اللاعبون الكبار في رسم المشهد الأمني في عدن
المساء برس – تحليل: فتحي بن لزرق| لايحتاج إي شخص لكي يفهم ان “عدن” تحولت إلى ساحة صراع إقليمية محلية ،صراع إقليمي بين دول خليجية عدة ومحلية بين قوى سياسية يمنية وجنوبية أخرى.
من الغباء تسطيح الصراع واعتباره مسألة داخلية صرفة رغم ان جزء من اللعبة السياسية واضحة في بعض ملامح الصراع الحالي .
في الهجمات الأخيرة التي شهدتها “عدن” لايمكن إنكار تورط دول إقليمية مثل قطر في هذه الهجمات مع تداخل طفيف لعناصر جماعات سياسية مستفيدة من الأمر ممثلة بالإصلاح وصالح والحوثيين.
بدأ الأمر حينما تولت “الإمارات” الملف الأمني بعدن قبل أزمتها مع قطر والإصلاح وغيرهم وذهبت صوب تشكيل كنتونات أمنية متفرقة ظنا منها أنها بذلك سيسهل عليها إدارة هذه الكنتونات اعتمادا على واقع “الصراع المحلي” عبر إضعاف قوة وتقوية أخرى تجنبا لخروجها عن السيطرة .
ومع اندلاع الأزمة الخليجية الأخيرة بين قطر من جهة والسعودية والإمارات من جهة أخرى ذهبت “الإمارات” صوب ضرب مراكز قوى يمنية بعدن موالية لقطر وتنفيذ أعمال لم تكن بحاجة إليها .
وهنا ردت “قطر” مستغلة نفس الأدوات التي استخدمها صالح والإصلاح وهي الجماعات المتطرفة وضربت “الإمارات” في عقر دار القوات الموالية لها وهي البحث الجنائي قبل أسبوع والحزام الأمني .
ستواصل “قطر” ضرباتها لمراكز قوى الإمارات في عدن والمحافظات الجنوبية الأخرى وسترد الإمارات بالتشديد والتنكيل لكل العناصر التي ترى فيها تابعة لقطر من أحزاب وجماعات وشخصيات وأنشطة ومعسكرات وغيرها .
التقدير الخاطئ للأمارات الذي انتهجته قبل عام ونصف بعدم تشكيل قوة أمنية موحدة باتت الثغرة الأكبر التي تنسل منها قطر لضرب مصالح الإمارات في عدن ومراكز قواها ولو ان الإمارات أوجدت قوة أمنية موحدة لكانت صعبت المسئولية على قطر في ضربها بعدن .
قادم الأيام ستتواصل الضربات القطرية لكل مراكز القوى التابعة للأمارات في عدن وستكون هناك عمليات انتحارية أخرى وكلها ستندرج في إطار استهداف القوات الأمنية الموالية للأمارات ولا اعتقد ان إي تفجيرات ستطال قوات الحكومة الشرعية إلا متى ما وجدت الإمارات انه يجب عليها الرد بنفس الأسلوب ولا اعتقد أنها ستلجأ إلى ذلك.
تملك دولة قطر خبرة كبيرة في إدارة الجماعات المسلحة المرتبطة بالقاعدة وهذه الخبرة تمتد من تجربة سابقة للدولة الخليجية الذكية في سوريا والعراق ولييبا ولذلك فإن عملية توجيه الجماعات المتطرفة في عدن وغيرها عملية قد تكون أسهل مايكون .
“الجنوبيون” والقوى السياسية اليمنية في مجمل هذا الصراع عوامل هامشية في صراع الكبار الذي اختاروا له مدينة “عدن” مسرحا واهلها ضحايا.
تملك “الإمارات العربية المتحدة” قدرة تجاوز الضربات القطرية في حال ماسارعت لإنهاء هذه التشكيلات الأمنية المختلفة وعززت جديتها لتشكيل قوة أمنية حقيقية تحمي مصالحها وتحمي مصالح العامة من الناس أيضا.
الحكومة الشرعية ممثلة بإدارة الرئيس “هادي” ليست طرفا في هذا الصراع وهي شاهد مثل إي شاهد كون ان علاقتها بالطرفين القطري والإماراتي ليست على مايرام لكن هناك أطراف في الشرعية ربما تكون على صلة باحد طرفي النزاع.
الحلقات في “عدن” مترابطة ومتداخلة بشكل وثيق ابتدأ من تحريك الجماعات المسلحة ونشاطها في عدن قبل سنة وصولا إلى دحرها مرورا بوقائع الاغتيالات التي طالت أئمة المساجد إلى عمليات اعتقال قيادات حزب الإصلاح وإحراق مقراته إي بما معناه كل طرف يستخدم طريقته الخاصة للرد على ألاخر .
استطيع وبكل أسف ان اقول للجميع ان “عدن” باتت مسرحا لتناحر خليجي خليجي سيأتي على ماتبقى من اليابس في هذه المدينة والله المستعان عليهم جميعا.
المصدر: صفحة الكاتب على الفيس بوك