الحوثيون تحت الاستهداف.. من يقف خلف ذلك؟ ولماذا؟.. الحلقة (2)
المساء برس – أصداء – السُعار الهستيري المجنون ضد انصار الله؛ من هي أطرافه وما هي أهدافه؟ الحلقة الأولى – الجزء الثاني – عبدالله سلام الحكيمي|
توقف حديثنا في الحلقة السابقة عند الحروب الستة التي شنتها السلطة الحاكمة على الحوثيين في الفترة من ٢٠٠٤-٢٠٠٦، وقلنا ان تلك الحروب المدمرة لم يكن لها أي مبرر أو سبب موضوعي على الاطلاق، ونستكمل حديثنا هنا تكملة للحلقة الاولى، فنقول، أن تلك الحروب الستة استندت في خطاب السلطة الإعلامي الدعائي إلى قائمة مطاطة من الاتهامات والمبررات والذرائع تتسع وتزداد وتتعدل وتحدث وفق مسار ووقائع أحداث الحرب المدمرة ومتطلبات تبريرها، ولعلنا نستطيع ان نجمل على نحو عام وسريع أبرزها كالتالي:
* إلصاق تهمة العنصرية والسلالية والطائفية بحق انصار الله (الحوثيين).
* اتهامهم بالعمالة والارتباط بإيران وأمريكا وليبيا وقطر وحزب الله والغرب!! وتبني المذهب الشيعي!.
* اتهامهم بالتمرد على الدولة والقيام بعصيان مسلح لإسقاط الدولة.
* اتهامهم بالإمامية والسعي لإسقاط الثورة والنظام الجمهوري والعمل على عودة النظام الإمامي الملكي.
* اتهامهم بما أسموه (الاشترا إمامية) وتعني انهم يتحالفون مع الحزب الاشتراكي اليمني لعودة الإمامة!!!.
وغير ذلك من التهم والأكاذيب غير المستندة لحقائق دامغة، والحقيقة ان تلك الحروب المدمرة التي أتت عقب حرب صيف ١٩٩٤ الكارثية التي فجرها شريك إعلان دولة الوحدة الممثل للشمال اليمني “المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه” ضد شريكهم الآخر في دولة الوحدة الحزب الاشتركي اليمني الممثل للجنوب اليمني والتي افضت إلى تدميره والقضاء عليه وإقصائه تماماً، كما تجيء تلك الحروب أيضاً عقب شن السلطة الحاكمة حملة مكثفة وواسعة النطاق من التحريض والكراهية ضد (حزب الحق) الذي تأسس عقب إقرار مشروعية التعددية الحزبية بعد إعلان دولة الوحدة والذي ولد قوياً وأثار مخاوف وفزع السلطة إذ حصد في أول انتخابات برلمانية تعددية عام١٩٩٣، خمسة مقاعد أو يزيد، رغم أنه كان لايزال في طور التأسيس! وأدت حملة الكراهية والتحريض الشرسة ضد حزب الحق إلى إعلانه حل نفسه ولم يكن قد تجاوز مرحلة التأسيس بعد.. والغريب أن تلك الحملة ضد حزب الحق وجملة الاتهامات والدعايات والأباطيل هي نفسها التي شُنت بعد ذلك على انصار الله (الحوثيين) قبل وأثناء وبعد الحروب الستة ولا تزال اسطواناتها تتردد أصداؤها حتي اليوم!.
هذا الاستعراض السريع يؤكد لنا حقيقة بأن كل من حرب ١٩٩٤ الكارثية، وتدمير وتصفية حزب الحق بعدها، والحروب الستة على الحوثيين في صعدة وماحولها، وما تخلل تلك المحطات الكارثية من صراعات قبلية هنا وهناك، ومن توظيف واستخدام الجماعات الإرهابية في التصفيات الدموية للخصوم والمعارضين السياسيين، غير ذات صلة بجملة المبررات والذرائع والاتهامات التي ساقتها السلطة لخوض كل تلك الحروب والاحداث، إلا لتضليل الرأي العام والتستر على الهدف الحقيقي الكامن وراءها والمتمثل بتهيئه وإعداد المسرح السياسي والعسكري لتنفيذ او ضمان تحقيق مشروع السلطة المحوري بتوريث الحكم أسرياً بإزاحة وتدمير كل القوى والأحزاب والجماعات التي تشكل تهديداً أو عائقاً قائماً بالفعل او محتملاً في المستقبل لمشروع التوريث العائلي للحكم!.
لعلي اكتفي بهذا القدر هنا وبه اكتملت الحلقة الأولى من حديثنا هذا..
بأمل اللقاء غداً في الحلقة الثانية بإذن الواحد الأحد