معلومات خاصة: لهذا قصفت السعودية منظومة الملاحة بمطار صنعاء
المساء برس – خاص| أكدت مصادر خاصة في العاصمة اليمنية صنعاء أن السعودية سعت خلال الأيام القليلة الماضية إلى التفاوض مع أطراف صنعاء بهدف وقف التصعيد وعدم إطلاق صواريخ طويلة المدى إلى أهداف استراتيجية داخل المملكة كالذي تم إطلاقه مؤخراً إلى مطار الملك خالد الدولي في العاصمة الرياض.
وعلم “المساء برس” من المصادر الخاصة أن السعودية قبلت بالجلوس إلى طاولة مفاوضات مستعجلة وغير معلنة مع أطراف صنعاء بعد أن عجزت عن تحقيق أي تقدم عسكري في جبهة نهم بهدف الضغط على أنصار الله وبعد أن ردت قوات صنعاء على هذا التصعيد بصاروخ باليستي إلى العاصمة السعودية الرياض، الأمر الذي دفع بالسعودية إلى البحث عن هدنة جزئية وغير معلنة مع صنعاء لضمان عدم استهداف الرياض مرة أخرى أو استهداف المنشئات النفطية القريبة من الأراضي اليمنية بالتزامن مع مفاوضات بين الطرفين بعيدة عن الأضواء.
وأكدت المعلومات الواردة لـ”المساء برس” أنه كان من المفترض أن تصل اليوم الثلاثاء طائرة خاصة إلى مطار صنعاء لنقل عدد من الأشخاص، ولم ترد ضمن المعلومات ماهية الجهة التي كان سيتم نقل هؤلاء الأشخاص إليها وما إذا كان ذلك في إطار المفاوضات غير المعلنة التي سعت السعودية لعقدها سرياً من عدمه.
مصادر “المساء برس” رجحت أن تكون الضربة الجوية التي استهدفت منظومة جهاز الإرشاد الملاحي بمطار صنعاء اليوم، مؤشراً على عدم التوصل إلى اتفاق بين صنعاء والرياض وأن السعودية انقلبت على ما التزمت به أمام صنعاء مقابل التزام الأخيرة بالتهدئة والقبول بمفاوضات وجهاً لوجه.
وأضافت المصادر أن السعودية قد تكون لجأت إلى البحث عن مفاوضات مع صنعاء مباشرة بدون الرجوع إلى الولايات المتحدة، مرجحة أن تكون الضربة في مطار صنعاء قد أتت بعد أن بلغت الولايات المتحدة معلومات بتوجه السعودية الأخير.
وكانت غارات جوية قد شُنت صباح اليوم على مطار صنعاء ودمرت منظومة جهاز الإرشاد الملاحي بهدف إيقاف أي رحلة بما فيها رحلات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الخاصة بالإغاثة.
وكانت الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد قد أصدرت بياناً اليوم قالت فيه “إن غارات العدوان أدت إلى تدمير كلي لمنظومة جهاز الإرشاد الملاحي (VOR-DME)، ما تسبب بإيقاف الحركة الوحيدة الموجودة في مطار صنعاء وهي رحلات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الخاصة بالمساعدات والإغاثة الإنسانية”.
وأكدت الهيئة بأن هذا الاستهداف يعتبر انتهاكاً صريحاً للمواثيق والمعاهدات الدولية وتحدياً صارخاً للأمم المتحدة والمجتمع الدولي وإتفاقية شيكاغو المادة (3) مكرر والتي تنص على عدم استهداف المطارات المدنية.
وناشدت الهيئة العامة للطيران المدني والارصاد المجتمع الدولي ومجلس الأمن تحمل مسئولياتها تجاه هذا العدوان الغاشم على المطارات اليمنية المدنية، مطالبة بالتحقيق الفوري واتخاذ موقف حاسم تجاه هذه الجرائم ضد الإنسانية والعمل على إيقاف هذا العدوان والسماح باستئناف كافة الرحلات المدنية من وإلى مطار صنعاء الدولي.
ولم يكن مطار صنعاء هو ما تم استهدافه اليوم فقط حيث قصفت المقاتلات مطار الحديدة الدولي غرب اليمن.
وتأتي هذه الغارات بعد أقل من يوم من تجديد الأمم المتحدة مطالبتها دول التحالف بقيادة السعودية برفع كامل للحصار الذي يفرضه منذ أسبوع على اليمن.
وكان المتحدث باسم المنظمة الدولية ستيفان دوجاريك، قد صرّح مساء الإثنين، أن المنظمات الانسانية بحاجة الى “وصول كامل” إلى كل الموانئ والمطارات، مشيرا إلى أن فتح بعض الموانئ لا يكفي “لأن هذا الامر يتطلب عبور خطوط الجبهة لإيصال المساعدات الانسانية”.