساخ هذا المشروع ونقله الى محافظة المهرة وذلك ما قد شرعت أبوظبي بالفعل بتنفيذه هناك ابتداءً بتشكيل فرع للمجلس الانتقالي الجنوبي، ثم حاولت بعدها تشكيل ما يسمى “نخبة مهرية” وهو ما تم رفضه من قبل السلطات المحلية والمشايخ التابعة للمهرة.
ولم تفارق عين الإمارات محافظة المهرة، بل ذهبت إلى إجراء أعمق عندما ادخلت قوات موالية لها قبل أيام للسيطرة على ميناء نشطون ومطار الغيضة القريب من الحدود العمانية وهو ما قوبل بالرفض الكبير من السلطات المحلية في المهرة وعقدت لقاءات طارئة لمواجهة هذا التدخل الجديد للتحالف والامارات، وبوساطة قبلية وتدخلات من حكومة هادي تم الاتفاق على دخول “النخبة المهرية” إلى الميناء والمطار وحددت السلطات الأمنية والمحلية في المهرة عدة مطالب ولا تفاوض فيها، وهي إمكانية الإمارات تشغيل منافذ المهرة وعدم استخدام مطار الغيضة كقاعدة عسكرية للنخبة المهرية التابعة للامارات والإبقاء على كافة الطواقم المدنية والعسكرية السابقة التي كانت عاملة في الميناء والمطار، بالإضافة إلى التنسيق مع السلطة المحلية وعدم تجاوزها عند أي تحركات للقوات التابعة للإمارات.
“بعد دخول حلفاء الإمارات المهرة بيومين بدأت الاغتيالات”
وعن الحديث عن بداية مرحلة سوداوية لمحافظة المهرة بعد دخول الإمارات إليها والتحذيرات التي سبقت دخولها الى المحافظة التي ظلت هادئة وبعيدة عن عبث الإمارات في الجنوب، جاءت أول عملية اغتيال في محافظة المهرة والتي طالت مساء السبت إمام أحد المساجد في مدينة الغيظة.
وقالت مصادر أمنية أن مسلحين اغتالوا مساء السبت أحد أئمة مساجد مدينة الغيضة ويدعى مصطفى عبدالله الطيب، وأوضح المصدر أن مجهولين اغتالوا إمام المسجد الواقع بجوار مقبرة إسكان الجيش بمدينة الغيضة الشيخ مصطفى الطيب ولاذوا بالفرار.
وهي المرة الأولى الذي يتم فيها اغتيال أحد رجال الدين في محافظة المهرة التي تنعم بالأمن والاستقرار، بل وتأتي هذه العملية بعد أقل من 48 ساعة من دخول القوات الموالية للإمارات “النخبة المهرية”.
“نصيحة قبل انفلات المهرة”
واستهدفت عدة عمليات اغتيال سابقة رجال دين في مدينة عدن ومدن جنوبية أخرى فيما المرة الأولى التي تنتقل فيها حمى الاغتيالات لرجال الدين الى محافظة المهرة شرقي البلاد.
وكان صحفيون وناشطون جنوبيون حذروا في وقت سابق أبناء محافظة المهرة من دخول الإمارات وقواتها إلى محافظتهم لأنها محافظة آمنة وأن دخول الإمارات إليها سيجلب لهذه المحافظة الانفلات الأمني والخراب والاغتيالات والفوضى تماماً كما حصل مع باقي المحافظات الجنوبية التي تسيطر عليها الإمارات.
ومن ضمن تلك التحذيرات ما كتبه الصحفي الجنوبي فتحي بن لزرق في صفحته على الفيس بوك، حيث وجه نصيحة لأبناء المهرة قال فيها: “الصراع الحاصل في المهرة هو صراع بين دولة الإمارات العربية المتحدة وبين سلطنة عمان.. نصيحتي لأبناء المهرة.. حافظوا على محافظتكم وأمنها واستقرارها فوهم الحرية كذبة كبيرة نشرب مراراتها في عدن والمحافظات الاخرى كل يوم مابين موانئ معطلة ومطارات مغلقة وتفجيرات واغتيالات وتعطيل للسلطات وطرد للمحافظين وانهيار لكل شيء”.
وأضاف بن لزرق في منشوره “ستتذكرون هذه النصيحة بعد أشهر من اليوم في حال لاسمح الله وانهارت المنظومة الأمنية بمحافظتكم وسادت الفوضى وخرجت سلطة القرار عن المحافظ وادارة الأمن، خلوكم على جيش واحد وامن واحد يتبع الرئيس عبدربه منصور هادي قبل ان تصحوا على الفين جيش و334 مسمى امني وصراعات ستتمنون فيها عودة هذه الأيام ولن تتمكنوا من اعادتها، يشهد الله إننا لكم من الناصحين ومن “عدن” ابعث لكم بهذه النصيحة حافظوا على محافظتكم وجنبوها شرور هذا الصراع ولكم في “عدن” وغيرها من المحافظات الجنوبية أسوة بالتحرير المزعوم”.