مصادر بمأرب: بن سلمان أمر الإصلاح بالانسحاب من تعز و”العروس” قُصف لهذا السبب
المساء برس – خاص| يرى العديد من المحللين أن التجمع اليمني للإصلاح وبسبب قصور رؤيته وخطأ قراراته السياسية القاتلة، كالمستجير من الرمضاء بالنار، فلا هو الذي تمكن من إنهاء مشاركته في القتال مع التحالف، بسبب خوفه من تسليط السعودية سيف “الإرهاب” على رقبته، ولا هو الذي يستطيع الاستمرار في القتال مع التحالف الذي يهلك كوادره ومقاتليه في مختلف الجبها، فمن لم يقتل من مسلحي الإصلاح بنيران قوات صنعاء، قُتل بغارة جوية تستهدفه عمداً طائرات التحالف الذي يقاتل في صفه.
وفي سياق التطورات الأخيرة التي حدثت في محافظة تعز ممثلة بقصف موقع العروس الاستراتيجي الذي يسيطر عليه الإصلاح تحت مظلة اللواء 22 ميكا، أفادت معلومات مؤكدة أن القصف الذي استهدف الإصلاح في تعز له علاقة باللقاء الذي جمع بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وكل من أمين عام الإصلاح عبدالوهاب الآنسي، ورئيس الهيئة العليا محمد اليدومي الأسبوع الماضي في الرياض.
مصادر خاصة في مأرب أكدت لـ”المساء برس” مساء اليوم أن “بن سلمان” حين استدعى اليدومي والآنسي الأسبوع الماضي، طلب منهما سحب مقاتليهم غير النظاميين “الجماعات المسلحة الإصلاحية” من محافظة تعز وتسليم الأمر للقوات الإماراتية وحلفائها في المحافظة وهي ستتولى المهام العسكرية، واعداً في الوقت ذاته أن تلك القوات ستتفرغ لتحرير محافظة تعز بالكامل وأن على الإصلاح أن يلتزم بسحب كافة مقاتليه لتعزيز الجبهات الحدودية.
وقالت المصادر أن السعودية توصّلت إلى اتفاق مع الإمارات بأن يتم تسليم محافظة تعز للقوات الموالية للإمارات على رأسها كتائب “أبي العباس” والقوات الموالية لوكيل المحافظة عارف جامل القيادي في المؤتمر الشعبي العام، مشيرة أن بن سلمان أبلغ قيادة الإصلاح يوم الاجتماع وبلهجة حادة أن هذا الأمر لم يعد مثار نقاش وأن على الإصلاح التنفيذ فوراً.
وفيما يبدو فإن الإصلاح رفض ولم يتقبّل توجيهات بن سلمان بسحب مقاتليه من تعز والتخلي عن المحافظة لصالح الإمارات، وفي الوقت ذاته لم يبدِ اليدومي والآنسي رفضهما لتوجيهات بن سلمان أثناء الاجتماع، وفقاً لما نقلته مصادر “المساء برس” التي قالت أنهما التزما بتعزيز الجبهات الحدودية بالمقاتلين الموالين للحزب.
وكانت مصادر خاصة قد أكدت لـ”المساء برس” قبل يومين أن الإصلاح سحب مقاتليه من جبهة نهم ونقلهم إلى الجبهات الحدودية، ولم يتم التأكد من صحة انتقال المقاتلين إلى الحدود، غير أن ما تم تأكيده من مصادر ميدانية حينها هو سحب الحزب لمقاتليه من جبهة نهم.
وكانت المصادر قد رجحت للموقع حينها أن “بن سلمان” طلب من القياديين في الإصلاح الآنسي واليدومي خلال اللقاء نشر القوات الموالية للحزب المتواجدة في معسكرات مأرب والتي لا تمارس حالياً أي معارك عسكرية ونشرها في الجبهات الحدودية.
ويرى مراقبون أن القصف الذي استهدف موقع العروس بمحافظة تعز يوم أمس، يشير إلى أن السعودية علمت بحركة الإصلاح التي قامت بسحب مقاتليها من جبهة نهم بدلاً من محافظة تعز، فكان الرد السعودي بقصف موقع العروس الذي يسيطر عليه اللواء 22 ميكا المحسوب على الإصلاح كردّ، وربما تحذير، للإصلاح، بتنفيذ توجيهات التحالف القاضية بالانسحاب وتسليم المحافظة للإمارات وحلفائها.
ويرفض حزب الإصلاح تسليم المحافظة لحلفاء الإمارات بقيادة القيادي السلفي عادل عبده فارع المعروف بـ”أبي العباس” الذي خوّلت له الإمارات تشكيل قوات محلية غير نظامية يطلق عليها قوات الحزام الأمني تكون خاضعة مباشرة للقيادة الإماراتية المتواجدة جنوب اليمن، على غرار ما تم تشكيله في تلك المحافظات.
وكانت قيادات من حزب الإصلاح على رأسهم حمود سعيد المخلافي المقيم حالياً في تركيا قد طلب علناً من عناصر الحزب بترك جبهات القتال والتوجه إلى محافظة تعز “لاستكمال تحريرها ثم الانتقال إلى محافظة إب”، وقد كتب المخلافي في صفحته على الفيس بوك بياناً بهذه التوجيهات التي أتت رداً على تحركات الإمارات في تعز لإنشاء حزام أمني وسحب البساط من السلطات الموالية لحكومة عبدربه منصور هادي، وهي التحركات التي ترى فيها قيادات الإصلاح أنها تأتي بضوء أخضر من السعودية التي تقاتل الحوثيين في اليمن بعناصر حزب الإصلاح.