الحوثيون تحت الاستهداف.. من يقف خلف ذلك ولماذا؟.. الحلقة (3)
المساء برس – أصداء – السُعار الهستيري المجنون ضد انصار الله؛ من هي أطرافه وما هي أهدافه؟ الحلقة الثانية – الجزء الأول – عبدالله سلام الحكيمي|
3) من هي أطراف السُعار وما أهدافها؟
في الحلقة الاولى، بجزأيها، تحدثنا عن خلفية تاريخية حول اسباب ذلك السُعار الهستيري المجنون ضد انصار الله او حتى مجرد ذكر اسمهم او الحديث عنهم!.
وفي هذه الحلقة الثانية، التي قد تتكون من ثلاثة أجزاء، سنتحدث عن الأطراف الرئيسية المسعورة ولماذا وماهي اهدافها من ذلك، على النحو التالي:
١) تحالف العدوان السعودي الاماراتي:
حينما نقول تحالف العدوان السعودي الإماراتي فإننا نعني اضافة للسعودية والامارات كل من امريكا ودول غربية شاركت في تحالف العدوان بالتسليح والدعم اللوجيستي الاستخباراتي خاصة وبإدارة غرفة عمليات العدوان واضافة الى دول عربية وافريقية وآسيوية وكذا الكيان الصهيوني،ولكي نفهم سبب سعارهم الهستيري لابد من العودة الى المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية والترتيبات التي نتجت عنها، فلقد كان واضحا ان اهم ما تمخض عنها اجهاض مسيرة الثورة الشعبية بتواطئ مفضوح لقادة احزاب المعارضة انذاك (احزاب اللقاء المشترك) مقابل اشراكهم في الحكم مع السلطة الحاكمة مناصفة!.
وباختصار شديد تكشفت ابعاد واهداف مخطط تلك المبادرة ورعاتها العشرة بالنقاط الرئيسية التالية:
أ) وضع اليمن، دون داع او مبرر، تحت احكام الفصل السابع لميثاق الامم المتحدة، بطلب من سلطة المبادرة الخليجية الانتقالية برئاسة عبدربه منصور هادي! ليكون ذلك بمثابة الاداة القهرية لتمرير متطلبات المخطط.
ب) وضع كافة الشئون السيادية الحساسة في يد القوى الدولية الامبريالية المتنفذة؛ الشؤون العسكرية والامنية، والشؤون المالية والاقتصادية، وادارة ما سمي بمؤتمر الحوار الوطني واعداد اوراقه ومضامينه مسبقا وقبل ان يتشكل المؤتمر أصلاً واعداد مسودة مشروع الدستور الجديد وتصفية الجيش والامن وتمزيقه سواء بما سمي اعادة الهيكلة او بسلسلة الاغتيالات والتصفيات الدموية الرهيبة لقادته وكوادره الكفؤة بالتنسيق مع الجماعات الارهابية المسلحة في وضح النهار وتحت سمع وبصر سلطة المبادرة الانتقالية العميلة التي مثلها الخائن هادي وتقسيم البلاد الى ستة اقاليم يتمتع كل اقليم بل وكل محافظة في اطار الاقليم بسلطات ومهام دول مستقلة ذات سيادة! وكان واضحا تماما ان سلطة القرار الوطني المستقل ومقتضيات السيادة الوطنية قد سلبت من السلطة الوطنية العميلة ووضعت في يد الخارج.
ج) تتواتر التصريحات والمواقف سواء من قبل الامم المتحدة وممثلها في اليمن انذاك او من قبل دول الوصاية الدولية وتابعيها الاقليميين مؤكدين بصلف واستهتار بالارادة الوطنية وبالتعهدات والاحكام التي نصت عليها المبادرة الخليجية وآليتها، بان فترة ولاية الرئيس العميل هادي غير مرتبطة او محددة بزمن بل مفتوحة الى حين استكمال مهامه! وكانت ولايته المحددة تنتهي في ٢٣ فبراير ٢٠١٤ باجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية ومحلية عامة، وكان مؤدى هذه التصريحات والمواقف ضرب الدولة الوطنية وتحطيم اسلحتها وتفكيك الكيان اليمني برمته!.
في ظل الاوضاع بالغة الخطورة على حاضر ومستقبل اليمن برز في الساحة أنصار الله وتنامت قوتهم واتسع انتشارهم الشعبي وقد أرادت قوى الوصاية الخارجية ممارسة لعبتها القديمة باستغلال واستخدام القوى المحلية ضد بعضها بعضاً بهدف التخلص منها جميعا في نهاية المطاف، مع انصار الله، فاثبتوا وعيهم الرفيع وادراكهم الصافي للمخططات الخارجية والقوى المحلية العميلة لها فكانوا اذكى منها واكثر حنكة فتخلصوا من اعتى مراكز القوى والنفوذ التي ظلت مهيمنة ومعطلة لاي تغيير ايجابي حقيقي في البلاد لعقود طويلة وتحركوا بالتحالف الوثيق مع الجيش الوطني في عموم الساحة الوطنية ضد الجماعات الارهابية التكفيرية المتطرفة وطهرت العديد من المحافظات من شرورهم وهنا جن جنون دول التحالف حين قلب تحالف الجيش والامن وانصار الله الطاولة عليهم رأساً على عقب، فلم يعد لهم من خيار سوى التدخل العسكري المباشر والعدوان الذي غاصوا في رماله المتحركة ولايزالون (مغزين) في مستنقعه للعام الثالث على التوالي.
نكتفي الى هنا بالجزء الاول من الحلقة الثانية بامل اللقاء غدا في الجزء الثاني بعون الله